لم يفرق سفاح العراق بين المدينة والقرية ولا بين السهل والجبل ولابين النهر والبحر وكان مصرا وموغلا في جرائمه غير ابه بآثار الجرائم التي تركها في ربوع العراق ..وإذا كانت المقابر الجماعية خير شاهد على جرائم النظام المقبور فان حلبجة المدينة والارض والناس تحتفظ بمعالم واحداث الجريمة كاملة مثلما هم اطفال حلبجة الذين تشوهت اجسادهم الغضة بسموم الكيمياوي ليكونوا صوتا ناطقا بما فعله المجرمون ,, حلبجة التي اعتادت ان تكتسي ارضها واشجارها وبيوتها بالثلج الابيض وان تتطهر بامطار ووفر الثلج الساقط من السماء لوثها علي كيمياوي وزبانيته بالغاز السام الذي اطاح بالاجساد وخنق الارواح وقتل الحيوانات وامات الاشجار لتكون جريمة قصف حلبجة بالاسلحة الكيميائية واحدة من أفظع الجرائم العالمية ليدخل من خلالها السفاحون في سجل طغاة وعتاة المجرمين الذين اعاثوا ببلدان وشعوب العالم عبر التاريخ فسادا ودمارا ومثلما فضحت جرائم المقابر الجماعية وقصف المساجد وقبور الائمة المعصومين وقتل العلماء والمجاهدين راس النظام ولاقى جزاؤه العادل جراء ماارتكبه ينتظر علي كيمياوي قصاص العدالة والانسانية وهو يقبع ذليلا خلف قضبان السجن ليكون عبرة لمن ينتهكون الشرائع السماوية وقوانين حقوق الانسان التي تتفيا بظلالها الشعوب
اما نحن فعلينا واجب انصاف الضحايا بتحقيق العدالة وانزال العقاب بالمجرمين الذين شاركوا في هذه الجريمة دون الالتفات للاصوات الانتهازية التي تحاول طمطمة بعض تفاصيل الجريمة واخفاء بعض المجرمين عن اعين العدالة ومن ثم اعادة البسمة الى حلبجة عبر اعمارها والتخفيف عن معاناة اهلها الذين مازالوا يعانون من الاثار السيئة للغازات السامة وفي ذكرى هذه الجريمة لايسعنا الا ان نردد الاية الكريمة التي تقول ( ولكم في الحياة قصاص يا اولي الألباب)
المركز الاعلامي للبلاغ