أكدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، الأربعاء، أن العراق يسعى إلى حل قضية دولة البحرين في ظل حرصه على استقرارها، وفيما أشارت إلى أن الأزمة ستنعكس على الوضع العراقي وشيعة المنطقة، اعتبرت أن تجربة العراق الديمقراطية لا تزال "غير مهضومة" بالنسبة للمسؤولين.
وأعرب رئيس اللجنة سماحة الشيخ همام حمودي في حديث لـ"السومرية نيوز"، عن استغرابه من "وصف تصريحات مجلس النواب بشأن القضية البحرينية بالمستعجلة وغير المدروسة، خصوصاً وأن رئيس الوزراء تحدث بلهجة أشد من مجلس النواب في هذه القضية".
وأضاف سماحته أنه "عندما يجمع مجلس النواب على موقف معين، فسيكون مجلس الوزراء بهذا الاتجاه أيضاً"، مبيناً أنه "في هذه الحالة يتوجب على وزارة الخارجية التنفيذ فقط، كونها أداة في يد مجلس الوزراء الذي يمثل البرلمان، وهي لا تدرس إنما تنفذ، لأن من هو يقرر مجلس الوزراء".
ولفت رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب إلى أن "العراق يدعم استقرار البحرين، لأن هناك شعباً لديه مطالب يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار، أما أن يكون الحل باستخدام العنف، فإننا سنشكل ذلك عليهم كما أشكلناه على القذافي، وحتى على العراق أيام التظاهرات، لأن القوة ليست حلاً لأية أزمة".
وأكد سماحته أن "العراق لا يزال يتعامل بشكل إيجابي في قضية البحرين، للتوصل إلى تحقيق مطالب الشعب من خلال عدالة المشاركة في الحكم، ونتمنى ألا تتحول المطالب المدنية إلى قضايا طائفية".
وبين سماحته أن "أزمة البحرين ستنعكس على الوضع العراقي، وعلى شيعة السعودية والكويت أيضا، مع أن الموقف الكويتي كان حكيما، وقد تعامل بمستوى رائع من المسؤولية منعا من انتقال الأزمة له"، مشددا على "ضرورة عدم الكيل بمكيالين في هذه القضية من قبل الآخرين، كما حصل في الانتفاضة الشعبانية في العراق".
وحذر "من مغبة تحويل قضية البحرين إلى موضوع خارجي، وصراع بين السعودية وإيران، لعدم وجود أرضية لذلك"، متسائلا "لماذا عندما نتحدث عن قضية البحرين يقال انها مذهبية، وعندما نساند الشعب المصري لا نتهم بذلك، هل يعني أن الشيعي لا تكون له حقوق مدنية ولا يجوز له المشاركة في الحكم؟"
وأضاف أن "المشروع الديمقراطي في العراق الذي يقول أن الشعب هو من يقرر وهو المهم، لم يهضم داخليا عندما يصرح الآخرون هكذا، كما لم يهضم خارجيا، وذلك من خلال قضية البحرين التي فيما لو تحولت إلى طائفية ستؤثر على العراق، لعدم وجود بلد يعيش بمعزل عن العالم ويتصرف كما يشاء، لا في مبادئ الأمم المتحدة ولا في واقعيات المرحلة الراهنة".
https://telegram.me/buratha

