الأخبار

رئيس الجمهورية يدعو مؤتمر القمة العربية الموافقة على استضافة العراق اجتماعا استثنائيا لوزراء الخارجية العرب في بغداد

1006 17:35:00 2007-03-29

ألقى رئيس الجمهورية جلال طالباني، يوم الخميس 29-3-2007، كلمة العراق في مؤتمر القمة العربية المنعقدة في الرياض.و استعرض فخامته، في الكلمة، أبرز ما تحقق من منجزات في العراق خلال السنوات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن العراق بحاجة إلى كل أشكال الإسناد و الدعم الأخوي من الدول العربية الشقيقة، سياسيا و أمنيا و اقتصاديا. و دعا الرئيس طالباني إلى إطفاء الديون على العراق و مساهمة الدول العربية في صندوق الدول المانحة و الالتزام بمقررات العهد الدولي لدعم العراق. كما أكد رئيس الجمهورية، في كلمته، على ضرورة تضافر الجهود المشتركة لكسر شوكة الإرهاب و تجفيف مصادر استمراره و إلحاق الهزيمة الحاسمة به أينما ظهر. و في ختام كلمته، تمنى الرئيس طالباني على الملوك و الرؤساء و القادة العرب قبول دعوة العراق باستضافة اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في بغداد.و فيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية جلال طالباني:"بسم الله الرحمن الرحيمصاحب الجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين رئيس مؤتمر القمة العربية المحترمأصحاب الجلالة و الفخامة و السمو والمعاليملوك و رؤساء و قادة الدول العربية المشاركة في القمة المحترمونانه لشرف لي، أن امثل لأول مرة العراق الجديد، و هو ينهض و يستكمل التكوين و النضوج، و يتعافى ليستعيد ألق تأريخه المشرف، داراً للسلام و مرفأً للأخوة و القيم الإنسانية، و مركزا للاشعاع العلمي و الثقافي و الروحي.و يشرفني أن أعكس لكم ما تمثله ارادة شعبنا العظيم، بكل مكوناته و مشاربه الفكرية و السياسية و الدينية و المذهبية، في تجاوز كل ما يحول دون تحقيق هدفه المباشر و الملح و المتمثل في تصفية بؤر الارهاب و التكفير و الميليشيات و عصابات الجريمة المنظمة، و ارساء اسس دولة القانون و الحريات و حقوق الانسان لاستعادة دورة الحياة الطبيعية في جميع مرافق البلاد و تكريس الوحدة الوطنية، وصولا لاعادة دور العراق الريادي في المحافل العربية و الاقليمية و الدولية، الى جانب اشقائه و جيرانه و اصدقائه.ان الامال المعقودة على مؤتمرنا، تتعزز بانعقاده في المملكة العربية السعودية، و برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الاخ الكبير جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله و اطال عمره، بما عُرف عن المملكة و جلالته، من حرص على المبادرة لجمع الشمل العربي و الاسلامي، و العمل على اطفاء بؤر التوتر و الخلاف، سواء بين ابناء البلد الواحد او على الصعيد العربي و الاسلامي.ان نسيجنا الواحد يأبى الا أن يتوحد على مستوى الخطاب و الاداء نظرا لما يجمعنا من تاريخ و جغرافية و مصالح و مخاطر مشتركة. فشعوبنا و بفضل ما حباها الله تعالى من نعم قادرة بأذن الله عز و جل و بفضل قيادتكم الحكيمة أن تتسنم موقعها كبؤرة اشعاع تعم بالخير و الطمأنينة و السلام في المنطقة و العالم كله.و هذا ما يعزز الامال في أن تفضي اجتماعاتنا الى قرارات مهمة تمس واقعنا في الصميم لتحيل القطيعة الى صلة وثيقة، و اللامبالاة الى تعاطي صميمي، حتى يكون كل شعب من شعوبنا منسجما مع حركة اشقائه في اتجاه البناء الحضاري، و الارتقاء بالعملية الاقتصادية و الامنية و الثقافية.و من حقنا أن نطمح بتخطي الحالة التقليدية لاجتماعاتنا التي لم تكن تتجاوز التوصيات بصيغ لا ترقى الى مستوى الطموح و لا تقوى على مواجهة الصعوبات و التعقيدات التي تجهضها.