قررت المرجعية الدينية المباركة في النجف الاشرف السبت، الامتناع عن استقبال السياسيين لعدم الالتزام بتوصياتها والإيفاء بالوعود التي قطعوها بشأن تحسين الوضع المعاشي في البلاد.
وقال سماحة الشيخ علي النجفي، نجل المرجع الديني الكبير اية الله العظمى سماحة الشيخ المفدى بشير النجفي، في بيان صدر اليوم،ان "المرجعيات الدينية في محافظة النجف قررت عدم استقبال أي سياسي في مكاتبها"، عازياً السبب إلى "عدم التزام السياسيين بالوعود التي قطعوها بشأن تحسين الواقع المعاشي في العراق، فضلاً عن عدم التزامهم بتوصيات المرجعية الدينية".
وأضاف سماحة الشيخ النجفي أن "بعض المرجعيات لجأت إلى وسائل مختلفة للتعبير عن هذا الامتعاض، فمنهم من أصدر بياناً بهذا الخصوص ومنهم من صرح بذلك".
من جانبه، أكد وكيل المرجع الديني الكبير الامام المفدى السيد علي السيستاني، سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أن "السياسيين لم يلتزموا بالنصح التي قدمتها لهم المرجعية، حول مطالبتهم بالكف عن التناحر السياسي"، مشيراً إلى أن "المساحة الأوسع في هذا التناحر والاختلاف في الرؤى والأفكار تتعلق بخلافات سياسية لا علاقة لها بمصالح البلاد".
وأوضح سماحة الشيخ الكربلائي أن "بعض السياسيين يقولون إننا نحتاج إلى نصح المرجعية الدينية العليا، ولكنها غير كافية ما لم يتم الالتزام بكلامهم"، لافتا إلى أن "هذا النصح يحتاج إلى أمور عدة أولها الحاجة إلى رجال دولة لديهم نكران للذات، لأن جميع الطروحات التي يقدموها اليوم، هي فئوية وحزبية".
واعتبر سماحة الشيخ الكربلائي أن "عدم تطبيق النصح جعل العراق ضعيفاً ومستهاناً به من قبل دول أقل منه قوة".
وكان سماحة الشيخ الكربلائي، أمس الجمعة (23/9/2011)، دعا السياسيين العراقيين إلى تطبيق توجيهات المرجعية الدينية إن أرادوا القضاء على مشاكل البلاد، وفي حين اعتبر أن الأزمات التي يواجهها العراقيون ناجمة عن افتقار العملية السياسية إلى رجال قادرين على تحمل المسؤولية، لفت إلى أن تشتت السياسيين شجع الدول الأخرى على الاستهانة بمصالح البلاد والتعدي على سيادته.
وأكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، في 22 أيلول 2011، أن المرحلة الراهنة بحاجة إلى نصح المرجع الديني علي السيستاني، فيما أعرب عن أمله بأن يلتقي السيستاني خلال الفترة المقبلة.
وكان مكتب الامام المفدى السيد علي السيستاني أعلن، مطلع العام الحالي، عن الامتناع عن استقباله السياسيين، احتجاجاً على سوء أدائهم وللتعبير عن تحفظه على الطريقة التي تدار بها الدولة، ومنذ ذلك الحين انقطع السياسيون عن زيارته.
https://telegram.me/buratha