الأخبار

هل تتحقق اهداف اعداء الدولة العراقية الجديدة


باسم العلي

ان الموامرة التي تحاك ضد العراق ومنذ اول يوم لسقوط نظام صدام ولحد الان لها هدف واحد هو الرجوع الى المربع الاول وعدم تمكين الدولة العراقية الجديدة من النهوض.

ففي الوقت الذي كانت فيه العملية السياسية في هرج ومرج والكتل التي لها اتجاه واحد تتصارع وتتفرق كانت جهود اعداء العراق الجديد متجهة نحو اهداف معينة ومرسومة بخطة محكمة. ومن متابعتي لمجريات الامور استخلص بعض معالم هذه الخطة:

1. دخول الكثير من الشخصيات المعادية للعملية السياسية وللدولة الجديدة في داخل العملية السياسية, ولكي تثبت القوى الوطنية عدم طائفيتها او معاداتها للعروبة وبضغوط من دول اقليمية ودولية ابتدع مشروع التوافق الوطني مما اعطى تلك الشخصيات القابلية والصلااحيات لتعطيل الكثير من مشاريع القوانين وتغير الكثير من مسارات الدولة الجديدة.

2. بحجة ان ليس كل البعثيين ملطخة ايدهم بدماء العراقيين, الغي قرار اجتثاث البعث وحل محله قانون المسائلة والعدالة مما اعطى مساحة كبيرة لرجوع الكثير من البعثين والحاقدين على النظام الجديد في مناصب مهمة في الدولة الجديدة. حتى ان طارق الهاشمي ومباشرة بعد تسلمه منصب نائب رئيس الجمهورية قدم قائمة باسماء قيادات وزارة الداخلية الذين يجب طردهم من وزارة الداخلية وبنفس الوقت قائمة اخرى باسماء القادة الذين يجب ان يحتلو مناصب قيادية محددة في تلك الوزارة.

3. لقد دخلت في دوائر الدولة وفي مناصب حساسة قوى معادية الى الدولة الجديدة واصبحت خلايا نائمة تفعل في وقت الحاجة اليها لتحقيق طموحات اعداء الدولة العراقية الجديدة, وانا عرف قضية واحدة من هذا النوع قدم احد العسكرين ممن شاركو بالانتفاضة الشعبانية بطلب للرجوع الى الجيش, ولقد همش رئيس الوزراء على طلبه على انه معرف من قبله ويطلب اجراء ما يتطلب لتعين ذلك العسكري في مكتب القائد العام للقوات المسلحة, فبعد مراجعات كثيرة وعديدة قال له احد المسؤلين عن التعيين " لو كان الامر بيدي لن اعين اي احد من الذين شاركو في الانتفضة الشعبانية ولكن ما الحيلة.. اذهب وسوف نبعث عليك" . هذه القصة لها مايزيد على السنة ولم يستدعى ذلك العسكري لالتحاق بوضيفته في مكتب القائد العام.

4. ان تفجير المراقد المقدسة في سامراء كانت واحدة من المخططات لكي تشعل حربا اهلية تدمر الدولة الجديدة وتخلق حالة من التذمر والكراهية للوضع الجديد والترحم على عهد صدام مما يسهل عودة البعث الى الحكم مرة اخرى ولكن الحمد لله وبفضل اللحمة القوية بين السنة والشيعة في العراق لم تنجح تلك الخطة.

5. عند توجه الامريكان نحو المصالحة الوطنية وفتح حورارات حتى مع الارهابيين والمعادين للدولة العراقية الجديدة اتخذت تلك القوى موقفا مهادنا مع الامريكان وحتى عملوا على تكوين علاقة ود مع الامريكان فقللو من عملياتهم الارهابية عسى ولعل يكسبو ود الامريكان, فيجبر الامريكان الدولة الجديدة على قبول البعث والقوى المعادية للدولة الجديدة كشريك او حتى انتقال الحكم الى البعث. فعندما لم تنجح تلك المحاولات وبسبب قوة ارادة القوى الوطنية وبناء الموسسات الامنية التي بدات تاخذ دورا ايجابيا وبعد خروج الامريكان من المدن العراقية وفشل كل المحاولات التي تعطي صفة رسمية لرجوع البعث انتقلوا الى مرحلة جديدة من التخطيط والتي هي النقطة السادسة.

6. انا لاادعي بان هذه النقطة هي اسلوبا جديدا وانما هو متبع ومنذ السقوط ولكن هذه المرة بتركيز قوي لان الطرق الاخرى لم تجدي نفعا فما هو هذا الاسلوب.