و أود أن اؤكد لكم، ان العراق، حتى في ظل الظروف الصعبة و المعقدة، يعبر عن كامل حرصه ليكون الى جانبكم، و يفي بالتزاماته، و تفعيل دوره، اينما تطلب ذلك، لانجاز مهامنا المشتركة.و سنؤكد ايها الأشقاء الاعزاء، هذا الالتزام فيما سنبذله معا لانجاح قمتنا هذه، قمة الرياض.صاحب الجلالة رئيس المؤتمر الموقرايها الاخوة القادة الاكارم..ان اهتمامكم بما يجري في بلادنا، و بتطور العملية السياسية، و ما نتلمسه من حرصكم على دعم حكومتنا التي هي حكومة الوحدة الوطنية الممثلة لجميع اطياف المجتمع العراقي، نالت ثقة برلمان صوت له اكثر من 12 مليون عراقي، و جهودها لبسط الامن و الاستقرار في بلادنا، يضاعف من مسؤوليتنا في احاطتكم بكل مجريات الامور و تفاصيلها، انطلاقا من تقديرنا بان اطلاعكم المباشر و متابعتكم لتطورات اوضاعنا، هو الكفيل بتفاعلكم معنا ومشاركتنا في تشخيص سبل مواجهة التحديات التي نرى أنها لا تقتصر على العراق، سلبا أو ايجابا، بل تشملنا جميعاً. فضمان أمن العراق و استقراره و معاناته، انما هو تعزيز لقدراتنا المشتركة، و ضمانة أكيدة لامن و استقرار بلداننا الشقيقة.و اسمحوا لي ايها الافاضل من الملوك و الرؤساء و القادة أن اضيء لكم بعض مرتكزات الوضع الجديد في بلادنا..ان انهيار السلطة الاستبدادية في العراق بالوسائل التي باتت معروفة بتفاصيلها و مجرياتها خلّف تركة ثقيلة بالغة التعقيد، لم يكن من اليسير تجاوز مخلفاتها بسهولة.فقد خلف لنا النظام المقبور، مآس طاولت المليون ضحية من أبناء شعبنا، نتيجة حروبه و مغامراته، سواء ضد العراقيين في الداخل، أو في احتلال دولة الكويت الشقيقة، او اشعال الحرب ضد ايران، و ما نتج عن ذلك من دمار و خراب و حصار.لقد لعبت السياسات التي اعتمدت في اعقاب سقوط النظام السابق، و كذلك ضعف الاستجابة الدولية لارادة القوى السياسية التي تظافرت لاعادة بناء العراق الجديد، دون تحقيق توجهنا المبكر لتوسيع المشاركة الشعبية لانجاز مهام البناء و استتباب الامن و الاستقرار و مواجهة تحديات التخريب و الفوضى و الارهاب باسرع وقت وبأقل الخسائر البشرية والمادية.و تكفي الاشارة في هذا السياق الى قرار تحويل تحرير العراق الى احتلال، و ما اقترن بذلك، من رسائل و دلالات سلبية، و نتائج وخيمة على الصعيد الداخلي، و تداعيات و هواجس و قلق في المحيط العربي و الاقليمي و الدولي، جاءت كلها على خلاف ما كانت تخطط له الأحزاب و القوى الوطنية آنذاك.و ينطبق ذلك بنفس المستوى على العديد من القرارات و التدابير المستعجلة التي اتخذتها الادارة المدنية للاحتلال، دون تفهم وجهة نظر العراقيين، و العواقب التي نجمت عن ذلك على مجمل الاوضاع في البلاد، و مجرى العملية السياسية.و رغم ذلك كله امكن بتضحيات جسيمة، انجاز المهام الكبرى التي القيت على عاتق القيادة العراقية، المنتخبة ديمقراطيا دون غمط دور الحكومة الانتقالية او الحكومة المؤقتة او مجلس الحكم، او القيادات السياسية و الدينية التي تظافرت جهودها للنهوض باعباء ادارة البلاد، في ظل فوضى عاصفة، و قصور القدرات على لجم الارهاب المدمر المستند الى فلول النظام السابق و عصابات الجريمة المنظمة التي استهدفت بكل الوسائل التدميرية، الحيلولة دون اعادة بناء الدولة الجديدة، و تعمدت اثارة التفرقة الطائفية و النعرات العصبية المقيتة، و تدمير البنى التحتية، و اشاعة اقصى ما يمكن من الفوضى و القتل تكريسا لعدم الاستقرار و غياب الامن.ان الوثيقة سيئة الصيت التي نشرها الزرقاوي و ما تضمتنه من سموم طائفية، تكفي لتجسيد ما اشرنا اليه، و هو ما دأبت القاعدة و من والاها و سايرها على اشاعتها بين العراقيين حتى يومنا هذا.