الضربة الجوية في الانبار اصابت مدنيين ايضا في منازل قريبة من مكان تواجد الارهابيين –نقلا عن المسؤول المحلي- كما اخطأت ضربات جوية اخرى جنوب الموصل، نهاية الاسبوع الماضي، اهدافها لتصيب المنزل المجاور. فيما كثف التنظيم الارهابي من حملات الاعتقال والاعدام ضد منتسبي القوات الامنية في بلدات غرب الانبار، وهو يتكتم على عدد قتلاه باستخدام ردهات اطفال لاخفائهم في المستشفيات.
ياتي ذلك في وقت قال فيه مسؤولون أمريكيون ان غارات جوية دمرت قافلة من عشر سيارات تابعة لداعش الارهابي كانت تسير في موكب قرب مدينة الموصل العراقية، لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا افاد السبت انه لم يتضح ما إذا كان زعيم التنظيم الارهابي أبو بكر البغدادي في الموكب.
وقال الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، ان لدى الجيش ما يدعوه للاعتقاد بأن القافلة كان فيها عدد من قادة تنظيم داعش . وكان الموكب يتألف من عشر شاحنات مسلحة.
وفي الموصل تزداد الغارات الجوية على منطقة القيارة، جنوب المدينة، وهي ابرز معاقل الارهابيين. ويقول عبدالرحمن الوكاع عضو مجلس محافظة نينوى بان "طائرة يعتقد انها عراقية اخطأت قبل ايام هدفا في القيارة واصابت 11 مدنيا بينهم اطفال ونساء".
ويؤكد الوكاع ان الهدف كان بيت مدير شرطة محافظة نينوى السابق "احمد الجبوري" الذي استولى عليه الارهابيون ، في قرية "آرفيلة" في القيارة، الا انه اصاب البيت المجاور له.
كما يقول ان الضربة الاخيرة كانت قد سبقتها غارة اخرى "اكثر دقة" بصاروخين اصابا منشأة لصناعة الكبريت واخرى للطاقة الكهربائية قيد الانجاز، شمال القيارة، كانت تضم اجتماعا لقيادات التنظيم، واسفرت عن مقتل 6 من الارهابيين .
ويؤكد المسؤول ان منطقة القيارة، تضم اكثر ضباط الجيش السابق، كما ان غالبية عناصر الشرطة في المحافظة هم من سكنة تلك البلدة، حيث قام التنظيم خلال الايام الماضية باعدام العشرات.
في حين يقول المسؤول المحلي ان ضربة جوية كانت قد نفذت في اسبوع الماضي في منطقة الغزلاني في الجانب الايمن من الموصل، واستهدفت ايضا منزلا لمسؤول سابق تحول الى مقر للتنظيم الارهابيين ، كما انفجرت عبوة لاصقة في سيارة احد قيادات "داعش" اثناء دخوله الى منزله ادت الى مقتله وتهديم واجهة المنزل.
وكانت كتائب تطلق على نفسها "الضباط الاحرار" المشكلة من ضباط الجيش السابق اعلنت عن مسؤوليتها بتنفيذ عمليات اغتيال ضد اعضاء التنظيم.
الى ذلك يقول صهيب الراوي وهو عضو مجلس محافظة الانبار ومن سكنة البلدات الغربية بان "القوات الامريكية نفذت ليلة السبت الماضي ضربة جوية على ناحية رمانة التابعة الى قضاء القائم القريب من الحدود السورية، استهدفت منزلا يجتمع فيه قادة داعش"، معتقدا ان بين الضحايا زعيم التنظيم الارهابي المجرم "ابو بكر البغدادي".
وكشف الراوي في تصريح صحفي عن ان الضربة تسببت بقتل وجرح عدد "غير معروف" من قادة واعضاء التنظيم، تم نقلهم بتسعة سيارات الى سوريا، فيما اصابت الضربة مدنيين في منازل قريبة من مكان تواجد الارهابيين ، ونقلوا الى المستشفى القريب في القضاء.
