الندوة التي حضرها رئيس جامعة واسط الدكتور جواد مطر الموسوي وعدد من الاختصاصيين والمهندسيين ومراسل النهرين مهدي محمد تالي الذي اعد لنا هذا التقرير : الندوة التي تناولت شرح مراحل تطور صناعة الاسمنت وكيف كانت الصناعة في الماضي تعني كل نشاط وفعالية تعتمد على قوة عضلات الإنسان فيما اصبحت في الوقت الحاضر تمثل فرعا رئيسيا من فروع الاقتصاد الوطني في العالم المتقدم وقاعدة من قواعد التقدم السياسي والاقتصادي
من جهته قال رئيس الجامعة الدكتور جواد الموسوي علينا معرفة عوامل توطن هذه الصناعة في محافظة المثنى المتمثل بوجود المادة الأولية ( أحجار الكلس ) وقرب المصنع من أسواق الخليج وكيف يمكن تنمية الإنتاج فيه تحقيقا لمبدأ الاكتفاء الذاتي والتصدير. واضاف : ان هذه الصناعة ظهرت في العام 1824 عندما قام المهندس ( جوزيه اسبرين ) من مدينة (ليرز) في انكلترا من إنتاج نموذج لاسمنت( بوريكلاين) ، فيما تطرق الباحث في المنحى الثاني من الدراسة إلى عمليات إنتاج الاسمنت وأنواعه والعوامل المؤثرة فيه حيث ان صناعته من ابرز الصناعات الوطنية في الوقت الحاضر ويمتلك مجموعة مصانع كبيرة لإنتاجه منها شركة ( الاسمنت العراقية ) التي تأسست عام 1948 أول مرة في تاريخ العراق التي زاد الإنتاج من ( 100000طن ) في عام 1949الى ( 180000طن ) عام 1959 وفي عام 1955 بلغت الطاقة الإنتاجية السنوية حوالي ( 385000طن ) هذا ما شجع الممولين العراقيين على دخول عالم تأسيس ترلولاينت.
و بين إن سبب الاستثمار في هذا المجال هو ان ثلاثة أرباع نفقات مجلس الاعمار تركزت على مشروعات الري والبزل والطرق والجسور والأبنية الحكومية الفخمة وهذا يعني تحقيق أرباح أكثر ضمانا من غيرها لوجود الطلب على الاسمنت بعدها تناولت الندوة محور واقع الصناعة الحالي ، وتقييماً لمستوى اداء مصانع الاسمنت في العراق ، وحجم الانتاج الحالي وبيان جودته، وقدرته على منافسة المنتوج الاجنبي الذي غزى الاسواق المحلية الان ، وساهم هذا المنتوج المستورد على بطء نمو الصناعة المحلية واعتماد كثير من المشاريع على المواد الانشائية المستوردة ، وكما تمت مناقشة حاجة السوق الان ومراحل البناء والاعمار التي يشهدها البلد ، وضرورات النهوض بواقع الصناعات الوطنية المهمة ، وكيفية استثمار رؤوس اموال اجنبية ، لدعم هذه القطاعات باعتبارها روافد اقتصادية مهمة تساهم في نهوض الاقتصاد العراقي، وفيها حلول لمشاكل اقتصادية اخرى يشهدها المجتمع العراقي ومنها تفشي البطالة وضعف استخدام التقنيات الحديثة وغيرها .
وفي ختام الندوة تمت مناقشة عدة آراء ومقترحات لايجاد الحلول التي من شأنها النهوض بواقع صناعة الاسمنت في العراق ، واليات تطوير صناعة الاسمنت العراقية ، وخرجت الندوة بعدة توصيات اهمها ضرورة الاهتمام بالصناعات الوطنية ودعم القطاعات المختلفة ، وخلق اجواء مناسبة للاستثمار الذي يصب في مصلحة البلد من خلال قوانين وضوابط تحمي الاقتصاد الوطني.
https://telegram.me/buratha