السلام عليكم ورحمة الله
لا ريب أنّ حالة القلق والترقب تهيمن على نفوس أعزتنا بسبب مجريات طائرة السيد رئيسي ومن معه حفظهم الله جميعاً، وفرّج عنهم كربهم، وفي الوقت الذي ابتهل إلى الله العلي القدير أن تنفرج هذه الغمّة بما يسعد أهل الإيمان، أودّ التنبيه إلى الملاحظات التالية:
أوّلاً: الحادث المؤسف تم في منطقة نائية ووعرة جغرافيا وفي ظرف بيئي وجوّي قاسٍ جداً، ولذلك أي خبر يتعلق بالحادثة من غير الطرق الرسمية سيكون مستحيلا، لانها هي الوحيدة التي تصل الى المنطقة، ولذلك تسقّط الأخبار من أي مصدر غير الذي يتواجد في المنطقة سيكون بلا جدوى، هذا لمن يريد أن يكون دقيقاً ومتثبّتاً.
ثانياً: في مثل هذه الحالات ستجد المواقع المعادية فرصتها لبث سمومها، وتوسعة تأثيرها، ولذلك الحذر الشديد من هذه المواقع له أهمية قصوى، بل الأصل عدم تصديقها بأي خبر تبثّه.
ثالثاً: هناك عدد كبير من المواقع لا علاقة لها من حيث الأصل بحالة العداء، ولكنها تريد إثبات الوجود وتطلب لنفسها الشهرة، ولهذا قد يجدون فرصتهم خلال هذه الحالة من التصرف بعيداً عن الوقائع الدقيقة بغية تأمين مصالحهم.
رابعاً: الالتزام بالهدي الربّاني في التثبت في تلقي الأخبار والمتمثل بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا} هو الحل الناجع للتعامل مع كل موجة الضجيج الخبري.
خامساً وهو الأهم: إن حياة من نقلق عليهم ومماتهم، عافيتهم وسقمهم، ضياعهم أو العثور عليهم، نجاتهم أو عدمها، رفع البلاء عنهم أو التخفيف عنهم… كلّها بيد الله جلّ وعلا، ونحن مأمورون بالالتجاء إليه وبالتوسّل بأهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) لا سيما بصاحب الأمر منهم (أرواحنا فداه) ولا شكّ أن من أبتلي بهذه الحادثة ليسوا بحاجة إلى قلقكم بقدر ما هم بحاجة لدعائكم ومناجاتكم، فعند الله كلّ مفاتيح القضية، ولا شفيع عند الله أقرب من أهل بيت العصمة والطهارة، فالتجؤوا إليهم وسلوا حوائجكم عندهم.
سادساً: أنا أدعوكم لقراءة دعاء التوسل ودعاء الفرج ومن بعده مباشرة زيارة عاشوراء والدعاء الذي بعدها المعروف بدعاء علقمة الحضرمي، وأسأل الله أن يجعل ما جرى لأعزتنا وما ابتلوا به أجراً وعزاً وكرامة ومغفرة، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
https://telegram.me/buratha