من البحرين والهند وباكستان والكويت والسعودية وإيران وماليزيا وأفغانستان وسوريا ولبنان وقطر واليمن ودول أخرى..آلاف الزوار قد قدموا إلى كربلاء المقدسة في هذه الأيام الخاصة بزيارتها. اختلفت لغاتهم وانتماءاتهم ولكنهم اتفقوا على أمر واحد، إنه حب الإمام الحسين عليه السلام، والتوحد بكربلاء، رمز الثورة على الظالمين، وشاهد انتصار الدم على السيف.
عدسة موقع الكفيل تجولت في مناطق مختلفة من مركز المدينة المقدسة، لترصد هذه الجموع الخيرة التي قدمت إلى كربلاء لتنعم بأجواء روحانية عاشتها المدينة مذ وجدت وما زالت تعيشها.. جاءوها من أقطار شتى رغم مشقة السفر، وعراقيل الكثير من الحكومات في الخارج، ورغم دعايات تشويه الحقائق التي تنقل للناس أن العراق يحترق!!! وبمجيئهم أظهروا للمغرضين والأعداء أنه بخير، وإنه يتعافى، وأن كربلاء ستظل أرض السلام مذ كانت... جاءوها ليفوزوا بحضور عرصاتها يوم عرفة، الذي ورد عنه في الحديث الشريف، أن الله ينظر إلى زوار الإمام الحسين عليه السلام فيه قبل نظره لزوار عرفة في الديار المقدسة في مكة المكرمة...فما أحلى اللقاء، وهنيئاً لمن سيحضى بالرضا من خالقه، ونظرة نعيم...في كربلاء ومكة.
محرر موقع الكفيل تجول في عدة فنادق في مركز المدينة وقد أخبره أصحابها أن معظمها قد تم حجزه كاملاً من قبل الزوار العرب والأجانب قبل أكثر من شهر من المناسبة، التي يتوقع أن يشارك فيها - كعادتهم في كل عام - مئات الآلاف من الزائرين العراقيين من كربلاء المقدسة والمدن والأرياف التابعة لها ومعظم مدن وقرى المحافظات العراقية الأخرى. وقد وافق هذه المناسبة كما في كل عام ذكرى استشهاد الإمام الباقر عليه السلام يوم السابع من ذي الحجة واستشهاد سفير الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل عليهم السلام يوم الثامن من ذي الحجة، حيث ارتدت المدينة زي الحزن، ولبست السواد، فيما اُطفأت إنارات الزينة التي تنتشر في العتبتين المقدستين وما بينهما، وأبدلت آلاف المصابيح فيهما باللون الأحمر كما هو العادة في المناسبات الحزينة، وهو العمل الذي تقوم به شعبتي الكهرباء في قسمي الشؤون الهندسية والفنية في العتبتين المقدستين، ثم تعود لإبدالهما بالأضواء البيضاء والملونة بعد أيام انقضاء أيام الحزن. وقد رصدت عدسة موقع الكفيل مراسيم العزاء الذي خرجت به مواكب أبناء كربلاء المقدسة، اعتباراً من ليلة السابع من ذي الحجة الموافقة لليلة 25/11/2009م.
واستمرت محاضرات الوعظ والارشاد في العتبتين المقدستين، وقد قامت الأقسام الخدمية فيهما كعادتها بتوفير مستلزمات الراحة من فرش وماء معقم وزيادة رفد المكتبات بالمصاحف وكتب الأدعية والزيارات، وتوفير سيارات النقل الكهربائي داخل منطقة عتبات كربلاء المقدسة، والسيارات العادية منها إلى مناطق القطوعات المرورية وبالعكس، وتوفير سيارات الإسعاف. فيما استنفر قسمي حفظ النظام في العتبتين المقدستين جهوده للحفاظ على أرواح الزائرين، من خلال تكثيف الدوريات الراجلة ونشر اجهزة كشف المتفجرات بشكل أكبر، وبالتعاون مع فوج حماية الحرمين الشريفين الذي قام أيضاً بتكثيف نشاطه داخل المدينة وخاصة مركز المنطقة المقدسة.
يذكر أن مدينة كربلاء المقدسة تشهد كل عام العديد من الزيارات المليونية ومنها زيارة عرفة، ونصف المليوينة ومنها ليالي الجمع، عدا ما يردها يوميا من آلاف الزائرين، حيث تصل بهم التقديرات شبه الرسمية سنويا إلى أكثر من خمسين مليون زائر، من العراق ومن أكثر من 25 بلداً، وقد تزايدت الأعداد خاصة بعد سقوط النظام الديكتاتوري البائد في 9/4/2003 م، وهو يمثل الرقم الأعلى للزوار في العالم للمدن المقدسة فيه. ومن الجدير بالذكر أن مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني قد أعلن أن يوم الخميس 19/11/2009م، هو أول أيام شهر ذي الحجة المبارك لعام 1430هـ، وبالتالي فإن يوم عرفة سيكون موافقاً ليوم 27/11/2009م.
الكفيل
https://telegram.me/buratha