أستنكر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الجمعة، تدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشأن السوري ومطالبته الأسد بالتنحي، وأكد وجود فوارق بين ما جرى في تونس ومصر وما يجري في سوريا، مبديا استعداده للتدخل لغرض "الإصلاح" بين الشعب والحكومة السوريين.وقال السيد مقتدى الصدر في بيان صدر، اليوم، ردا على سؤال من أحد أتباعه بشأن مطالبة الرئيس الأميركي باراك اوباما الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، "على الرغم من أني وقفت على التل لفترة من الزمن بخصوص القضية السورية في أيامنا هذه، لكن لا ينبغي لي أن استمر على هذا النحو بعد التدخل الأميركي السافر ولاسيما كبير الشر اوباما وغيره".وأضاف الصدر "أننا قد رأينا ثورة الشعب التونسي والشعب المصري وغيرهما وقد علمت جميعا أني مع الشعوب لكن لا ينبغي أن نخلط الأوراق"، مشيرا إلى أن "هناك فوارق عديدة بين ما وقع من ثورات شعبية في تلك الدول وبين ما يقع في سوريا". وأوضح أن "الاختلاف ليس في الشعب وثورته فالشعب إذا أراد الحياة والحرية فله ذلك، لكن الاختلاف في نفس الحكومة"، مبينا بالقول "الأخ بشار الأسد رجل معارضة وممانعة للوجود الأميركي الاستعماري في الشرق الأوسط على خلاف بن علي ومبارك وغيرهما".وأكد زعيم التيار الصدري إلى أن "أهم بنود المعارضة والممانعة هو تقريب الشعب للحكومة والحكومة للشعب مع الإمكان وذلك بإعطاء الحريات وبناء الدولة على الإخاء والمحبة والسلام وتوفير الخدمات لتكون سوريا الوجه الأبهى لدول الممانعة"، مضيفا "حيا الله الشعب السوري المؤازر للمقاومة والممانعة لأميركا وتبا وترحا لكل مؤيدي أميركا".وأبدى الصدر استعداده للتدخل من أجل الإصلاح الوضع في سوريا، وتابع "إذا وافق الطرفان في سوريا على ذلك والنصر للشعوب والممانعة معا".وأثنى الصدر على الموقف التركي من إحداث سوريا وقال "جزى الله من أراد الإصلاح وسعى له وأخص بالذكر الجمهورية التركية ولاسيما بعد أن رفضت التدخل الأميركي وادعوها للين باللسان والاستمرار بدعم الشعب والوقوف معه لأجل نصرة المقاومة والممانعة".وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، دعا، أمس الخميس (18/8/2011) وللمرة الأولى، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي بعد الحملة الوحشية التي شنتها القوات السورية على متظاهرين يحتجون على حكم عائلة الأسد المستمر منذ 41 عاما.كما تهم الرئيس الأميركي الأسد "بتعذيب وذبح شعبه"، وأمر بتجميد أصول الحكومة السورية في الولايات المتحدة، وحظر على المواطنين الأميركيين العمل أو الاستثمار في سوريا وحظر استيراد المنتجات النفطية السورية.وتمثل هذه الخطوات تصعيدا حادا في الخطاب الدولي حيث سبق أن دعت الدول الكبرى الأسد إلى إجراء إصلاحات لكنها لم تطلب منه الرحيل. وأعقب العقوبات الأميركية والدعوة إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد نداء من ثلاث دول رئيسية في الاتحاد الأوروبي هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا للأسد بأن يتنحى.وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله قد اتفقا، في 13 آب الحالي، على أن حملة (العنف ) التي يشنها النظام السوري يجب أن تتوقف فوراً، وأكدا عزمهما على مواصلة مشاوراتهما الحثيثة حول الوضع خلال الأيام المقبلة.كما دعت منظمة التعاون الإسلامي في بيان لها، في 13 آب الحالي، السلطات السورية إلى "الوقف الفوري" لاستخدام القوة ضد حركة الاحتجاج الواسعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وعرضت في الوقت نفسه "القيام بدور" في أي حوار محتمل بين السلطات والمعارضة.وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وصل، في التاسع من آب الحالي، إلى سوريا، حاملا رسالة حازمة من أنقرة إلى السلطات السورية لوقف قمع الحركة الاحتجاجية، وفي حين لم تتطرق وسائل الإعلام السورية إلى هذه الزيارة، واصلت القوى الأمنية حملتها العسكرية على المحتجين موقعة المزيد من القتلى والجرحى.وكانت تركيا أعلنت عن موقف حازم، على لسان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في السادس من آب الحالي، الذي أكد أنه سيرسل وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إلى دمشق لنقل رسائل إلى الحكومة السوري بشكل "واضح وصارم"، مضيفاً أن أنقرة ستتعامل مع الموقف في سوريا على ضوء ردود دمشق، كما أكد أنه لا يمكن أن تبقى بلاده في موقف المتفرج، في وقت ردت سوريا على تلك التصريحات على لسان المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الجمهوري بثينة شعبان، التي قالت إن أوغلو سيسمع كلاماً أكثر حزماً بالنسبة للموقف التركي الذي لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين والعسكريين والشرطة.وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا، في الثاني عشر من آب الحالي، سوريا إلى الإسراع بتطبيق الإصلاحات وعدم قمع التظاهرات بالقوة في أول موقف تتخذه الحكومة العراقية من نظام الرئيس بشار الأسد منذ بدء التظاهرات في آذار الماضي، واعتبر أن إسقاط الأنظمة في بعض دول المنطقة سيتحول إلى كارثة على الوضع العربي بشكل عام.
https://telegram.me/buratha