الراوي يقول ان الهدف الذي اصابته القوات الامريكية يقع في ناحية ذات طبيعية زراعية، يسكنها الاف المدنيين، كما يؤكد ان ابرز قادة التنظيم وزخم تواجدهم يقع في قضاء القائم، نظرا لوقوعها على الحدود.
ويكشف الراوي ايضا عن توجيه طيران التحالف الدولي قبل "هجوم القائم" ضربة اخرى في قضاء راوة، غرب الانبار، اصابت سيطرات امنية يقيمها التنظيم الارهابي على اطراف القضاء، ويؤكد اصابة ومقتل العديد من الارهابيين في تلك الغارة.
لكن المسؤول المحلي يشير الى ان تلك الضربات المتتالية لاتخلو عادة من خسائر في صفوف المدنيين اذ تسقط المقذوفات بالقرب من مكان استهداف الارهابيين الذي غالبا مايكونون داخل منازل كبيرة ملحقة بقاعات كبيرة للضيوف تعرف بـ"المضافة". في حين يقول ان الغارات الجوية احدثت ارباكا بين صفوف التنظيم الذي غادرت معظم قياداته الى سوريا، وبدؤا يستخدمون سيارات مدنية للتخفي.
من جهته يشير الخبير في شؤون الجماعات المتشددة "هشام الهاشمي" في مدونته الخاصة على "فيسبوك" الى انه على الرغم من عدم تاكيد "البنتاغون" أصابة البغدادي، لكن "دلالات الخبر وآثاره واضحة منذ ليلة أمس (السبت الفائت) على كتاب ومغردي تنظيم الدولة"، حيث تبادلوا كلمات الحزن والدعوة الى الصبر، وهذه الآثار-بحسب الهاشمي- فيها دلالات أعظمها ان تواصلهم ينقطع "وفي ظني هي أهم من الخبر" وفق تعبيره.
كما قال الهاشمي ان ضربات استباقية مستندة على معلومات استخبارية ميدانية لسلاح الجو الأمريكي في منطقة الرمانة في منطقة القائم، تأكد فيها مقتل ابومهند السويداوي والي مايعرف بـ"ولاية الأنبار"، و "والي ولاية الفرات" ابو زهراء المحمدي، ومجموعة من قيادات تنظيم الدولة.
في موازاة ذلك قال شهود عيان في بلدات غرب الانبار، ان "التنظيم" بدأ بتكثيف حملات الاعتقال والاعدام ضد منتسبي الشرطة والاجهزة الامنية، مشيرين الى ان المسلحين يستخدمون الميادين العامة في تلك المدن لتنفيذ احكام الاعدام، والتي قد تكون في بعض الاحيان بطريقة "الرمي من فوق مآذن الجوامع" بسبب الاشتباه بتسريب معلومات عن التنظيم او امتلاك سلاح خارج حدود "داعش" الذي لايسمح لغير عناصره بحمله حتى لو كان مجرد "مسدس".
ويؤكد احد شهود العيان بان "داعش" اصدر اوامر، مؤخرا، بتسليم عدد من منتسبي القوات الامنية لانفسهم واسلحتهم خلال موعد معين الى التنظيم والا سيتعرضون للقتل، وقال ان "الاسماء ونوع الاسلحة محددة لديه في قوائم خاصة اعدها لهذا الشأن". فيما اشار الى ان الضربات الجوية الامريكية تصيب عددا "غير معروف" من المسلحين، لان التنظيم يتكتم على ضحاياه، ويستخدم لاخلائهم، ردهات "الاطفال الخدج" في المستشفيات "المعزولة" والتي بعضها مجهزة باحدث الاجهزة الطبية، كما يستخدم منازل لمسؤولين سابقين فروا من تلك المناطق كمستشفيات ميدانية، ويجبرون بعض الاطباء على معالجة عناصرهم داخلها.
ويكشف شاهد العيان بان التنظيم يسارع الى الاختباء في الاحياء السكنية وداخل المنازل بعد سماع صوت طائرات او حين تنفذ غارة جوية، ويستخدم سيارات مجهزة بمقاومة طائرات في احيان كثيرة ويضعها بين البيوت.
https://telegram.me/buratha