تنظر محكمة أمريكية دعوى قضائية ضد رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق بشار وردة، رفعتها امرأة عراقية أمريكية مزدوجة الجنسية، تتهمه بانه لديه علاقات شخصية وسياسية وتجارية مع "مافيا عراقية" او رجال اعمال عراقيين تتهمهم بأنهم احتالوا عليها، في حين ينفي القس وردة هذه الاتهامات التي يصفها بـ"التشهيرية والكاذبة".
لسنوات عديدة، كان المطران وردة مرجعًا ليس فقط داخل مجتمعه الكلداني الكاثوليكي، بل للمسيحيين العراقيين عمومًا، وخاصة في أعقاب الاضطهاد العنيف والنزوح الجماعي الذي أطلقه تنظيم داعش في عام 2014، كما اكتسب وردة سمعة بصفته أحد أقوى المدافعين عن واحدة من أكثر الأقليات المسيحية تعرضًا للاضطهاد في العالم، وقد أكسبته هذه السمعة أيضًا علاقات قوية في واشنطن، حيث طور علاقة قوية مع عضو الكونجرس الجمهوري الأمريكي كريس سميث، كما ظهر وردة في غرفة اثناء تواجد الرئيس الأمريكي دونالدترامب عام 2018 لتوقيع قانون الإغاثة الطارئة والمساءلة عن الإبادة الجماعية في العراق وسوريا، قبل ان يسلم ترامب القلم الذي وقع فيه القانون الى وردة.
ويقول المؤيدون إنه ربما لا يوجد سوى عدد قليل من الأشخاص الذين فعلوا ما فعله وردة للمسيحيين العراقيين؛ ومع ذلك، فهو يواجه الآن اتهامات بالإرهاب والرشوة فيما يتصل بارتباطه بعائلة حنا، حيث تسلط القصة على الاخوة نزار ونمير ورامز حنا عبدو نصري، الذين يتهمون بانهم "رجال مافيا" في العراق.
قامت مطورة العقارات العراقية الامريكية سارة سليم والتي تخوض معركة قضائية منذ اشهر طويلة ضد أولاد حنا، برفع دعوى جديدة اتهمت فيه القس بشار وردة بانه تدخل لحماية الاخوين حنا في الدعوى القضائية ضدهم.
اتهمت سليم عائلة حنا بالمساعدة والتحريض على اختطافها، وقالت إنهم خدعوها بملايين الدولارات، بالإضافة إلى نصف شركتها، وقدمت وثائق تدعم بعض ادعاءاتها، لكن وردة قال إنه "ينفي ويرفض بشكل قاطع هذه الادعاءات الكاذبة والتشهيرية وسوف يطعن فيها بقوة في المحافل المناسبة".
في عام 2014، أبرم الأخوان حنا صفقة مع سارة سليم، وكجزء من اتفاقيتها المبرمة عام 2014 مع نزار ونمير ورامز حنا، رتبت سليم تحويل 100 مليون دولار لتمويل بناء مشروع الصفاة في البصرة، وهو مشروع مشترك حيث كان من المقرر سداد الأموال من قبل عائلة حنا، وكانت سليم ستتنازل عن 50 في المائة من أسهم شركتها للإخوة دون تعويض، مع الوعد بأنهم سوف يكملون ويوسعون مشروع الصفاة من خلال وسائلهم الخاصة.
ومع ذلك، بعد وقت قصير من توقيع الاتفاقية وحصولها على قرض بقيمة 100 مليون دولار، تزعم سليم أنها بدأت تتلقى تهديدات من مسؤولين في الحكومة العراقية يطالبونها بالتبرع بأموال لدعم أفراد معينين، وعندما رفضت، هددتها، على حد قولها، بـ"مشاكل كبيرة" وإيذاء جسدي.
في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، قالت سليم إنها اختطفت على يد مسلحين حاصروا سيارتها، وضربوها، وسجنوها في منزل ببغداد، مطالبين بمعرفة مبلغ المئة مليون دولار الذي استلمته من المصرف العراقي للتجارة، وأضافت سليم أنها ظلت في الأسر ثلاثة أشهر قبل أن تتمكن من الفرار.
ومنذ ذلك الحين، قامت باتخاذ إجراءات قانونية ضد الأخوين حنا، وفي حكم صدر في يوليو/تموز 2023، وحُكم على الأخوين بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد أن وجدت محكمة الاستئناف الفيدرالية في بغداد أنهما مذنبان بالاحتيال على كل من TBI وسليم بمبلغ 100 مليون دولار.
لكن محكمة عراقية أمرت بإعادة محاكمة القضية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وحددت موعدها في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. وأُفرج عن عائلة حنا بكفالة قدرها 33 ألف دولار لكل منهم، ثم سافروا جواً إلى لبنان، ومن هناك إلى لندن، فيما تنتظر سارة سليم استئناف الحكم.
https://telegram.me/buratha