و في سياق كفاح مرير صلب، تحققت لشعبنا منجزات كبرى على صعيد استعادة الامن و الحريات، و في ميادين بناء الدولة و مؤسساتها، و في مرافق التجارة و الاقتصاد و مستوى المواطنين المعاشي و تحرير التجارة و السياحة و الاعمار.فشعبنا يرفل لاول مرة منذ عقود، بأوسع الحريات اذ تحرر من القلق و الخوف و المصير المجهول، و اصبح المواطنون احرارا متساوين، متكاتفين متكافلين، اسياد انفسهم و مصائرهم، بل بارادتهم الحرة تدار الدولة و تُحكم البلاد.و العراقي اليوم ينفض عن نفسه كل مظاهر الانكسار التي احاطها به النظام المقبور حين اجاعه وأفقره، بعد ان دمر عن عمد و اصرار بناه التحتية، و بدد ثرواته، و سد امامه منافذ الامن و وعد المستقبل.لقد خاض استفتاءات و انتخابات اقرار الدستور و تشكيل البرلمان، و انتخاب الرئاسات الثلاث. و يشرف الشعب العراقي و يجسد عظمته، تحديه للارهاب المنلفت و اصراره على المشاركة في تلك الاستفتاءات و الانتخابات فحكومتنا ايها الاشقاء الاعزاء، التي تمثل كل الأطياف و المكونات، و برلماننا، و هما يمثلان صرح وحدتنا الوطنية، أُنتخِبتا في اقتراع ديمقراطي قل نظيره من قِبل اكثر من 12 مليون مواطن عراقي، مسيحي و مسلم، سني و شيعي، كردي و عربي، و تركماني و كلدو آشور و أحرار آخرين.فأي شرعية ابلغ من هذه؟و أي تمثيل شعبي أوسع من هذا؟ان مساحة الحرية في العراق الديمقراطي التعددي الفدرالي الجديد مفتوحة على مصراعيها لا يحد منها غير المسؤولية الوطنية، فالصحافة و وسائل الاعلام و التنظيم الحزبي و النقابي و تنظيمات المجتمع المدني، مكفولة باحكام الدستور.اما على الصعيد الاقتصادي فاحدى اهم الانجازات المتحققة، اصحاب الجلالة و الفخامة و السمو و المعالي، تتمثل في القفزة النوعية في دخل المواطنين و رفع مستوى معيشتهم، اذ ازداد دخل الفرد بدءاً من مئة مرة حتى ثلاثمائة مرة في مختلف مرافق الدولة و الجامعات و المدارس و الوزارات.و ربما لا يعرف البعض ان راتب مربي الاجيال مدرسا كان او استاذا جامعيا لم يكن يتجاوز ثلاثة دولارات شهريا فقط!ان الميزانية السنوية المقرة لهذا العام و البالغة 42 مليار دولار ستمكن دولتنا من تأمين ارتفاع دخول المواطنين و مستوى معيشتهم بمقادير اكبر، و ستُكرس الموازنة كلها لهذا الغرض النبيل، و لاطلاق مشاريع الاعمار و البناء العملاقة.و أود ان اذكر في هذا السياق، جانبا طالما جرى التشويش المتعمد عليه في وسائل الاعلام ودوائر اخرى، و اعني بذلك قضية النفط و عائديته و سبل توزيع الثروة النفطية.ان المادتين (111) و (112) من الدستور تعتبران النفط ثروة وطنية عراقية تخص العراقيين كلهم و تعود وارداتها الى الميزانية المركزية و تنظم الحكومة توزيعها بشكل عادل وفقا لنسبة سكان المحافظات و احتياجاتهم. و قد تمت صياغة قانون النفط لتعبر عن ذلك.لقد تحرر الاقتصاد العراقي من احتكار الدولة فازدهرت الاسواق في المناطق الامنة بفضل اسهام القطاع الخاص في التجارة و البناء و الصناعة، و ارتفعت مستويات المعيشة للمواطن كما اسلفت سابقا من 300 دولار الى حوالي 1600 دولار و تحققت نجاحات هامة في ميادين التعليم و الثقافة و الرعاية الصحية، حيث فتحت الجامعات ابوابها و أُضيفت اليها جامعات و كليات جديدة، و يُمارس التعليم الابتدائي و المتوسط و الثانوي فعالياته الواسعة.و بدأت المستشفيات والمراكز الصحية، تقديم خدماتها للمواطنين مجانا، و توسعت الخدمات التعليمية و الصحية في المناطق الامنة بوتائر متسارعة و عالية.ان امكانيات هائلة تتفتح في بلادنا للاستثمار بعدما شرعنا بسن القوانين الضامنة حول الاستثمار و النفط و شركة النفط الوطنية. وبالامكان اتخاذ المناطق الامنة في الشمال و الجنوب كمراكز انطلاق الى سائر انحاء البلاد.