* نشر الدعايات المغرضة والتي تهدف الى اهباط ارادة وعزيمة الشعب على الصمود وتحقيق الطموحات المرجوة من النظام الجديد, بالاضافة الى وضع اللوم في كل المشاكل التي تحصل في البلد على الحكومة والدولة الجديدة, تاركين ورائهم حقيقة امر ان الدولة العراقية هي دولة قانون وهنالك مصالح دولية واقليمية وهنالك قوى سياسية كل يسعى الى تحقيق اهدافه الخاصة مما يجعل عمل الحكومة صعبا وشائك. الغرض من تلك الدعايات هو انه طالما ان الحكومة غير قادرة فبالتالي يجب الترحم على عهد صدام متفادية حقيقة ذلك العهد الذي كان عهد طاغية لايخاف الله ولايلنزم بدبن او قيمة انسانية... فكيف يمكن المقارنة بين الاثنين!!!!

* دفع الاموال الطائلة من اجل شراء الذمم وتعطيل مؤسسات الدولة وتخريبها من الداخل, من تلك المؤسسات وزارة الكهرباء والتجارة والنفط هذا بالاضافة الى تعميم وتاكيد الفساد الاداري في جسد الدولة

* دخول البعثين وعملاء الدول المجاورة في منظمات مدنية واحزاب دينية من اجل تشويه سمعة تلك المنظمات والاحزاب الدينية. بحيث اصبح الكثير منهم يتفاخر بلبس ملابس الشغل وهي ملابس رجال الدين, فاصبحت مع سلاح الدعاية سلاحا قويا لضرب الاحزاب الدينية وتشويه سمعتها فاصبح الناس يشتكون من الاحزاب الدينية وكل ماله صلة بالدين. لقد لاحظت ومع الاسف حتى المثقفين من الناس يتناقلون تلك الدعايات وبدون تمحيص وتدقيق في مصداقيتها وكانها حقيقة واقعة.

* خلق وتشجيع صراعات بين القوى الوطنية لكي تتفتت وبالفعل نجحو الى حد في ذلك المضمار فنجد هنالك تفتت في الجبهة الكردية والشيعية والسنية على السواء ولكن اتحاد في جبهة البعث.

* ان الهجمات الدامية في يومي الاربعاء والاحد الاسودين ماهما الى نتيجة التراكمات لكل مااسلف قوله, انهما يومان اسودان اما لاعداء العراق الجديد فانهما يوما نجاح وانتصار وحصاد عمل دؤب ونشاط متنامي من اجل اسقاط الدولة العراقية الجديدة, فها نحن نجد ان الدولة العراقية الجديدة بدات تتصارع مع بعضها وكل يوجه الاتهامات الى الاخر فها هو محافظ ومجلس محافظة بغداد يطالب باقالة وزير الداخلية وقائد عمليات بغداد وها هو قانون الانتخابات بين الرد والبدل وها هي قضية كركوك تطرح في وقت من اصعب ادق واهم وقت مضى الا وهو الانتخابات النيابية التي سوف تكون الحد الفاصل بين الهرج والمرج وبين بناء دولة متماسكة عصرية متقدمة.

ان المفروض بهذه الانتخابات ان تنتج اكثرية نيابية من كتلة واحدة او كتل متجانسة ذو اهداف واحدة ومشاريع وطنية لكي تخرج من رحمها حكومة متجانسة فبذلك تكون السلطة التنفيذية والتشريعية متعاونة من اجل تحقيق جميع المشاريع التي تطرحها الحكومة وبدون تاخير او مساومات وتعطيل كما هو حاصل لحد يومنا هذا. واذا ما حصل مثل هذا الامر سوف تكون نهاية كل اعداء العراق والدولة الجديدة وسوف يصار الى تحقيق دولة القانون وليس دولة المساومات السياسية.

ان حصول مثل هكذا امر ليس من مصلحة اعداء العراق فانهم يعملون جاهدين من اجل ارباك الدولة والعملية السياسية والتزوير وتهشيم وتفتيت القوى الوطنية من اجل ان تشرذم اصوات الناخبين وبالتالي الحيلولة دون حصول اي من الكتل على الاكثرية وبالتالي نرجع الى المحاصصة السيئة الصيت وبالتالي الى المساومات والارباك الذي ساد الدولة العراقية الجديدة منذ سقوط النظام ولحد الان. في مثل هكذا وضع سوف تنجح جميع مخططاتهم وبوجود الخلايا النائمة والتذمر الشعبي الذي سوف يحدث من جراء المحاصصة والعمليات الارهابية الكبيرة والتشرذم بين القوى الوطنية والهرج والمرج في دوائر الدولة كلها عوامل لرجوعهم للحكم مرة اخرى.

