الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها قدم سماحته التعازي لامام العصر والزمان ومراجع الدين العظام والامة الاسلامية وشيعة اهل البيت بمناسبة ذكرى استشهاد الامام محمد الباقر (ع) . وكذلك استشهاد سفير الامام الحسين مسلم ابن عقيل .
وقد تناول سماحته شذرات من حياة الامام الباقر . واهم المراحل التي مر بها منذ ولادته حتى استشهاد . وما انتهجه الامام من نشر العلوم والمعرفة وتاسيس الجامعة الاسلامية الكبرى . واتمام الرسالة الدينية . خصوصاً بعد رحيل ابيه الامام السجاد (ع) .
ومن ثم تطرق الى سيرة سفير الامام الحسين مسلم ابن عقيل والملحمة الكبرى التي لاتقل عن ملحمة كربلاء والسيرة الجهادية لهذا الرجل العظيم .متحدثاً بعد ذلك عن يوم عرفاة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة والوقوف في عرفاة بالنسبة للحجاج . كما بين اهمية هذه الايام الثلاثة التي اجتمعت بين استشهاد الامام الباقر (ع) . واستشهاد مسلم ابن عقيل ويوم عرفاة وخروج الامام الحسين (ع). من مكة باتجاه العراق .
اما في خطبته السياسية فقد تناول سماحته عدة مواضيع ساخنة معبراً عنها بانها احداث الساعة . مشيراً الى ان العمل السياسي والتصدي له يحتاج الى عدة عوامل تجعل من المتصدي قادراً على تجاوز الامتحانات الصعبة والخروج من الازمات التي يواجهها خلال مسيرته . وهي التي تعتبر من عوامل القوة لدى القادة . وما ان تتوفر لدى القائد فحينها تعالج المشكلات . مهما كبرت او صغرت . وتقاد المسيرة وتنقذ البلدان وتطور . بل تنتصر أذا ما واجهت اعداء . وتتوحد الامة من خلال التفافها حول قادتها السياسيين . ومن اهمها . الصدق والعدالة والامانة والاخلاص والشجاعة والاخلاق السياسية . وهي الميزان والمعيار . اما اذا فقدت احداها او بعضها او كلها . فيحينئذ تفقده الكثير ويخسر الكثير . فالقائد اذا فقد هذه العوامل فانه سوف يفقد التقوى السياسية والاخلاق السياسية . فلا يعد بعدها قائد . وانما منافق ودجال ومخادع وخائن ....... الخ .
فاليوم وبعد مرور ست سنوات على العراق وهو يعاني من مختلف المشكلات وبعد توالي بعض الحكومات والقادة لقيادة العراق وتصديهم لادارة دفة الامور في البلد . كل حكومة وكذا الحاكم يختلف عن غيره باشياء عديدة وقد يجتمع معه باخرى . لكن من خلال العمل ينكشف على حقيقته وواقعه . وهل هو قائد حقيقي ام لا ؟ . فمنهم قادة وحكام لا نسمع منهم الا الشعارات والتصريحات والوعود والعهود الكاذبة والتبجحات . وبعد مرور الايام فلا نرى ولا نسمع ولا نشاهد منه اي من هذا كله فقط شعارات . اما الواقع فهو خراب ودمار وفساد وفئويات وتحزبات وجماعات وطائفيات . والبعض من القادة لا يعرف الا عندما يمر بامتحان ويوضع على المحك . حينئذ تظهر حقيقته ويكشف زيفه وشعاراته الرنانة الزائفة . واذا به خلاف ماكان ينتظر منه .ومن الشعارات التي سمعناها وسمعها الشعب من الجميع . هو شعار الوطنية والمصلحة العليا والوطن والمواطن . ورددها الكثير وسمعها الجميع . ولكن عندما يصطدم هذا الشعار مع المصلحة الشخصية او الحزبية او الفئوية او الطائفية القومية واذا به سرعان ما ينقلب ويتبدل الامر . بل يضحي بالجميع من اجل مصلحة خاصة . فلا وطن ولا شعب ولا اسلام ولا عامة ولا عليا ولا فقراء ولا شهداء ولا مستقبل بلد ولا محاذير او مخاطر فكل هذه الامور لا تعني شيء مقابل تلك المصلحة واليوم نحن نواجه هذه القضية بشكل واضح .
