ان دور الحوزة العلمية ومراجع الدين هو المحافظة على الدين والمذهب ورقابة المسؤولين والضغط على الحكومة لخدمة الشعب وتوحيد الكلمة ولولا المراجع والحوزة لحدثت معارك بين أبناء الشعب. هذا ما جاء في الخطبة السياسية التي ألقاها إمام جمعة النجف الأشرف سماحة العلامة السيد صدر الدين القبانجي(دامت بركاته) في مراسيم صلاة الجمعة المباركة في الحسينية الفاطمية الكبرى بحضور السادة فضلاء الحوزة العلمية وأهالي النجف الأشرف والأقضية والنواحي التابعة للمحافظة.
ورداً على من يسأل: ماذا قدمت الحوزة العلمية قال: ليس من مسؤولية الحوزة فتح المستشفيات أوتأمين الطاقة الكهربائية وغيرها بل المحافظة على الدين والمذهب، وأشاد بدور علماء الدين في هذا المجال أمثال الشيخ الطوسي(ره) والسيد الخوئي(ره) والسيد السيستاني(دام ظله) وهكذا أصحاب الأئمة حيث تحملوا الفقر والهجرة والإرهاب وبحثوا عن الآية والرواية حتى وصل الدين إلينا سالماً. ومقابل هذه المعاناة وتحمل القتل والتهديدات لم يحصل رجال الحوزة العلمية على شيء من دنياهم، فلم يستلموا منحة ولا راتباً تقاعدياً من الحكومة ولا أجوراً من الناس.
وفي جانب آخر من خطبته أعرب السيد القبانجي عن ألمه البالغ وحزنه على أغتيال الشهيد الشيخ رحيم الحسناوي(رحمه الله) وكيل المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني(دام ظله)وإمام جماعة في المشخاب على يد عناصر مجرمة معروفة ووصف هذه العملية الجبانة بأنها عدوان كبير على الحوزة العلمية لأن الشهيد لم يكن شخصاً عادياً بل ممثلاً للمرجعية ووكيلها ومعتمدها والمرجع يحفظ في وكلائه كما هي انتهاك لقدسية النجف الأشرف وتكشف عن وجود شبكة ترصد هؤلاء العلماء وتخطط لملاحقتهم، ودعا الحكومة المحلية إلى تطبيق سيادة القانون ووصفها بأنها مخدوشة وملاحقة عناصر الجريمة تحت أي عنوان كانت ومهما كانت الجهة التي تنتمي إليها سبما ان الجميع قد أعلنوا براءتهم من هؤلاء. وأشار سماحته إلى وجود محسوبيات ومحاباة في الأجهزة الأمنية ووصف ذلك بأنه أخطر ما تواجهه هذه الأجهزة، ودعا المسؤولين إلى بيان أية مشكلة تعترض هذا الأمر ووضع الجمهور في صورة الواقع ونصحهم بأن لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يمنعهم التفكير بالراتب أو الانتخابات المقبلة. وأضاف: أنا مألوم جداً لأن المرجعية قد أصيبت في هذه القضية وحذر الجميع من النتائج الوخيمة والنقمة الإلهية التي تنزل بسبب تصدع قلب المرجعية وسخطها على الحكومة وتساءل: إذا دعت المرجعية علينا فماذا سوف يبقى لنا؟ علينا جميعاً ان نتألم لهذا الحادث.وفي محور آخر من الخطبة تحدث إمام جمعة النجف الأشرف عن الذكرى التاسعة عشرة لرحيل الإمام الخميني(قدس سره) الذي حقق أكبر مفاجأة تاريخية ومنعطف حضاري في عصرنا، قائلاً: يمكن ان نسجل للإمام الراحل دورين:الأول: عودة الإسلام إلى المعترك السياسي الحضاري بعد ان كان مهمشاً في زاوية التاريخ وكان عبارة عن بقايا طقوس وثقافات محلية ودراسات حوزوية ملاحقاً في عقر داره ولم يبق إلا اسمه ولم يتصور أحد انه سينزل إلى المعترك السياسي بقيام الجمهورية الإسلامية في إيران فأصبح العالم يتحدث عن شيء جديد ومنافس جديد وأطروحة جديدة في الواقع السياسي، فأزداد الناس أملاً بينما أشتد الأعداء خوفاً وأضاف: ما نعيشه اليوم هو من تداعيات ما حدث.الثاني: قيادة حركة تحرير الشعوب من الهيمنة الخارجية، والانعتاق من معسكري الشرق والغرب فتوضح بعد أنتصار الثورة الإسلامية امكانية أسقاط حكومة يسندها الغرب على يد الشعب بشعار الله أكبر وقد أنتصرت الحركات الإسلامية في الجزائر وتركيا ثم شهدنا انهيار الاتحاد السوفيتي وحدثت هزة في قواعد الشيوعية وأشار إلى رسالة الإمام الخميني(قدس سره) إلى آخر رئيس للإتحاد السوفيتي(غورباتشوف) وفيها حدد مشكلة هذه البلاد في العداء لله سبحانه وتعالى.هذا وقد تحدث السيد القبانجي في الخطبة الأولى عن الغش في العمل والكسب ووصفه بأنه من المحرمات الكبيرة ويلوث الكثير من الأعمال وأوضح عدة نماذج للغش منها: عدم الالتزام بالدوام الرسمي في الدوائر، وتسليم البائع بضاعة غير المتفق عليها، وتسليم بضاعة رديئة، وعدم معالجة الطبيب مريضه في المستشفى معالجة جيدة بل في عيادته الخاصة، وعدم إكمال المعلم المنهج الدراسي في المدرسة بل بالتدريس الخصوصي، وعدم تسليم الشيء في موعده المقرر وبيع المقاولات وأخذ الإجازة الرسمية بدون مبرر .
https://telegram.me/buratha