قال تعالى في محكم كتابه (( إنَّهم سآءَ ما كَانُوا يََعملونَ * لا يَرقَبونَ في مُؤمنٍ إلاًّ ولا ذمَّةً وأولئِكَ هم المُعتَدونَ ))أيها العراقيونَ الشرفاء ... يا أبناءَ محافظةِ ذي قار الأعزاء..
لقد عاد أبناءُ الجريمةِ وعُبَّادُ الشيطانِ من عصاباتِ القاعدةِ وأيتامِ صدامِ لينكئُوا جراحَ العراقيينَ من جديد ، حيث امتدتْ أياديهم الآثمةُ ضحى الأمسِ لتطالَ جمعاً غفيراً من المواطنين الأبرياءِ ، وهم يتبضعونَ في سوقِ ناحيةِ البطحاء ، من خلال تفجيرِ سيارةٍ مفخخةٍ أوقعت العشراتِ من الشهداءِ والجرحى في عمليةٍ إجراميةٍ كشفتْ عن الوجهِ القبيحِ لمرتكبيها ، الذين لا يرقبونَ في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمَّة فقد تقمَّصوا الخساسةَ والصِّغارَ ، وتسربلوا بالعارِ والشنارِ ، واستوجبوا غضبَ الجبارِ ، فمأواهم الدركُ الأسفلُ من النارِ ،
كما كشفت تلك الجريمةُ النكراءُ ، والفِعلةُ الشنعاءُ عن وجودِ حواضنَ للإرهابِ ، وتقصيرٍ في عملِ الأجهزةِ الأمنيةِ ، لذا فإننا نطالبُ بأجراءِ تحقيقٍ فوريٍّ لكشفِ المقصرينَ ومحاسبتِهم ، كما نطالبُ بإلقاءِ القبضِ على الجناةِ وتقديمِهم للمحاكمةِ لينالوا جزائَهم العادلَ .
إنَّ هذه الجرائمَ البشعةَ ، والمجازرَ المُفجعةَ لن تثنيَ شعبنَا عن مواصلةِ سيرهِ نحو العدالةِ والاستقلالِ والحريةِ ، ولن تزيدَه إلاَّ إصراراً على المُضي قُدُماً في طريقِ التقدمِ والتطورِ والازدهارِ ، فمهما جزَّر بنا الأعداءُ ، وتعاظمَ البلاءُ فإننا على خطِّ إمامِنا سيدِ الشهداءِ ، نؤمن بنهجِه ، ونقتفي أثرَه ، ونرددُ معه (( الموتُ لنا عادةٌ ، وكرامتُنا من الله الشهادة )) فطوبى لمن تقلَّدوا وسامَ الجراحِ وخطُّوا بالدم القاني :- (( للحريةِ الحمراءِ بابٌ بكلِّ يدٍ مضرجةٍ يٌدَقُّ )) وطوبى لمن تُوِّجُوا بتاجِ الشهادةِ تزفُّهم الملائكةُ محفوفين بالأنبياءِ والصالحينَ إلى حيث مستقرُّهم في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ .
أيها الإخوةُ الأعزاء .. يا أبناءَ الناصرية الشمَّاءإننا في الوقتِ الذي نستنكرُ فيه هذا العملَ الإجراميَّ الجبانَ نتقدمُ لذوي الشهداءِ بأحرِّ التعازي وصادقِ المواساة ، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمدَ الشهداءَ بواسع رحمتِه ، ويسكنَهم فسيحَ جناتِه ويلهمَ ذويهم الصبرَ والسلوانَ ، وان يمُنَّ على الجرحى بالشفاءِ العاجلِ انه سميعٌ مجيبُ .
المجلس الأعلى الإسلامي العراق فرع ذي قارقسم الثقافة والإعلام
https://telegram.me/buratha