طالب برلمان كردستان العراق، الجمعة، بإغلاق كافة القواعد العسكرية والمخابراتية التركية على أراضي الإقليم، فضلاً عن تقديم شكوى لدى محكمة العدل الدولية ضد أنقرة على خلفية القصف الجوي خلال الشهر الحالي، في أول موقف من نوعه للبرلمان الكردي ضد تركيا منذ أعوام.
وقال برلمان كردستان في بيان صدر في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، وتلقت "السومرية نيوز" نسخة منه، "نطالب بإنهاء تواجد أي قواعد عسكرية ومخابراتية تركية على أراضي كردستان العراق، وسحبها إلى داخل أراضيها، فضلاً عن احترام سيادة الإقليم".
ويضم إقليم كردستان أربع قواعد عسكرية ومخابراتية تابعة للجيش التركي موزعة على مواقع في محافظة دهوك القريبة من الأراضي التركية، وتشير مصادر تركية إلى أن نحو 2500 من الجنود الأتراك يتواجدون في تلك القواعد التي أسست في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بهدف محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، والمساهمة في الفصل بين القوات المسلحة التابعة للحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، أثناء نزاعهما المسلح الذي امتد للأعوام 1994-1997، وراح ضحيته الآلاف من أنصار الطرفين بين قتيل وجريح ومفقود.
وأضاف البيان أن "البرلمان يدين بشدة الانتهاكات الواضحة التي يشهدها الإقليم من قبل الطائرات الحربية التركية، ويطالب الحكومة العراقية بدعوة المجتمع الدولي والمحكمة الدولية لاتخاذ مواقف مناسبة إزاء خرق سيادة أراضي العراق، الذي أدى إلى استشهاد وجرح أناس عزل"، حسب قوله.
ودعا البيان أيضاً حكومة الإقليم كردستان إلى تقديم شكوى ضد تركيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي عن طريق الحكومة العراقية، كما طالب حكومة أنقرة بالاعتذار "رسمياً" من شعب وحكومة الإقليم وتعويض المتضررين جراء قصف طائراتها.
وفي السياق نفسه، شدد البيان على "ضرورة أن يلجأ أطراف المشكلة القائمة على الحدود العراقية التركية إلى الحوار لحل مشاكلهم بالطرق السلمية وعدم تحويل أراضي الإقليم إلى ساحة لنزاعاتهم المسلحة، فضلاً عن احترام سيادة الأراضي العراقية".
ولفت البيان إلى "أهمية أن يكثف رئيس الإقليم والحكومة المركزية وحكومة الإقليم جهودهم لحل المشاكل القائمة على الحدود مع دول الجوار"، داعياً إلى "مراجعة العلاقات والسياسات المتبعة معها في حال استمرت الهجمات، بالإضافة إلى الإسراع بتقديم المساعدات للعوائل المتضررة وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية لها".
https://telegram.me/buratha