اما عن موضوع الانتخابات الذي عبر عنه سماحته بالموضوع الساخن والحدث المهم . وخاصة قضية النقض التي حصلت والتصعيد الحالي لهذه القضية . فقد بين سماحته ان الشعارات التي كانت تردد وترفع قد بان زيفها . حيث برزت المخاطر الحقيقية من خلال التقاطع والتناقض بين شعارات الامس ومواقف اليوم . وهناك من جعل العملية السياسية برمتها على كف عفريت . لان هناك من تقاطع مع مصالحه الشخصية او الحزبية .
شاكراً سماحته السيد رئيس مجلس النواب اياد السامرائي على مواقفه الشجاعة واحتواءه الازمة وحكمته وصبره وادارته وحلمه وسعة صدره . وكذا قدم سماحته الشكر لبعض المسؤولين واعضاء مجلس النواب على حرصهم لما بذلوه من جهد لاخراج البلد من ازمة حقيقية .
موجهاً عتبه الشديد على بعض من القادة واعضاء مجلس النواب الذين غفلوا عن المخاطر التي سيتعرض لها البلد .
داعياً الجميع بان يتنصلوا عن العناوين الضيقة ووضع المصلحة العليا هي العنوان الجامع من اجل تفويت الفرصة على اعداء العراق . موضحاً ان الانتخابات القادمة هي انتخابات مصيرية وهي بحاجة ماسة الى معالجة جميع الاشكالات العالقة ووضع ضوابط وضمانات حقيقية لغرض تحقيقها بشكل كامل ومنصف . لكن للاسف لم تعالج هذه الاشكالات . وقد استجوبت المفوضية العليا للانتخابات وكشفت الحقائق ولم نرى اي اجراء لحد الان ولا نعرف السبب الحقيقي لهذا رغم وجود الكثير من الخروقات وعمليات التزوير . وهذا يدعوا للقلق . وما نشاهده اليوم من تدخل واضح وخصوصاً من الامريكان فهو ايضاً يدعوا للقلق خصوصاً مايحصل اليوم وزياراتهم المتكررة الى مكاتب المفوضية وتدخلاتهم في اسماء المرشحين وغيرها . وهذا حصل في الانتخابات السابقة وحذرنا منه مسبقاً .
مناشداً سماحته جميع السياسيين والسيد رئيس الوزراء واعضاء مجلس النواب بوضع حد لهذه التدخلات التي يقوم بها الامريكان والتعجيل في حسم امر مفوضية الانتخابات .
وفي سياق متصل انتقد سماحته الاجهزة الامنية والخطط الموضوعة التي تخترق بين الحين والاخر مبدياً استياءه من العمليات الارهابية الاخيرة التي حصلت في مدينة كربلاء المقدسة . ومشدداً على ضرورة اليقضة واخذ الحيط والحذر خصوصاً في ايام العيد والمرحلة القادمة لانتها مرحلة حساسة ومهمة ويمكن ان تستغل .
وانتقد ايضاً دور وزير الداخلية الذي انشغل بالانتخابات والاصطفافات والمشاكل السياسية وترك الواقع الامني والخروقات الامنية . معرباً عن استغرابه الشديد من توجيه الاتهامات لوزير الداخلية والتي تشير الى ان له صلة خارجية او ارتباط خارجي ولم يبحثوا هذه الاتهامات لانه يمسك وزارة تعتبر من اهم الوزارات بل هي بالفعل من اهمها .
وفي موضوع الفساد الموجود في الوزارات وخصوصاً في وزارة الصحة فقد عبر سماحته عن استنكاره الشديد لعمليات التسويف التي تحصل في التحقيقات بشان عملية حرق احد الطوابق في الوزارة والمعني بعقود شراء الادوية . والتي خرج خلالها المفتش العام ليصرح بان هناك شخصيات متورطة بالفساد هي التي تقف خلف هذه العملية . وايضاً ما يمارس الان من تعاقد مع شركات ثبت في ما مضى انها قد ادخلت للعراق ادوية وعلاجات ملوثة ومن ضمنها اكياس الدم التي دخلت في الثمانينات تحمل فايروس الايدز ولكنها اتت اليوم بعنوان جديد لتتعاقد معها الوزارة متناسية ان ما حصل قد حصل للعراقين وهذه الشركة فرنسية ولديها الان عقد مع وزارة الصحة . محذراً من التعامل مع مثل هذه الشركات
https://telegram.me/buratha