ذكر رئيس وزراء اقليم كردستان برهم صالح ان المشروع العراقي يجابه تحديات جمة ومن مصلحة الكل تضافر الجهود والتواصل وليس التخاصم، مشيرا الى انه اذا كان هناك قرار استراتيجي في كردستان فهو ان نكون "جزءا من عراق دستوري".
وقال صالح، خلال لقائه بمثقفين عراقيين من الكرد والعرب وكتاب من فرنسا وايران وجرى على قاعة النادي الاجتماعي بالسليمانية على هامش مهرجان كلاويز الثقافي، ان "كل كردي يصر على حق تقرير مصيره أسوة بشعوب العالم، إلا ان الكرد وبناء على تجارب تاريخية اختاروا أن يكونوا جزءا من عراق اتحادي ديمقراطي، وكانوا قد تمتعوا بالاستقلال لكنهم اختاروا البقاء في عراق اتحادي".
وفي تعقيبه على مداخلة لرئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد فاضل ثامر تناول فيها وجود بعض الاصوات المتطرفة وتاثيراتها السلبية، بين صالح "اننا بحاجة الى حوار صريح حول ما نحن بصدده وما نلمسه من اصوات شوفينية تثير في نفوس المواطنين الكرد قبل سياسيهم الكثير من الشكوك،لأن هناك أصواتا تتعاطى مع كركوك بنفس عقلية التطهير العرقي في زمن صدام".
وشدد صالح على "ان المواطن الكردي بحاجة الى أصوات عربية تطمئنه"، لافتا الى ان "بعض الأصوات القوموية تخدم مصالح الشوفينيين، فالكرد لا يشكلون خطرا على العراق، وانما الخطر يأتي من اولئك الذين يفجرون الأجساد في بغداد والموصل وكركوك وغيرها من المدن والمحافظات العراقية"، منوها الى "وجود أصوات كردية تضر بالمصلحة الكردية أكثر من غيرها".
واوضح رئيس وزراء اقليم كردستان، ان "لدى الكرد رؤية مفادها ان كركوك جزء من كردستان العراق لكن ليس هناك حل كردي أو عربي او تركماني لهذه المدينة وانما حل توافقي يرضي الجميع، وهذا ليس موقفا متطرفا، فالكردي يجب ان ينتصر للحقوق الكردية من منظور ان عمليات التعريب ارتكبت باسم العرب في زمن صدام، والأخير لو كان مرنا في التعامل مع كركوك لما خاض الحرب ضد الاكراد في الماضي".
وفي تعقيبه على مداخلة للناقد ياسين النصير حول صناعة خطاب حداثي يعطي للثقافة حقها، قال صالح "أنا اعول على اخواني وزملائي في بغداد من المثقفين والديمقراطيين العراقيين بعدم قبولهم الاستدراج الى موقع التخاصم القومي، واؤكد ان كردستان ستبقى معقلا للأحرار العراقيين، ولابد ان تتوسع الفعاليات الثقافية وان تكون هناك مهرجانات عراقية في مدن كردستان".
ورد صالح على سؤال للشاعر ابراهيم الخياط عن "السبب الذي جعل التحالف الكردستاني يتعامل بسلبية مع موضوع اختيار وزير الثقافة في حكومتي الجعفري والمالكي، بينما تم اختيار مثقف كوزير للثقافة في الأقليم؟" بالقول :عندما يوجه الي سؤال صعب وفي ثلاث حكومات عراقية أقول "العربي مالي خلص". ونفى صالح ان تكون هناك مشكلة بين بغداد والاقليم، لافتا الى "وجود وجهات نظر مختلفة مع أطراف في الحكومة بسبب تأجيل حسم بعض القضايا، التي كلما أجلت زادت صعوبة حلها".
وأشار صالح، في اطار الحديث عن موضوعة النفط وادارة قطاعه، الى عدم نجاح السياسة النفطية، قائلا "لكل مواطن عراقي وفي أي مكان كان حصة في نفطه، لذا يجب أن نبحث في مبدأ ادارة القطاع النفطي بكفاءة، فالانتاج النفطي والتصدير العراقي متدن، وهذا لا يعد نجاحا للسياسة النفطية، فلو كنا قادرين على جلب الاستثمارات الى العراق لكنا استطعنا تصدير 4 ملايين برميل يوميا لتعم الفائدة على الجميع".
وأردف "ان النفط المصدر من الاقليم لا تذهب ايراداته الى الاقليم، وانما الى الخزينة المركزية، ونحن متضررون جميعا من حالة التباطؤ في تطوير القطاع النفطي،لأن هناك من يريد ان يحول المشاكل الفنية الى سياسية". ودعا صالح تعليقا على احدى المداخلات الى استخدام مصطلح (الاتحادية) بدل (الفدرالية)، قائلا "حبذا لو نستخدم كلمة الاتحادية التي تعني الاتحاد والتواصل في نظام دستوري، فالاتحادية هي الأصلح لأن الفيدرالية أريد لها أن تكون بمعنى آخر، والكل يعاني من المركزية وهذا مالمسته خلال زياراتي لمحافظات البصرة والديوانية وغيرها من المحافظات".
https://telegram.me/buratha
