رأى سفيران امريكيان سابقان لدى العراق، ان على الامريكيين الاستعداد للبقاء مدة طويلة في العراق ان اقتضى نجاح الجهود الديبلوماسية والعسكرية ذلك لتحقيق الاستقرار في البلد، حسب ما نقلت امس الجمعة صحيفة هيوستن كرونيكل Houston Chronicle.وقال السفيران رايان كروكر وجون نيغروبونتي، في جلسة نقاشية عقدت بمعهد جيمس بيكر، ان امام الولايات المتحدة في العراق “طريق وعر ومتعرج”.وقال كروكر ان “حكاية العراق بعد العام 2003، لا زالت في فصلها الاول،” مضيفا “ومن المحتمل ان امامنا 37 فصلا، فهذا كتاب طويل جدا”.من جهته، نيغروبونتي الى انه عندما غادر العراق في اذار مارس 2005، ارسل تقرير نهاية مهمته الى الرئيس الامريكي ووزارة الخارجية، رأى فيه ان “من المحتمل ان يتطلب الوضع في العراق خمس سنوات اخرى ليستقر، ولم يكن احد في واشنطن يريد ان يسمع خمس سنوات متوقعة اخرى”، حسب ما قال نيغروبونتي.وقال “اذا كان لنا كأمة ان نقرر المشاركة في هكذا صراعات، لعل علينا ان نفهم انها تأخذ وقتا اطول وموارد اكثر مما توقعنا في البداية.”وكان نيغروبونتي نائبا لوزير الخارجية الامريكية في ادارة جورج دبليو بوش. وخدم كأول سفير لدى العراق في مرحلة ما بعد صدام، واول مدير للمخابرات في ادارة بوش.فيما خدم كروكر كسفير لدى العراق من العام 2007 الى شباط من العام 2009، وكان قبلها سفيرا في باكستان، وسوريا، والكويت، ولبنان. وتقاعد بعد 37 عاما في السلك الديبلوماسي.واسهم كروكر في التفاوض على الاتفاقية الامنية الامريكية العراقية، التي تدعو الى سحب القوات القتالية الامريكية من العراق نهاية العام 2011، الا انه حذر من سحب سريع لفرق اعادة الاعمار المدنية.وقال كروكر “انا قلق قليلا من توارد افكار تقول، حسنا، حجم القوات ينخفض الان، وعلينا العودة الى استجابة مدنية اعتيادية، لممارسة علاقة ثنائية طبيعية،” مضيفا “قد نصل يوما ما الى هذه المرحلة… لكن هذا ليس هو الحال الان.”وقال كروكر انه يعدّ تقديرات نيغروبونتي عن خمس سنوات من العام 2005 لبلوغ الاستقرار في العراق “مدة قصيرة”، ورأى ان “هذه العمليات تاخذ وقتا طويلا ولا يمكن لاية جملة من الافكار الجيدة المتولدة في واشنطن ان ترسل ببريد شركة فدكس السريع الى العراق لتوضع هناك في قالب وتُشغّل”.وتقول الصحيفة ان كروكر “قال في تعليق على الهجمات الارهابية الاخيرة في العراق، انه يبدو ان الاهداف تحولت من استهداف الجمهور طائفيا الى استهداف رموز الحكومة”.ورأى، وفقا للصحيفة، ان الهجمات “متوجهة ضد الحكومة لاظهار ان الحكومة ضعيفة، وغير فعالة، وغير قادرة على الحكم”.واضاف كروكر ان مع اقتراب الانتخابات الوطنية المقررة في كانون الثاني يناير، فان “الهجمات وتصاعد التوتر بين الاكراد والعرب هي مجرد تحديات قليلة تواجه الحكومة العراقية، والامريكيون يتقدمون الى الامام”.واختتمت الصحيفة تقريرها بقول كروكر ان “هذا الامر سوف يتطلب تدخلا متواصلا والتزاما متواصلا،” و “آمل ان تقدّر الحكومة الامريكية والشعب الامريكي ذلك”.
https://telegram.me/buratha

