النجف الاشرف - خضر الياس
في أمسية ثقافية متميزة حضرها العشرات من المثقفين والأكاديميين ورجال الدين والفنانين والفقهاء وشيوخ العشائر والوجهاء ، ديوانا ثقافيا للدكتور المهندس عبد الكاظم الياسري عميد المعهد التقني في النجف.
وتضمنت الافتتاح الثقافي لديوان د. الياسري تضمن عدة كلمات وقراءات شعرية متميزة للعديد من الكفاءات الشعرية والثقافية في المدينة المقدسة .
وأكد د. المهندس الياسري صاحب الديوان للمركز الإعلامي للبلاغ قوله حول افتتاح الديوان ": إيمانا منا بدور الثقافة في بناء الوطن العراق الحبيب وفي دورها في مدينة النجف الاشرف أقمنا هذا الديوان ، وإقامته ليس المقصود بها إضافة إلى عدد الدواوين الثقافية الموجودة بالمدينة المقدسة ، بل ان طموحنا من إنشائه ان يكون ديوانا نوعيا ، تحضره كافة شرائح المجتمع النجفي واليوم كما تشاهدون حضر ما يقارب ال200 شخص ليس كلهم من الطبقة المثقفة بل حضر شيخ العشيرة والوجيه والأستاذ الجامعي والأكاديمي والفنان ورجل الدين والسياسي كما ان اللجنة التحضيرية التي أعدت برنامج الجلسة الأولى للديوان هي لجنة متخصصة بجوانب تقنية فنية من أساتذة الكليات والمعاهد ."
واضاف" نعمل على تنويع المحاضرات والجلسات التي ستقام تباعا تم اختيارها بعناية لخدمة المدينة المقدسة بكافة جوانبها ، فالمحاضرة القادمة في هذا الديوان سأكون حول مخاطر الإشعاع في حياة المواطنين في النجف ، والمحاضرة التي بعدها سيكون عنوانها ( الطاقة المتجددة وكيفية استخدامها ) ثم بعدها محاضرة حول ( كيفية تدوير النفايات في النجف وعملية إنشاء البنايات الصديقة للبيئة ) وغيرها وهذا تنوع واضح في الطرح لا يخص مجالا معينا ."
": ان المحاضرات التي تقام ليس لها طابع سياسي بل هي توجهات علمية تهدف أساسا الى توعية الإنسان والمواطن في المدينة ."
وحول سؤالنا د. الياسري عن ماهية إقامته لديوان ثقافي وهو يحمل اختصاصا علميا دقيقا بعيدا عن الجانب الثقافي وهذا تميز كيف استطاع الجمع بينهما فقال ": أنا قبل أكون مهندسا ولدي براءة اختراع مسجلة عالميا حصلت عليها في لندن لثالث مهندس عراقي ، ولكنني اكتب الشعر ولدي مقالات شعرية وأدبية كثيرة في السياسية والأدب والثقافة ومجال اللغة العربية فانا لم اذهب بعيدا عندما كونت مع زملائي لهذا الديوان خدمة للنجف مدينة العلم والثقافة والادب ."
فيما قال الأستاذ فلاح الحساني أكاديمي جامعي في النجف ": نحن بحاجة اليوم الى ثورة فكرية ونطمح ان تكون هذه بداية لثورة التغيير لمفاهيم الناس ، فإقامة هكذا دواوين ثقافية أدبية هو طرح روح التجديد ، مع اننا حاول ان نبتعد ان الأجواء السياسية التي يشحن بها البلد الا اننا نجد ان حياتنا كلها تصب بالمعنى السياسي ، فالثورة الثقافية نتيجتها التراكمات والأحداث السياسية تولد هكذا نموذج وأطروحات ."
واعتبر د. صادق المخزومي أستاذ التاريخ والفقه العربية في جامعة الكوفة ": مدينة النجف تعج بالمنتديات الأدبية ، وأكثر المنتديات تتناول تراث النجف الفقهي والديني والحياة العلمية كذلك الحياة السياسية وكذلك المحاضرات العلمية والطبية منها معاصرة وتراثية نستطيع القول انها محاضرات جامعة ، وقد تكو تلك المحاضرات تاريخية لكنها في فائدة الانعكاس على واقع اليوم والمستقبلي ، ونجد ان حضور العديد من شرائح المجتمع النجفي يؤدي الى التلاقح الفكري والارتباطات يشكل تلاحم اجتماع ونفسي بين الناس ، والمدينة كما تعلمون لا يوجد فيها ترفيه نفسي او ثقافي مثل المسارح او دور السينما ، فالمواطن النجفي بدأ بابتداع هذه المنتديات لتشمل الترويح عن النفس ولزيادة المعرفة ."
