طالب نحو 150 منظمة غير حكومية عضو باقليم كردستان، اليوم الثلاثاء، بتطبيع الأوضاع السياسية بالاقليم، وأشارت الى انه لا يجوز لأي طرف سياسي ان يخلط مطالبه مع مطالب المتظاهرين.واجتمع أكثر من 150 منظمة غير حكومية كردستانية عضو في جمعية المنظمات غير الحكومية، اليوم في فندق "جوارجرا" بمدينة أربيل (349 كم شمال شرقي العاصمة العراقية بغداد)، بهدف اظهار موقفه تجاه الأوضاع الراهنة باقليم كردستان، وقبيل انتهاء الاجتماع قرأ رئيس الجمعية عدنان أنور بك، في مؤتمر صحفي، البيان الختامي للاجتماع.وقال رئيس الجمعية، حول مضمون الاجتماع، ان "الاجتماع ركز بصورة عامة على دعم مطالب المتظاهرين، وتوافقت آراء الجميع على وجوب قيام الجهات المعنية بتنفيذ مطالب المتظاهرين".وأضاف أنور بك ان "من حق الأطراف المعارضة باقليم كردستان ان تطالب بأي شيء، ولكنه لا يجوز ان تخلط مطالبها بمطالب المتظاهرين من أجل الوصول الى مآربها".وأوضح ان "المجتمعين أعربوا عن دعمهم لخطاب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الرامي الى اجراء اصلاحات سياسية وإدارية بالاقليم، ويعتقدون ان استجابة رئيس الاقليم ورئيس الحكومة وعقد جلسات استثنائية ببرلمان كردستان، مؤشرات واضحة على وجود إرادة للاستماع وتنفيذ المطالب ومعالجة أية مشكلة كانت".من جانبها، قالت سفيرة منظمة السلام العالمية، شرين آميدي، انه "يتوجب على المنظمات، كونها السلطة الخامسة في المجتمعات كافة، ان تؤدي دورها المؤثر لتطوير المجتمع وتثبيت أسس السلام بالبلاد". وأوضحت آميدي ان "مشاركتنا في هذا الاجتماع العام، تهدف الى تطبيع الأوضاع الحالية بالاقليم وأداء دورنا فيه، وفي هذا الإطار نؤكد على مطالب المتظاهرين وضرورة اجراء الاصلاحات بأسرع وقت ممكن".وبدأت تظاهرات المواطنين منذ الخميس 17 شباط/فبراير الماضي أمام ساحة السراي في مدينة السليمانية، في تظاهرة نظمتها (شبكة الدفاع عن حقوق وحريات الشعب) من أجل الإعراب عن دعمهم للشعب المصري والتونسي، ولتحذير حكومة إقليم كردستان من مغبة عدم إجراء الإصلاحات وتنفيذ مطالب المتظاهرين، غير أن سير اتجاه التظاهرة تغير صوب مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، وبدأ المتظاهرون برشق المقر بالحجارة وحاولوا اقتحامه، فتطورت الأحداث إلى إطلاق عيارات نارية، أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة 57 آخرين بجروح، فيما أعلنت حركة التغير براءتها من أعمال العنف تلك.وتتواصل التظاهرات في السليمانية ومدن أخرى في إقليم كردستان منذ منذ ذلك الوقت، حيث بلغ عدد ضحايا التظاهرات التي شهدتها مدن الإقليم حتى الآن ثمانية قتلى وأكثر من 250 جريح.وكان مجلس القضاء الأعلى بإقليم كردستان قد أصدر في 30 آذار/مارس الماضي قرارا بتشكيل لجنة خاصة بالتحقيق في الأحداث التي شهدتها السليمانية في 17 شباط/فبراير الماضي وما تلاها برئاسة القاضي (عبد الكريم حيدر علي) عضو محكمة التمييز بإقليم كردستان، فيما تم لاحقا تشكيل لجنة ثانية للإسراع في إجراء التحقيقات.وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، قد وجه خطابا بمناسبة اعياد نوروز الى شعب كردستان اعلن فيه ان الاشهر الاربع المقبلة ستشهد اصلاحات في النظام الاداري والحزبي في الاقليم.ولخص بارزاني في خطابه، عملية الاصلاح في بضع نقاط، قال انه "ينبغي العمل عليها في أسرع وقت ممكن"، ألا وهي إنهاء الروتين في الدوائر والمؤسسات الحكومية وانجاز معاملات المواطنين في أسرع وقت ممكن، تأسيس هيئة النزاهة ولجنة لمتابعة آليات التقاعد والتوظيف في اقليم كردستان، وتشكيل لجنة من أجل توزيع عقود المقاولات بشكل عادل وانهاء التزكية الحزبية عند التعيين بشكل تام".يشار الى ان الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، قد عقداً اجتماعات خلال الأيام الماضية بمبنى برلمان كردستان، مع كل من التغير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية كل على حدا، للتباحث حول اجراء الاصلاحات وتنفيذ مطالب المتظاهرين. فيما قال عضو المكتب السياسي بالاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار، في تصريح له قبل أيام، ان "اجتماعاً خماسياً سيعقد قريباً بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني وأطراف المعارضة".وتمتلك قوى المعارضة في برلمان كردستان (التغير، والاتحاد الاسلامي، والجماعة الاسلامية) 35 مقعداً، من اصل 111 تمثل مجموع مقاعد البرلمان، في حين يمتلك حزب الكادحين الكردستاني مقعداً واحداً.
https://telegram.me/buratha