ان الشعب عموما وحتى المثقفون منهم لو فكروا قليلا بما يمكن ان يكون الخيار الاخر في حال فشل هذه الحكومة والدولة الجديدة لااعادوا النظر في القضية.

بالنسبة لي فتصوري انه في حال فشل (لاسامح الله ) هذه الدولة وعاد البعث مرة اخرى الى حكم العراق فلن ينجو الكثيرين من العراقيين من بطش تلك الحكومة البعثية القاعدية, فبالنسبة للسنة المشاركين والمومنين بالعملية السياسة ويعملون من اجل بناء الدولة العراقية الجديدة فهم في عرف القاعدة والبعث مرتدون وخونة ولايستحقون الحياة فمنهم من يقتل ومنهم من يطرد او يهرب, واما الكرد فان تحالفا اقليميا وبعثيا سوف يعمل على تحطيم كل الانجازات التي حققوها خلال نظالهم الطويل من اجل حقوقهم القومية سواء في فترة ماقبل السقوط او مابعد السقوط. اما الشيعة فانهم وكما يضن وينظر له البعث والقاعدة ليسوا عربا اوعراقيين ويجب فنائهم فقسم يقتل واخر يهرب والاخر يشرد والعبودية لمن يبقى.

فما الحل والى اين المصير؟ الحل في:* تماسك القوى الوطنية وتقديم مصلحة الوطن فوق اية مصلحة اخرى والعمل من اجل تكوين كتلة واحدة متماسكة تشكل اكثرية برلمانية * الاسراع بتصديق قانون الانتخابات * تحويل حل قضية كركوك جذريا الى الحكومة الجديدة.* تفعيل قانون الارهاب وتنفيذ الاحكام التي صدرت بحق كل المدانين وبدون تاخير * تنظيف دوائر الدولة من جميع من تثبت تورطهم في مساعدة الارهاب والمتهاونين باداء واجباتهم والمرتشين من افراد الاجهزة الامنية.* تماسك الشعب مع الحكومة.

باسم العلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الواسطي
2009-10-28
اذا اردتم تطوير حال العراق وعدم انزلاقه الى ما هو اسوء , اضربوا سراق المال العام بيد من حديد ووزعوا الثروة العراقية على الفقراء من الشعب وهم بالملايين وكونوا قريبين من نبض الناس , اما الكلام المعسول من على الفضائيات والمنابر والصحف لم يعد يجدي نفع , الشعب لم يتعود على اكل الكلام المنمق وانما هو يريد حياة بها كرامة , يريد يعمل وراتب يعتاش منه , يريد مدرسة يريد مستشفى يريد مجاري يريد ماء يريد كهرباء يريد خدمات يريد بيئة نظيفة يريد ناس شرفاء يقودونه ولا يريد ناس [ حلو لسان قليل حسان ]
زهراء محمد
2009-10-28
اليوم الاعلام(بشتى وسائله) سريع الوصول واعتقد يصل الى ابعد نقطة في العراق يجب من الاخوة الاعلاميين وغير الاعلامين ان يكتبوا وينشروا ويحثوا الناس ؟ وايضا" مراجعنا الدينية واجبهم الديني والشريع (لااعتقد انهم يرضوا بغرق الشيعة) .ان اللعبة اليوم مصيرية وحاسمة؟؟والله المعين......
زهراء محمد
2009-10-28
اللعبة لاتزال بيد الشيعه ان حكموا عقولهم؟؟كيف ؟يستطيعوا ان يدير الطاولة ويلعبوا نفس ما لعبه الطرف الاخر معهم ؟ الشيعة اليوم يجب ان يكونوا صفا واحدا بمساوئهم وايجابياتهم الى ما بعد الانتخبات.لان الطرف الاخر جند كل طاقته الاعلامية وغير الاعلامية ليحطم الصف الشيعي؟! ويوصل الشيعة الى درجة الاحباط وهذا ماحصل؟!اسال الناس في الداخل وحتى الخارج الكل يقول علويش ننتخب؟؟!!وهذه هي الكارثة الكبيره والذي قدم على طبق من الفظة للطرف الاخر؟؟والسبب واضح جدا"اجندت البعث وغير البعث واجندات البلدان العربية ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك