دعا ائتلاف الكتل الكردستانية في مجلس النواب العراقي اليوم الجمعة، تركيا إلى وقف قصفها للقرى الحدودية في إقليم كردستان "فورا"، مطالبا في الوقت نفسه الحكومة العراقية إلى التدخل لوقف القصف الذي تسبب في نزوح عشرات العوائل.وقصفت الطائرات والمدفعية التركية خلال اليومين الماضيين مناطق حدودية في إقليم كردستان العراق شمل 352 موقعا لحزب العمال الكردستاني، بحسب بيانين للجيش التركي.وقالت قيادة الجيش التركي في بيان ان طائراتها قصفت ليل الأربعاء 60 هدفا ومدافعها 168 هدفا لمسلحي حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان.وقالت في بيان ثان إن طائراتها الحربية ضربت 28 هدفا ومدافعها 96 هدفا لمسلحي الكردستاني في إقليم كردستان يوم الخميس مواصلة هجماتها لليوم الثاني.وجاء القصف بعد ساعات من مقتل 15 جنديا تركيا في كمين نصبه مسلحو حزب العمال الكردستاني المعارض في جنوب شرق تركيا قرب الحدود مع إقليم كردستان، فيما قالت المصادر التركية إن ثمانية من جنودها قتلوا في العملية. وقال المتحدث باسم ائتلاف الكتل الكردستانية مؤيد الطيب لوكالة كردستان للانباء(آكانيوز) إن "القصف التركي لقرى حدودية في إقليم كردستان تسبب في نزوح العديد من العوائل ومربي الماشية"، مضيفا أن "القصف تسبب أيضا بأضرار مادية كبيرة وأدى إلى حرق الغابات والمراعي".ودعا الطيب حكومة أنقرة إلى وقف القصف "فورا"، كما طالب الحكومة العراقية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ما سماه "الاعتداءات" التركية على قرى إقليم كردستان. وشدد بالقول "على تركيا العمل على حل مشاكلها الداخلية عن طريق الحوار، وسنعمل بالضغط على الحكومة العراقية من اجل وقف هذا القصف". ويقاتل حزب العمال الكردستاني، الذي تضعه تركيا ودول أوروبية وأميركا على لائحة "الإرهاب"، حكومة أنقرة منذ أكثر من 26 عاما لنيل الحكم الذاتي لنحو 15 مليون كردي هناك، وأسفر النزاع عن مقتل 40 ألف شخص من الجانبين بحسب إحصاءات للجيش التركي.وقد بدأت تركيا في 2009 سلسلة من الخطوات والإجراءات لمنح كرد تركيا مزيدا من الحقوق بهدف وضع نهاية للصراع الدموي، لكن يبدو أن جهودها لن تكتب لها النجاح إذا لم تتمكن من إقناع مقاتلي حزب العمال بترك العمل المسلح والانخراط في العمل السياسي. وترافق ذلك مع انفتاح تركيا على كرد العراق وحكومة إقليم كردستان حيث كان يعتبر التعامل معها واحدا من المحرمات في السياسة التركية حتى وقت قريب.وتأتي الهجمات التركية بعد أن شهدت حدود إقليم كردستان المتاخمة لإيران هدوءا نسبيا منذ نحو أسبوع إثر تعرضها لقصف كثيف من المدفعية الإيرانية على مدى أكثر من شهر، وتقول طهران إنها تستهدف مسلحي حزب الحياة الحرة لكردستان "بيجاك" المتواجدين على الشريط الحدودي بين الجانبين.لكن القصف طال مناطق سكنية في الإقليم وتسبب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين وإحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات فضلا عن نفوق المواشي، كما أدى إلى نزوح مئات العوائل.
https://telegram.me/buratha

