ذي قار - علي عبد الخضر
تصاعدت مؤخرا وبشكل ملحوظ وتيرة الأحداث الأمنية في العراق مخلفة وراءها عشرات الضحايا الأبرياء في بغداد ومحافظات أخرى ، وصل عددهم في شهر تشرين الأول المنصرم وحده ( 410 ) شهيدا حسب المصادر المعنية ، مما أثار ردود أفعال الشارع العراقي ، ليس في بغداد وحدها التي شهدت الأحداث الأعنف وخاصة في تفجيرات الأحد الدامي في منطقة الصالحية ، بل في باقي مناطق العراق ، حيث عبر مواطنون عن قلقهم واستيائهم وشجبهم ، وعدوا ذلك مؤشرا خطيرا وتراجعا امنيا ، محملين الأجهزة الأمنية جزءا كبيرا من المسؤولية ، كونها المعنية بشكل أساس عن حماية امن البلاد ، مطالبين الحكومة العراقية أن تمارس دورها في إبعاد المقصرين ومحاسبتهم وإقصاء القيادات الأمنية غير الكفوءة .
أهالي محافظة ذي قار شاركوا أبناء وطنهم ، في بغداد والمناطق الأخرى ، آلامهم ، واستنكارهم للإرهاب الذي لازال يصر على استرخاصه للدم العراقي ، تدفعه قوى لتنفيذ اجندة خارجية تحاول كسر ارادة هذا الشعب .
( المركز الإعلامي للبلاغ ) سجل مواقف المواطنين في ذي قار تجاه الأحداث الأخيرة بغية إيصال صوتهم لكل من يعنيه الأمر .
محمد عاجل ناهي ، كاسب ، قال : في كل مرة يظهر المسؤولون ويتحدثون لنا عن سيطرتهم على الوضع الأمني ، نفاجأ بالتفجيرات ، ولا ندري ماذا سيحدث غدا ؟
وأضاف : ربما هناك خروقات أمنية خطيرة لا نعرفها نحن كمواطنين ! وإلاّ ماذا يعني مقتل الضابط الذي حقق مع احد المتهمين بتفجيرات الصالحية ؟ ألا يثير هذا شكوكنا ؟ وأنا أقول للحكومة إذا أردتم حماية شعبكم عليكم أن تشذبوا الأجهزة الأمنية وإقالة كل المتخاذلين والمتورطين والفاسدين .
حيدر الحجامي ، كاتب وإعلامي ، قال : اعتقد أن ما حدث يعد تراجعا خطيرا ، يتحمل مسؤوليته الجميع ( الأجهزة الأمنية بشكل أساس ، والحكومة ، والبرلمان أيضا ) فكل له دوره الذي ينبغي أن يمارسه بأعلى مستويات المسؤولية لإيقاف نزيف الدم العراقي .
وتابع الحجامي : لابد من تطهير الأجهزة الأمنية من العناصر السيئة ، ولابد من الاهتمام بالجهاز الاستخباراتي ، وان يكون جهازا مهنيا حياديا غير حزبي ، وتفعيل قنوات الاتصال مع المواطنين وتحليل المعلومة ، وان يأخذ المواطن دوره ومسؤوليته في المتابعة والرصد ، وان يتمتع بالحس الأمني ويبادر للإبلاغ عن المعلومة الدقيقة والصحيحة .
من جانبه أشار عائد الهلالي ، مدرب دولي وناشط في حقوق الإنسان ، إلى أن الإرهاب ذراع لقوى خارجية تهدف لإفشال العملية السياسية ، والضغط على الحكومة من خلال إحراجها أمام شعبها ، ملفتا إلى أن تحدي الإرهاب والصبر أمام هذه المؤامرات مهما اتسع حجمها من قبل الشعب العراقي هو ما يفوت الفرصة على هؤلاء من تحقيق مآربهم الخبيثة .
بيد انه ينبغي أن تتحمل الأجهزة الأمنية مسؤوليتها الوطنية والشرعية والقانونية تجاه هذه الأحداث الخطيرة ، فأرواح العراقيين ليست أمرا هينا .
وتابع : أتساءل عن دور التقنيات المتطورة التي يفترض إنها تكشف المتفجرات ، هل يوجد خلل فيها أم في استخدامها ؟ لماذا لا تدخل العناصر الأمنية في دورات لتطوير مهاراتها في استخدام هذه التقنيات ؟
عزيز السعداوي ، أستاذ جامعي ، أفاد من جانبه : إن معركة العراقيين مع القاعدة ومن تحالف معها من البعثيين لا زالت مستمرة ، والعراق حقق أشواطا كبيرة في القضاء على الإرهاب ، وسينتصر حتما بشكل نهائي ، ولكن ما يعد أمرا خطيرا أن تستهدف وزارات الدولة بهيبتها وطوقها الأمني وحراساتها وحامياتها بهذا الشكل المرعب .
وفي تصوري هناك أخطاء وتقصير في أداء الدولة وتعاطيها مع ملف الإرهابيين بشكل عام ، فمثلا لم يعدم خلال هذه السنوات الطويلة من الإرهاب والقتل والتهجير والتخريب سوى ( 200 ) إرهابيا ، حسب ما أشارت به بعض وسائل الإعلام ، من بين مئات آخرين ومجرمين خطرين قد حكم على بعضهم سنوات قليلة وأطلق سراحهم ليعودوا لممارسة الإرهاب مرة أخرى ، أليس هذا تناقض غريب ، مجرمون يقتلون ناس أبرياء بدم بارد ، وهناك من يدافع عنهم ويطالب بمراعاتهم بحجة الإنسانية والحقوق المدنية .
التقينا بمواطنين آخرين من شرائح مختلفة ، كسبة وجامعيين وموظفين حكوميين ، طالبوا البرلمان العراقي أن يستجوب الحكومة عن هذا التراجع الأمني ، واتخاذ قرارات حازمة لتصحيح المسار الأمني في البلاد .
بيد إنهم اجمعوا على أن هذه محاولات يائسة لكسر إرادة الشعب العراقي والتأثير على الانتخابات التشريعية المقبلة وإيقاف العملية السياسية ، ومصادرة انجازات الشعب وحكومته التي تحققت بعد التغيير ، وعبروا عن تمسكهم وإصرارهم على مواصلة المسيرة وتحدي الإرهاب وتعزيز اللحمة الوطنية .
https://telegram.me/buratha

