أكد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على أن جزءاً مهماً من التوترات بين القوى السياسية والاطراف العراقية ناتج من المنافقين الذين يظهرون شيئا ويبطنون شيئا آخر ، واصفا خط النفاق بانه خط الازدواجية و الدهاليز المظلمة و المواقف العشوائية .جاء ذلك في كلمة سماحته السبت 19/8/2011 خلال الامسية الرمضانية الخامسة عشر التي يقيمها المكتب الخاص ببغداد طيلة شهر رمضان بحضور جمع حاشد من المواطنين .وبيّن سماحته ان عليا (ع) شخص يمتلك القدرات والطاقات والامكانات الكبيرة و رجل دولة من الطراز الاول ، مشيرا الى ان سنوات حكمه شهدت مشاكل وتحديات مليئة بالحروب والاضطرابات مع الناكثين والقاسطين والمارقين في النهروان والجمل وصفين ، مشددا على أن الخارطة السياسية والتعقيدات التي عاشها علي (ع) كانت سببا في ان تكون فرص النجاح صعبة وغير ميسرة ، معتبرا سماحته ان قيام الحجة الشرعية بالتفاف الناس وتمحورهم حوله (ع) دفعه لأن يتصدى ويتحمل المسؤولية كاملة .سماحته أشار الى أن هناك اربعة كتل وخطوط في المشهد السياسي في عهد علي (ع) ساهمت بتـازيم الاوضاع واثارة الحروب وهي الخط الانتهازي وخط النفاق وخط اهل الحديث وخط الخوارج ، مبينا أن اصحاب الخط الانتهازي انما يبحثون عن مصالحهم الخاصة الضيقة وعن الامتيازات والفرص والمواقع ، مبينا سماحته أن المواطنين الشرفاء اليوم وفي العديد من دوائر الدولة محاصرين وملاحقين ومطاردين ومضيق عليهم من نفس اؤلئك المتصدرين في العهود السابقة ويكتبون عليهم التقارير الكيدية .كما عدّ سماحته المنافق اشد من الانتهازي ، ووصفه بانه كتلة من العقد والحساسيات والامراض النفسية ، مشيرا الى أن خط أهل الحديث يمثل خط القشرية والسطحية والنظرة البسيطة للأمور والجمود على النص والتقولب بقوالب محددة ، مبينا ان السياسة نوعان وهما سياسة المكر والخديعة والتدافع على الدنيا وسياسة خدمة الناس والاهتمام بالمصالح العامة والوقوف عند القضايا الاساسية والجوهرية للامة واحقاق الحق ونصرة المظلوم ، مشددا أن النوع الاول مرفوض ، في حين ان السياسة الاخرى تمثل المعنى الصحيح للسياسة وهي ما تطلق على رسول الله وأهل بيته (ع) .كما أشار سماحته الى خط الخوارج ووصفهم بأنهم أناس أشداء ليس لهم مصلحة شخصية ولكنهم لا يدعون مجالا للحوار والمناقشة و لا يعيرون المصالح والعناوين الثانوية أي اهتمام وهم متشددين ومتمسكين برأيهم ، في الاسلام هناك فقه الاولويات والتزاحم ولكنهم وأي خطوة غير ذلك لا يؤمنون بها ، موضحا أن خط علي (ع) يمثل الخط الصحيح بما يمتلكونه من منظومة قيمية واخلاقية و مباديء بعيدا عن المصالح خاصة ، مشددا على ان أصحاب هذا الخط انما يتصفون بالاتزان والانضباط ولهم فهم وأصول وتاريخ ويمتلكون رؤية ومشروع ، فضلا عن فهمهم وادراكهم لمنظومة وفقه الاولويات .وشدد سماحته على أن عليا (ع) لم يتراجع عن اداء دوره في خدمة الناس وتحمل كامل المسؤولية رغم كل التعقيدات التي عاشها المسلمون في تلك الحقبة الزمنية ، مؤكدا أن الحجة الشرعية هي التي دفعت عليا للتصدي وادارة الامور ، معتبرا ان هذا الامر انما يمثل درسا عظيما بوجوب تصدي الناس المخلصين لتحمل المسؤولية وخدمة الشعب .
https://telegram.me/buratha

