بسم الله الرحمن الرحيم(قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحانَ الله وما أنَا من المشركين)سورة يوسف ـ 108.
انسجاماً مع طبيعة المهمة الملقاة على عاتق القوى الوطنية العراقية عامة والمكوّنة للائتلاف الوطني خاصة.. في إقامة دولة العراق الجديد التي تتقوم بالدستور وتتعاطى بالقانون، وتأسيساً على ثوابتنا الوطنية التي تحفظ للعراق وحدته ولشعبه عزّه وأمنه وثروته، فقد عقدت الاطراف المعنية عزمها على الانبثاق بالائتلاف مؤسسة تحكمها معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة والعطاء في رسم هيكلها وخط مسيرتها الصاعدة نحو إقامة دولة العدل.. موظفة إمكانات الحكومة بكل أجهزتها لتحقيق ذلك.. متحاشية مغبة الانزلاق في هوة الطائفية المقيتة.. والعنصرية البغيضة.. لتعزيز الصف الوطني ثقافةً.. وتربيةً.. ومنهج عمل وسياقات مؤسسات.. مرتكزة على دستور الدولة حتى يتحول إلى عرف في مؤسساتها وتقليد يضبط السلوك المجتمعي.. كي يضاهي شعبنا شعوب وأمم العالم المتطورة.. ويرقى إلى تاريخه الحضاري السامق ويربط حاضره المعاصر بمستقبله المنشود، مع حرصه بالحفاظ على خصوصياته الوطنية المستمدة من قيمه.. وأفكاره..لم تكن رحلةُ الائتلاف هذه بمعزل عن مسيرته السابقة بكل ما زخرت به من نجاح، او ما تخللته من فشل واخطاء كشفته القراءة النقدية الواعية والتي تقتضي إجراءات شجاعة نحو صناعة مستقبل واعد؛ ان الائتلاف يضع نصب عينيه المصالح العراقية الكبرى في الحفاظ على الوحدة وتحقيق السيادة وفصل السلطات واستقلال القضاء ومحاربة الارهاب. وتداول السلطة بشكل سلمي ومعالجة مظاهر الفقر المختلفة....وتحريك ملف المعتقلين بشكل جدّي وسريع وفق قاعدة (المتهم بريء حتى تثبت إدانته)
ان اهدافاً كهذه وغيرها تتطلب تحشيد كل الطاقات الخيرة من داخل الائتلاف وخارجه، حتى تتجه وفق بوصلة البناء والتنمية وتجعل القوى السياسية الوطنية المختلفة امام حالة من التنافس البنّاء، وتضع شعبنا في حالة رصد واع للكفاءة التي تكون جديرة بتحمل هذه المسؤولية. ان الدولة العراقية الجديدة تتطلب ان ينهض الائتلاف الى جانب القوى الوطنية الاخرى بتقوية الحكومة ودعمها وكافة مؤسساتها، وتأهيل البرلمان بالنحو الذي يمارس فيه مسؤولياته التشريعية والتقويمية والرقابية البناءة.
ان ما يزخر به شعبنا العراقي من خيرات وافرة وقابليات خّلاقة تستدعي ان نضع جميعاً المعايير الموضوعية بعيداً عن مبدأ المحاصصة الاحتكارية والمنغلقة، ودفع عملية البناء نحو الانفتاح على كل هذه االامكانات وتفجير الكامن منها، حتى تشق طريقها نحو تحمل المسؤولية ليرى الشعب الاكفأء والاكثر تضحية في مواقع المسؤولية. ان الائتلاف امام مسؤولية بنائه الداخلي كمؤسسة وطنية عراقية تمثل بعمقها عمق شعبنا العراقي وبحجمها حجم طموحاته المشروعة، كي تتميز بمنهجها في العمل وخطابها في التعبير، وان يرسم معالم هيكله بمعايير الكفاءة والوطنية.. لينهض بمسؤولية البناء العراقي اقتصادياً وسياسياً وأمنياً ويساهم بإشادة دولة العراق الجديد. وهذا ما يتطلب تعميق روح المواطنة وتجسيد الوطنية، مثلما تحظى الاهداف الوطنية العراقية ببالغ الاهتمام، كذلك يحضى طموحنا العراقي الاقليمي والعراقي الدولي بذات الأهمية لتحقيق ذلك من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية العراق، وبرم العلاقات وتجسيدها على الصعيدين الاقليمي والدولي على اساس المصالح المشتركة ودرء الاخطار المشتركة واحترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.
ان مهمة كبيرة كهذه محفوفة بتحديات كثيرة وخطرة، ولا يمكن ان تنجز إلا بالاعتماد على الله تعالى وتظافر الجهود المخلصة والكفوءة لكل المعنيين، وان طريق تنفيذها لا يقطع إلى بخطى ثابتة وعزيمة لا تلين، وبتحشيد لا يقف عند حدود الذات الشخصية او الحزبية او الطائفية او التحالفية، إنما من خلال التعبئة النوعية الواسعة سعة الوان العراق كلّه.إننا بالائتلاف الوطني العراقي نصرّ إصراراً كبيراً على مشاركة كافة القوى الوطنية التي كان لها شرف التأسيس السابق، كما اننا نحرص بالغ الحرص على الاتساع الجاد بطريقة بّناءة وصريحة لكل القوى والشخصيات التي يمكن ان ترفد مسيرة الائتلاف، وتنعطف به لخير العراق كله ولعموم المنطقة. إن الائتلاف يسجل شكره وبكل اكبار لمواقف المرجعية الدينية التي دفعت بالمسيرة الوطنية منذ شوطها الاول بعد السقوط على طريق ولادة الدستور والتعاطي البرلماني وتجاوز الأزمات نحو المشاركة بالانتخابات..
كما نسدي أسمى آيات الشكر وأعظم صور الامتنان لشعبنا العراقي العظيم بما أجاد به من إسناده الوافر ودعمه المعطاء في الانتخابات وتقوية هذا الائتلاف، كان بودّنا ان يشهد جمعنا هذا حضور كلّ إخواننا الذين اقترنت أسماؤهم بمواكبة المسيرة النضالية المعطاء منذ مرحلة ما قبل السقوط وإلى اليوم... ولأن تأخر بعض الاخوة عن المشاركة ولاي سبب من الاسباب فإننا نرنو لمشاركته والتطلع لتقاسم المسؤولية على قدم المساواة مما يعني أن الباب سيبقى مفتوحاً له.ستبقى الارادة والوعي الوطنيين أداتين لمواصلة الطريق... وباباً مفتوحاً لمراجعة في أخطاء الماضي وانجازاته كي نتجنب الاولى ونكرّس الثانية؛ إن ردّ الائتلاف على ظروف التحدي بإصراره على تحمل المسؤولية مستمدٌ من إرادة وقيم شعبنا البطل.. وإن اعوام القابل من الزمن لابد ان تتخطىّ الماضي من سنوات الماسي والويلات حتى يزدهر العراق ويأمن أهله وتستقر المنطقة برمتها.
وقفة إجلال واكبار لكل شهداء العراق الابرار والى رمزه الخالد وعنوان وطنيته السيد محمد باقر الصدر والى الشهيدين الخالدين شهيد البردة السيد محمد محمد صادق الصدر وشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم.والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الائتلاف الوطني العراقيبغداد في 3 رمضان المبارك 1430هجالموافق 24/8/2009م
https://telegram.me/buratha