أفاد وزير الاتصالات العراقي محمد علاوي، الأحد، بوجود مبان تابعة لوزارته ملوثة بإشعاعات اليورانيوم بفعل تعرضها للقصف الأميركي عام 2003، فيما نفت وزارتا العلوم والتكنولوجيا والبيئة وجود مبان ملوثة تابعة للاتصالات، وسط استعدادات حكومية لتنفيذ برنامج للقضاء على الإشعاعات بشرط توفر التمويل المادي.
وقال علاوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إننا "نواجه مشكلة حقيقية، حيث إن الكثير من الأبنية ضربت بما يسمى باليورانيوم المنضب وهذا بقى يشع، وعندما نأخذ أجهزه الفحص إلى الأبنية الجديدة نكتشف أن الإشعاع مازال موجوداً".
وأوضح أن "أكثر وزارة ضربت خلال الحربين فيما عدا الوزارات الأمنية هي وزارة الاتصالات، حيث تعرض أكثر من 200 مبنى لها للقصف".
بالمقابل، تستبعد وزارة البيئة وجود أي مبان تابعة لوزارة الاتصالات ملوثة باليورانيوم، وقالت معاون مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع مها حميد لـ"السومرية نيوز"، "من خلال زياراتنا التفتيشية وقيامنا بفحص الكثير من المواقع التي تعرضت للقصف في 2003 لغاية الآن لم نكتشف أي موقع ملوث".
وأضافت حميد "أما بالنسبة للبدالات فقد فحصنا ست بدالات بمدينه بغداد ولم نكتشف أية مؤشرات على وجود تلوث إشعاعي".
بدورها، أكدت وزارة العلوم والتكنولوجيا بالحكومة العراقية وباعتبارها الجهة المسؤولة عن معالجة التلوث الإشعاعي أن "المواقع الملوثة المؤشرة بحسب أحدث متابعة لها خلال العام الحالي، لا تضم أبنية تابعة لوزارة الاتصالات".
وقال وكيل وزارة العلوم والتكنولوجيا فؤاد الموسوي لـ"السومرية نيوز"، "لم نبلغ رسمياً بهذا الموضوع، وفي آخر تحديث وصلنا في شهر آذار الماضي هناك 36 موقع ملوث في العراق ثلاثة منها في بغداد وليست تابعة لوزارة الاتصالات"، مضيفاً "وإذا كان لوزارة الاتصالات علم بوجود إشعاعات، فوزارتنا مستعدة لإرسال فرقها لإزالته".
ويؤكد وكيل وزارة العلوم والتكنولوجيا على أن خطة الوزارة لمعالجة التلوث الإشعاعي في المواقع المتبقية قد يستغرق سنة من الآن، شرط التزام وزارة المالية بصرف الميزانيات والمبالغ المطلوبة للخطة.
واليورانيوم المنضب عبارة عن معدن ثقيل سُمي كيماوي يطلق إشعاعات ألفا منخفضة المستوى، ويشيع استخدامه في الذخيرة التي تخترق المصفحات لأنه شديد الكثافة وتلقائي الاشتعال بحيث يمكنه اختراق وحرق كل الأهداف في طريقه كالدبابات، غير أن اليوارنيوم المنضب يلوث أيضا منطقة تأثيره بغبار يورانيوم منضب دقيق يسبب خطرا صحيا في حالة استنشاقه بكميات معينة، وفي أعقاب حرب الخليج الثانية اثبت بحث على الفئران أجراه معهد أبحاث الإشعاع البيولوجي التابع للقوات المسلحة بالجيش الأميركي أن السم الكيماوي في اليورانيوم المنضب ـ وليس نشاطه الإشعاعي ـ قد يسبب ضررا بجهاز المناعة ومشاكل بالجهاز العصبي المركزي وربما يسهم في تطور أنواع معينة من السرطان.
وهناك أيضا خطورة الآثار الطويلة الأجل لليورانيوم المنضب التي لا تزال قائمة اليوم في العراق، في المناطق التي ضربت بشدة بهذه المادة، وقد أظهرت الدراسات أن لدى العديد من المدنيين مشاكل واسعة النطاق مع نظم المناعة والأمراض السرطانية وإمراض القلب والتشوهات الخلقية لدى الأطفال.
وكانت مواقع عدة إضافة إلى آليات الجيش العراقي السابق في العاصمة بغداد وباقي المحافظات العراقية، عدا إقليم كردستان، تعرضت للقصف بالدبابات والطائرات من قبل القوات الأمريكية إبان الحرب التي أدت إلى إسقاط النظام السابق في عام 2003، ومن هذه المواقع مباني وزارتي التخطيط والثقافة والإعلام المنحلة والمطعم التركي وبعض المباني الأخرى كالمدارس والهياكل المتروكة و التي كانت قوات الجيش العراقي السابق تتحصن فيها، إضافة إلى انتشار أعداد كبيرة من آليات الجيش السابق والتي دمرت نتيجة الحرب.
https://telegram.me/buratha

