وصف السفير الفرنسي لدى العراق بوريس بوالون زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني باريس بأنها «إعادة إحياء للعلاقات الثنائية». وبوالون هو أصغر سفراء فرنسا سناً، عمل مستشاراً للرئيس نيكولا ساركوزي الذي قال خلال عشاء أقامه على شرف طالباني ان السفير يمثل «هدية ديبلوماسية».
وقال بوالون انه تخلل زيارة طالباني توقيع اتفاقات دفاعية لتحديث الجيش العراقي وتدريب كوادره وتحديث 18 طائرة من طراز «ميراج أف 1» ومروحيات وتقديم 300 منحة دراسية. ولفت الى ان الجانب الفرنسي مهتم بتأهيل النخب العراقية لتحسين الأداء على صعيد الحكم، فيما الإدارة الأميركية تدرب القضاة في فرنسا.
وتابع انه "جرى توقيع اتفاقات اقتصادية، واتفاقاً لعودة المؤسسة الضامنة للاستثمارات الخارجية «كوفاس» الى العراق وإنشاء فرع لوكالة التنمية الفرنسية ". وأشار الى أن العراق «يشهد تحسناً ملموساً على صعيد الأوضاع الأمنية، ما يشكل إشارة إيجابية جداً إلى مستقبل البلد».ورأى ان «الهجوم الانتحاري الذي حصل أخيراً دليل على ضعف المجموعات الإرهابية».
وقال ان زيارة طالباني تخللها توقيع اتفاق لحماية الاستثمارات وفرنسا مرتاحة جداً لأن الاتفاق سيسهل عودة الشركات الفرنسية الى السوق العراقية. وتابع ان «فرنسا تريد دعم الجيش العراقي الجديد ولا تخاف من عراق قوي ديموقراطي شرط أن يعيش بسلام مع جيرانه وألا يوجه الجيش العراقي سلاحه نحو المدنيين العراقيين».
وعما إذا كانت الإدارة الأميركية تستاء من عودة قوية لفرنسا الى العراق، اعتبر بوالون أنه ليس هناك تناقض أو تنافس بين الولايات المتحدة وفرنسا لأن العراق بلد كبير بحاجة الى مساعدة في كل الميادين، والى مساعدة كل حلفائه ومن بينهم فرنسا والولايات المتحدة.
ورأى أن العراق دخل في عصر جديد مع عودة «الروح الوطنية» و»تجاوز الطائفية»، لافتاً الى أن «النزاعات الطائفية لم تعد على طاولة السياسيين العراقيين». وأشار الى أن رفض طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي قانون الانتخابات لا يشكل خطراً على موعدها المطابق للدستور. وذكر بوالون أن ساركوزي وعد طالباني بزيارة العراق.
وعلى صعيد قطاع النفط، قال بوالون إن الاتفاقات الثلاثة التي وقعت بين بغداد وشركات أجنبية فازت في الجولة الأولى من المناقصة، ستمكن العراق من زيادة قدرته الإنتاجية الى سبعة ملايين برميل يومياً خلال ست سنوات.
وأعرب عن أمله بأن تحصل مجموعة «توتال» على عقد في إطار الجولة الثانية من العروض النفطية في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ورأى ان القطاع النفطي العراقي دخل في عصر جديد مع الوجود الكثيف للصين التي دخلت في كل المجموعات، مشيراً الى أن الصينيين يُحدثون تغييراً في الفلسفة المتبعة على صعيد هذا الملف كونهم يتجهون نحو نمط عنيف من الاستكشاف، أي الى التنقيب والتطوير دون الحرص على البيئة.
وشدد على أن «توتال» تولي في المقابل احتراماً كبيراً للنواحي البيئية والاجتماعية وتستغل الحقول في طريقة جيدة جداً ونظيفة جداً. وذكر أن «توتال» مرشحة للحصول على تطوير بعض الحقول العراقية مثل «قرنا الغربية» و»مجنون» في الجولة الثانية من المناقصات.
https://telegram.me/buratha