اما على صعيد الامن و تأهيل قواتنا المسلحة فقد استطاعت الحكومة بفضل التفاف المواطنين من كل المكونات حولها، تحقيق خطوات نوعية من شأن استمرارها بذات الوتيرة، ان تصفي كل بؤر الفلتان الامني في بعض المناطق التي يزداد الحصار حولها و الحاق الهزيمة النهائية بفلول الارهابيين و التكفيريين و بقايا النظام السابق.فقوام الجيش و الشرطة و اجهزة الامن و حفظ النظام، تقترب من التكامل عددا و عدة، و نحن جادون للتعجيل في انجاز هذه المهمة الوطنية التي عليها يتوقف الى حد كبير معافاة عراقنا الجديد.ان استمرار نجاح الخطة الامنية التي باشرت بها حكومة الاخ نوري المالكي في بسط الامن و القانون، خير دليل على اننا نقترب بالفعل من لحظة السيطرة الكاملة على مقدرات البلاد و استعادة الحياة الطبيعية في ارجائها، و تطبيع الاوضاع الامنية و الاقتصادية تمهيدا لوضع العراق من جديد على طريق المعافاة الكاملة، كبلد سيد مستقل كامل السيادة، تستطيع القوات متعددة الجنسيات من مغادرته محملة بالشكر و العرفان بالجميل.اننا نشاطركم الرأي، أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو، بأن الاجراءات و التدابير و الخطط الامنية تحتاج الى جهد سياسي مثابر لتطبيق توجهاتنا البرنامجية الهادفة لانجاز المصالحة الوطنية و تكريس التوافق الوطني و تعميقه بتوسيع قاعدة العملية السياسية، و تنقية الاجواء من الاحتقان الطائفي و تبديد الشكوك و القلق من النفوس.و ذلك يحتاج ايضا الى مد جسور الثقة بين كافة مكونات الشعب و جذب المعارضين ذوي النوايا الوطنية الى المشاركة في العملية السياسية، و الاستفادة من عناصر الجيش السابق من ذوي الكفاءات في الجيش الجديد و اقناع المسلحين غير الملوثين بدم العراقيين او المتفاخرين بحمل راية النظام السابق و نهجه و اساليب عمله، و ذلك بنبذهم اعتماد لغة السلاح و التصفيات الجسدية، و الانتقال الى العمل السياسي السلمي.و نحن ندرك ايضاً، اننا بحاجة الى تصفية مظاهر "تحزيب" الدولة و مؤسساتها و اجهزتها، و الاعتماد في استكمال بنائها وفقاً للمعيار الوحيد المتوافق عليه، معيار المواطنة الحرة المتساوية.و تكريسا لهذا النهج تبنينا ودولة رئيس الوزراء مشروع قرار حول المساءلة والعدالة بديلا عن اجتثاث البعث ليعرض ويقر في البرلمان.و نحن نعي بعمق، ان من غير الممكن ادعاء بناء عراق جديد و دولة ديمقراطية فيدرالية متعددة الاعراق و الاديان و الطوائف و المشارب الفكرية و السياسية و الثقافية دون اشاعة الايمان بالمفاهيم و القيم المذكورة اعلاه و تكريسها في الحياة اليومية.و في هذا الاطار نعي ايضا ضرورة التصدي لمعالجة اشكاليات وجود و دور الميليشيات و عصابات الخطف و القتل على الهوية و الجريمة المنظمة، و ندرك ايضا اننا معنيون جميعاً بمعالجة مسؤولة لكل ما من شأنه اضعاف وحدتنا الوطنية و الحيلولة دون تعميقها على اسس صلدة بما في ذلك اجراء المراجعة الدستورية المطلوبة او أي تدبير سياسي او اجراء عملي اخر، وفق ما ينص عليه الدستور.ان العراق الجديد، وفق مفهومنا، هو وطن العراقيين كلهم، بكل تلاوين طيفهم و ما ينطوي عليه من تعدد و تنوع و اتساع و نحن حريصون ان يقدم في كل محفل "كشدة ورد" تعبق بعطرها الفواح و تبهر بالوانها و تكويناتها كل المحبين للعراق. فتعايش الاعراق و القوميات و المكونات السياسية انما هو نموذج عراقي ايجابي لكم جميعاً و لكي يظل العراق "باقة ورد" تفوح عليكم ايها الاخوة الاعزاء، قادة البلاد العربية الشقيقة، بعطرها الفواح، نتطلع اليكم جميعا للمساهمة معنا في تشذيبها و تجنيبها الرياح المسمومة و احاطتها بالرعاية المطلوبة.