اما عادل البصيص شاعر وإعلامي قال ": مما لاشك فيه ان مدينة النجف الاشرف جزء من حياتها اليوم هي المجالس الأدبية والثقافية ولهذا درجت المدينة على احتضان هكذا منتديات ودواوين ومجالس في عموم تاريخها على الأقل الحديث او المعاصر ، ونلاحظ ان في هذه المجالس ومنها ديوان الياسري ، ان حضورها لا يقتصر على شريحة معينة سواء ان كانوا شعراء او نقاد او المتذوقين للشعر الى أصحاب المشاهد الثقافية عموم الى العلماء او المتخصصين في العلوم البحثية ، لكن هذا المزيج او الخليط يساهم في رفد هذه المجالس بالأفكار وتنوع الثقافات وبالتالي فان هذه المجالس تمثل رافدا مهما في فيض هذه الثقافة النجفية التي انعكاساتها سواء على المثقف العراقي او العربي عموما ."
ولفت إلى اني ": اعتقد ان المشهد الثقافي هو المشهد الحي في العراق ويجب ان يستثمر تماما لبناء العراق بعدما وصل التنازع السياسي بين المكونات العراقية على أشده وحمي الوطيس بينها ولهذا فان المجالس الادية تمثل واحة للراحة والاستقرار النفسي للمثقفين بعد ان أتعبتهم السياسية وتعبوا منها ومن كلامها المتناقض الى ما شاكل ذلك فهي مجالس جامعة مانعة لجميع الأطياف ومختلف الأفكار ولكنهم يتفقون على شيء واحد وهو الثقافة وخدمة الثقافة ."
وتحدث مؤيد الاعرجي تدريسي في جامعة الكوفة قائلا ": حقيقة هذه الدواوين والمنتديات تضفي لمسات على حقيقة المجتمع والحياة الفكرية والثقافية والسياسية ولهذا المجتمع واصالته وعن بصماته واثاره في المجالات التي ذكرتها ، فاقامة مثل هكذا دوواوين تحي الواقع الفكري للمدينة ."
من جانبه اكد علي الخالدي أستاذ الدراسات الأدبية والجمالية في جامعة الكوفة على إقامة مثل هكذا ندوات تقع ضمن دائرة ورسالة مفادها ان العراق يظل خصبا منتجا ومن ظن ان البلد اصبح عقيما فانه على وهم فالعراق يبقى كنخيله كلما ازدادت جراحاتها تثمر ، وممكن ان تكون هذه المنتديات عوامل ايجابية لتوسيع رقعة الثقافة والأدب وممكن ان تكون جزءا مهما في تثبيت اسس وقواعد النظام الديمقراطي في العراق ."
من الجدير بالذكر ان د. المهندس عبد الكاظم الياسري حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية- جامعة بغداد عام 1981 والماجستير عام 1993 ثم الدكتوراه عام 2000 تولى منصب عميد كلية العلوم التقنية في بغداد ثم تولى منصب عميد المعهد التقني الشطرة في عاد الى مدينته الام النجف ليتولى منصب عميد المعهد التقني - النجف .
حاصل على الجائزة الثالثة من جمعية الكندي العالمية في لندن من بين ثلاثة علماء عراقيين لحصوله على براءة الاختراع المتميزة بعد اختراعه جهازا متخصصا لتحضير عينات فيراتية ومزجها بمواد اخرى في تحضير سطوح للنطاق السيني من الموجات المايكروية بمعنى اخر اخترع جهازا يعمل على حجب المعلومات الارضية عن الرادارات ، وقد أشار لنا الدكتور الياسري الى ان الاختراع المتميز له تاثيران ويستفاد منه في مجالين الاول عسكريا ويشمل إخفاء الأهداف العسكرية عن الرادارات الجوية والاخر مدنيا ويشمل التخلص من الموجات المايكروية ( المايكرويف) غير المرغوب فيه .
وأشار إلى إن الاختراع قدم خلال حفل في فندق الهيلتون في لندن أمام لجنة تحكيم دولية تضمنت خبراء ومتخصصين وحضور شخصيات علمية من العديد من بلدان العالم وقد أعلنت اللجنة التخصصية الدولية فوز اختراع الدكتور الياسري من بين 17 اختراعا كان منهم عالمين عراقيين آخرين .
https://telegram.me/buratha

