تعالت الاصوات في الموصل منذ يومين مطالبة الحكومة والاجهزة الامنية بتنفيذ وعودها والاسراع في تطهير المحافظة من المجاميع المسلحة أسوة بمناطق البلاد الاخرى، في حين اوضح رئيس مجالس الاسناد في المحافظة الشيخ فواز الجربا ان التحضيرات للعملية العسكرية تسير وفق ما مخطط له.
وتأتي هذه المطالبات بعد تفاقم اعمال العنف المسلح في هذه المدينة من تفجيرات وعمليات قتل واغتيال، كان اخرها ما تعرض له رئيس اساقفة الكلدان المطران بولص فرج رحو الذي عثر على جثته الخميس. وكان المطران رحو تعرض الى عملية اختطاف قبل نحو اسبوعين من قبل مجموعة مسلحة مجهولة، بعد اطلاق النار على موكبه وسط مدينة الموصل، ادى الى مقتل سائقه واثنين من مرافقيه. وعثرت الشرطة امس الاول الخميس على جثة المطران في حي الانتصار وسط مدينة الموصل، في حين تم تشييع جثمانه في مراسيم رسمية بعد ظهر أمس.
واثار الحادث ردود افعال غاضبة من الاوساط السياسية والشعبية عالميا واقليميا ومحليا في حين شدد رئيس الوزراء نوري المالكي على ان الحكومة ملتزمة بحماية المسيحيين في البلاد، في رد على المحاولة اليائسة للخاطفين الذين يبتغون من وراء فعلتهم بث الكراهية والفرقة بين ابناء المجتمع العراقي. وشعبياً، فان اصوات الموصليين تعالت مطالبة الحكومة بالاسراع في الاجهاز على المجاميع الارهابية، وتخليص المدنيين من التهديدات واعمال القتل والتفجير التي تستهدف ارواحهم بشكل شبه يومي.
وقال خالد الجبوري (معلم - 49 سنة): ان مدينة الموصل التي وقعت ضحية الارهاب منذ السنوات التي اعقبت سقوط النظام السابق، هي بأمس الحاجة اليوم الى تدخل الحكومة والاجهزة الامنية." واضاف "ان اعمال العنف في المدينة قد تجاوزت جميع المحرمات، ولم تستثن أحداً.. بل لم يشهد لها مثيل في تاريخ هذه المحافظة."
وروى الجبوري قصة استشهاد احد اولاده الاربعة في حادث تفجير بينما كان عائداً من دراسته في جامعة الموصل العام الماضي، وكيف انه تعرف بصعوبة بالغة على جثته بسبب شدة الانفجار ووحشية مرتكبي العملية، وقال: ان هناك الالاف من المدنيين الابرياء راحوا ضحية التفجيرات بينهم نساء واطفال وشيوخ، مؤكدا ان الوقت قد حان لتعيش المدينة بسلام بعد سنوات من اعمال العنف والدمار.
رئيس مجالس الاسناد في محافظة نينوى الشيخ فواز الجربا قال من جانبه: ان القطعات العسكرية والامنية مازالت تتدفق الى الموصل ضمن التحضيرات الجارية للبدء بالعملية العسكرية المقررة، مؤكداً ان الاستعدادات للعملية تسير وفق ما خطط له. واضاف الشيخ الجربا في تصريح لـ(الصباح) ان تجهيز مقاتلي "الصحوة" وتسليحهم من قبل قيادة عمليات نينوى شارف على الانتهاء، متوقعاً ان يكتمل ذلك بحلول الاسبوع المقبل. وعزا شيخ عشائر (شمّر) تأخر بدء العملية العسكرية الى اختلاف طبيعة المحافظة من الناحية السياسية والاجتماعية عن مناطق البلاد الاخرى، اضافة الى التنوع العشائري وهيمنة اطراف سياسية - لم يسمها- على المدينة، موضحاً ان محافظة نينوى تعاني من مشكلتين احداهما سياسية واخرى أمنية.
وبين ان الحكومة لم تول هذه المحافظة أية أهمية منذ أربع سنوات، الا انه قال: ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد استجاب لطلب العشائر ومجالس الاسناد من خلال تشكيل قيادة عمليات أمنية مؤخرا، وقراره بشن عملية عسكرية واسعة لتطهير المدينة من براثن الارهاب والجريمة. وأقر رئيس مجالس الاسناد بصعوبة اعادة الامن والاستقرار الى الموصل، الا انه أكد عزم أهالي المحافظة على محاربة الارهاب بالتعاون مع الاجهزة الرسمية، وقال: "أتوقع ان يستغرق النجاح وقتاً غير قليل."
وكان الشيخ الجربا اعلن في وقت سابق لـ(الصباح) ان لدى مجالس الاسناد أكثر من (50) ألف مقاتل سيشاركون جميعهم في العملية العسكرية المرتقبة. هذا وتقوم مجاميع من الجيش العراقي في مدينة الموصل منذ عدة أيام بجمع المعلومات المهمة من المواطنين في عدد من الاحياء السكنية التي تشهد توترات أمنية. وتطالب تلك القوات الاهالي في الاحياء المذكورة بابراز البطاقات الشخصية لكل فرد من العائلة، مع بيان معلومات شخصية عن مسقط الرأس وتاريخ السكن، وحصر حركة الغرباء والاشخاص غير المعروفين. كما تنتشر القوات المشتركة من الجيش والشرطة في اغلب مناطق الموصل وعلى مدار الساعة، وتقوم بنصب "سيطرات" في مداخل الشوارع الرئيسة والجسور واخضاع الاشخاص والمركبات الى عمليات تفتيش دقيقة.
https://telegram.me/buratha