اننا اذ نحتاج الى كل اشكال الاسناد و الدعم الاخوي منكم، سياسيا و امنيا في المقام الاول، كذلك اقتصاديا من خلال تكرمكم باطفاء الديون التي الزمنا بها النظام المقبور بمغامراته و غزواته على اشقائنا و جيراننا، و من خلال المساهمة في صندوق الدول المانحة و التزامات العهد الدولي لدعم العراق، تظل حاجتنا القصوى لكم متجسدة في تظافر جهودنا المشتركة لكسر شوكة الارهاب و تجفيف مصادر استمراره، واجتثاث جذوره و الحاق الهزيمة الحاسمة به اينما ظهر و في كل مواقع نشاطه و حركته و وجوده، و لا حاجة بنا للحديث عن هذه الآفة الخطيرة التي تهددنا جميعا و تشوه قيمنا الاسلامية و تنفر العالم منا، و تسعى للحيلولة دون تقدمنا و لحاقنا بركب الحضارة الانسانية. ان العراق اذ يقف في الصف الاول في محاربة الارهاب و محاصرته، انما يسهم بذلك في درء الاخطار عن اشقائه و عن الامن القومي و الإقليمي.أصحاب الجلالة والفخامة و السمو الملوك و الرؤساء و القادة ان العراق الجديد الذي يتطلع الى تضامنكم، يؤكد بارادته الوطنية الحرة الانضمام الى اجماعكم و قراراتكم التي صدرت عن القمم العربية و مجالس الجامعة العربية.فالعراق مع تحقيق مطامح الشعب الفلسطيني الشقيق في اقامة دولته الوطنية المستقلة و عاصمتها القدس الشرقية، و مع استعادة الجولان المحتل، و مع وحدة الارادة الوطنية اللبنانية و بسط سيادة الدولة على كامل اراضيها.ان العراق يعلن من منبركم هذا انه مع الاجماع العربي في كل القضايا التي تضمنتها مسودة القرارات التي اعدت في اجتماع وزراء الخارجية التمهيدي، و ما قدمته الامانة العامة للجامعة العربية. و يقف العراق مع بسط الشرعية الدولية, و التعامل مع قرارتها وفقاً لمنطلقات تحقيق المساواة و العدالة و الفرص المتكافئة لجميع الدول الاعضاء في المنظمة الدولية.و نحن اذ نؤكد على هذه المنطلقات، نرى ان على قمتنا صياغة مفاهيم و توجهات تراعي المتغيرات الدولية و ما تفرضه حركة العولمة الموضوعية، حول مواقفنا ازاء تحديات التسلح النووي و استخداماته المختلفة، و ما اذا كانت تراعي مصالحنا العليا ام هي بحاجة الى صياغة مواقف و تدابير جديدة. و ان أي توجه في هذا الاطار لا بد ان يؤكد على ثوابتنا في تبني سياسة تكرس نهجنا لتحقيق السلم و العدل في منطقتنا و العمل على ايجاد الحلول المناسبة لمشاكلها و استحقاقاتها على اسسها و وفقا لاحكامها و ضوابطها.ان شعبنا ليوجه لكم، أيها الأخوة، رسالة حب و تقدير و احترام موشحة باكليل الدعاء، ليغمر الله تعالى لقاءكم الميمون بفيض توفيقه حتى يخرج باحسن النتائج التي تعم شعوبنا بالخير و تقيه غائلة الشرور. اشكركم جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين مجددا على احتضانكم لمؤتمرنا هذا، متمنين لكم طول العمر و التوفيق في النهوض في مهامكم الجلية لخدمة المملكة و العالمين العربي و الاسلامي و في مهامكم الآتية على رأس القمة العربية. كما نشكر فخامة الاخ الرئيس عمر البشير رئيس الدورة السابقة للقمة العربية على ما بذله من جهد لايصالنا الى مشارف هذا المؤتمر العتيد.و اسمح لي جلالة الملك ان اوجه التحية و الشكر للاخوة ملوك و رؤساء و قادة الدول العربية المشاركة في هذا المؤتمر و للأخ الأمين العام للجامعة العربية الأخ عمرو موسى معربين عن تمنياتنا لنجاح عملنا المشترك هذا لما فيه خبر شعوبنا و الأمتين العربية و الإسلامية.

في الختام دعونا، ايها الأشقاء الأعزاء، ان نتمنى عليكم قبول استضافتنا اجتماعا استثنائيا لوزراء الخارجية العرب في بغداد كعلامة ايجابية لتوجه مؤتمرنا في الحرص على استكمال معافاة العراق. ان دار السلام بلدكم تنتظر منكم هذه الالتفاتة الكريمة.و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك