الأخبار

سيارات وزعتها الحكومة على الضباط تتحول الى «كمين للموت».. وعمليات بغداد تعد بكشف «خيوط الاغتيالات»


 

كشف ضابط كبير في وزارة الدفاع ان سيارات وزعتها الحكومة على عدد كبير من القادة الأمنيين تسببت في موجة اغتيالات واسعة نفذتها مجاميع مسلحة واوقعت عشرات الضباط الكبار في اجهزة الدولة، بينما قال الناطق باسم خطة فرض القانون ان قيادة عمليات بغداد "توفرت لديها خيوط حول جرائم الاغتيالات" التي وقعت في بغداد خلال الايام القليلة الماضية، لكنه قال انه لن يكشف عنها خشية "افلات" مرتكبي هذه الجرائم من قبضة العدالة.

وشهدت بغداد خلال الايام القليلة الماضية موجة اغتيالات طالت ضباطا ومراتب في الأجهزة الأمنية، في تطور ميداني هو الأهم منذ اسابيع، ما استدعى انتشارا مكثفا للغاية من قبل مفارز التفتيش أمس الاثنين، في محاولة لضبط المشهد الأمني، الذي تسبب في بث الرعب في اوساط السكان المحليين.

وشهدت بغداد، منذ ليل امس الاول الاحد نشر اعداد كبيرة من نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسية والفرعية لعموم المناطق، اعتمادا على عناصر قوات النجدة والشرطة المحلية الذين بدا عليهم الارهاق نتيجة تنفيذهم للاوامر التي تنص على عدم انسحابهم من نقاطهم، بحسب مصادر وشهود عيان. وقال سكان محليون ان نشر نقاط تفتيش اضافية ادى الى زحامات واختناقات مرورية في جميع الشوارع، ما اربك حركة المرور ودفع رجال شرطة المرور الى الوقوف جانبا في اغلب العقد والتقاطعات الرئيسية وترك عملية تنظيم سير المركبات لعناصر الاجهزة الامنية.

وقامت مديرية الشؤون الداخلية والامن بنشر العشرات من عناصرها الذين يرتدون الزي المدني في الشوارع الرئيسية بحثا عن مطلوبين او مشتبه بهم وشوهدوا وهم يحملون صورا لمطلوبين.

وشهدت احياء السيدية والعامرية والجامعة والعدل والاعلام حملات تفتيش واسعة اغلقت معها جميع المنافذ الرئيسية، وانطلق عناصر الامن في عمليات تمشيط للدور والازقة استمرت حتى حلول ليل أمس الاثنين، فيما لم يعلن عن توقف هذه الحملة في مناطق اخرى من العاصمة.

وبينما بلغت حصيلة عمليات الاغتيال التي استهدفت عناصر الأمن في بغداد أمس الاثنين 15 محاولة، بحسب مسؤول بارز في وزارة الداخلية، قال ضابط كبير في وزارة الدفاع لـ "العالم" ان "اختراقا لأجهزة الأمن، نتج عنه كشف أرقام سيارات وزعت على مسؤولين في الداخلية والدفاع من قبل الحكومة لغرض الاستخدام الشخصي، قاد الى حملة من التصفيات عبر الاسلحة الكاتمة، ما أوقع عشرات الضحايا بين صفوف الضباط".

وقال الضابط مشترطا عدم الكشف عن اسمه لحساسية المعلومات التي يدلي بها، ان "ارقام السيارات التي وزعتها الحكومة على ضباط الداخلية والدفاع اصبحت كميناً للموت".وكشف ان "المجاميع الارهابية استدلت من خلال اختراقها العديد من الاجهزة الامنية على ارقام سيارات الصالون التي يستخدمها القادة الامنيون والتي منحت لهم من قبل الحكومة كاستخدام شخصي"، مشيرا الى ان"دائرة المرور منحت تلك المركبات ارقاما خاصة تتحدد بتسلسل رقمي خصص لتلك الفئة من العناصر الامنية". وأضاف ان "اكتشاف الارهابيين لتسلسل هذه الارقام ادى الى استدلالهم على المناطق التي يقطنها رجال الامن، ومن ثم ترصدوهم ونفذوا عمليات اغتيالهم بشكل مدروس".

وكشف المصدر ان "عمليات الاغتيال طالت عناصر برتب عميد فما فوق"، مشيراً الى ان "المعلومات المتعلقة بارقام هذه المركبات وتسلسلها محصورة فقط بوزارتي الدفاع والداخلية فضلاً عن مديرية المرور العامة".

وتابع "خلال الشهرين الماضيين تمت تصفية اكثر من 10 ضباط برتب عالية"، داعيا مديرية المرور الى "تغيير ارقام مركبات رجال الأمن لتلافي المزيد من الاستهداف".

وسبق لوزارة الداخلية ان ذكرت في تقرير لها ان 70 % من عمليات الاغتيال التي تم تنفيذها العام المنصرم، استهدفت كبار الموظفين وبعض القادة الأمنيين من الدرجة الثانية وقادة الصحوات. وكانت لجنة خاصة في وزارة الداخلية اعدت تقريراً تفصيلياً حول ظاهرة الاغتيالات توصل إلى ان "معدلات الاستهداف بالعبوات اللاصقة منذ بداية السنة ارتفعت بنسبة 70 % في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي"، مبيناً ان "غالبية العبوات اللاصقة التي استخدمت في عمليات الاغتيال كانت محلية الصنع".

وأشار التقرير إلى ان "المسلحين يستخدمون المتسولين في التقاطعات العامة لوضع العبوات اللاصقة في السيارات، حيث يقوم بعض هؤلاء بوضعها بطريقة عشوائية ويتم وضع البعض الآخر بدقة".

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد، "انهينا اليوم (أمس الاثنين) اجتماعا موسعا ضم قادة اجهزة المخابرات والشؤون الداخلية والامن والامن الوطني على خلفية موجة الاغتيالات التي استهدفت ضباط ومنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية خلال اليومين الماضيين". وقال اللواء قاسم عطا في مقابلة مع "العالم" امس الاثنين انه "تم الاتفاق، خلال الاجتماع، على نشر المزيد من عناصر الاستخبارات في الشوارع الرئيسية لمراقبة حركة الجماعات المسلحة".

وتابع ان "الاسلوب الذي تتبعه العناصر الاجرامية الان يعتبر من اسهل الاساليب خصوصا وانهم فشلوا في جميع اساليبهم الاخرى". واضاف "نحن نأخذ بعين الاعتبار هذه الاساليب وربما يلجأ العدو الى اساليب اخرى مستقبلا لكننا نعمل على هذا الموضوع من خلال مراجعة الخطط الامنية وتفعيل بعض الجوانب الاستخبارية الخاصة به والتركيز على عصابات الجريمة المنظمة وما شابه ذلك".

وبشأن قدرة التنظيمات المسلحة على مباغتة القوات الامنية قال عطا ان "هذه الجماعات تترجم فشلها بالاعتماد على الاساليب السهلة". وزاد "بعد عملية الكنائس استطعنا توفير الحماية الكاملة لباقي دور العبادة للاخوة المسيحيين ولم تشهد اي اعتداء حتى اللحظة وبالتالي ذهب عناصر هذه الجماعات للبحث عن بيوت ابناء الطائفة المسيحية". واوضح قائلا "هنا اقول اننا غير قادرين على توفير الحماية لكل دار على حدة الا ضمن العمل المناطقي".

وكشف عطا "لدينا خيوط حول جرائم الاغتيالات التي وقعت، لكنني لا استطيع التحدث عن هذا الموضوع خوفا من افلات المسؤولين عنها من قبضة القوات الامنية"، مؤكدا ان "الايام المقبلة ستشهد كشف تفاصيل مهمة" في هذا الموضوع.

واشار الى ان "المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تخصصية بالنسبة للجهد الامني وسنشرك المسؤولين في مجلس محافظة بغداد في خططنا الامنية وسنفعل دور المختارين داخل المناطق السكنية فضلا عن الاستعانة بمراكز جمع المعلومات داخل مراكز الشرطة في قواطع المسؤولية".مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ابلغ "العالم" ان وزارته "لا تملك اية معلومات حول طبيعة الخلايا الارهابية التي تنفذ عمليات الاغتيالات بالمسدسات الكاتمة للصوت".المصدر قال مشترطا عدم ذكر اسمه ان "الاغتيالات التي تنفذ في بغداد الآن عشوائية ولا يغلب عليها طابع التنظيم". ومضى يقول "لم نتأكد حتى الان من وجود عمليات اغتيال منظمة اي وجود قوائم بالتصفية الجسدية لاسماء محددة". وتابع ان "استهداف ضباط ومراتب بشكل عشوائي يؤيد صحة هذا القول فالعصابات الاجرامية تعتمد في تنفيذها لعملياتها على اهداف موجودة في لحظة ما وتنتقي اهدافا يظهر عليها الانتماء للاجهزة الامنية اما من خلال الزي او من خلال العجلة التي يستخدمها الضحية".

وكشف انه في يوم أمس الاثنين "شهدت بغداد نحو 15 محاولة استهداف لعناصر في وزارتي الدفاع والداخلية وقمنا بنشر سيطراتنا المتنقلة في شوارع العاصمة كي نمنع الجماعات المسلحة من الاستمرار في استهدافها لرجال الامن".وخلص المصدر الى ان "على الحكومة الاسراع في تسمية الوزراء الامنيين ليباشروا مهمتهم وليضعوا خططهم وافكارهم لتترجم الى امن حقيقي".

وكان مستشار القائمة العراقية هاني عاشور اكد في بيان له أمس الاثنين ان "تأخير تسمية الوزراء الأمنيين

ربما سيؤدي الى مردودات عكسية في وقت يسعى فيه الإرهاب الاعمى الى استهداف العراقيين الأبرياء واللعب بورقة الوقت الضائع".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو الحسن البغدادي
2011-01-05
الإرهاب يزداد ذكاءً والحكومة تزداد غباءً ! عبارة تُلخّص تخلّف الحكومة .... وأظن أن سبب هذا الغباء هو المحاصصة المقيتة، فإذا كانت جميع الكتل مشتركة في الوزارات والمناصب واللجان الأمنية، فإن إحدى الكتل في الأقل تنقل الخطط والأرقام، وأسماء القادة الأمنيين، وذوي المناصب الحسّاسة، وما يمكن أن تفعله الحكومة في الأيام القادمة. بمعنى آخر : كل شيء مكشوف. فمن المستحيل بل من الغباء أن نضمن إخلاص جميع الكتل السياسية للعراق.
عمر الكربولي
2011-01-05
الارهاب لديه كفاءات نوعية و عمليات غاية في الاحتراف كون منتسبيه هم من اجهزة مخابرات و اجهزة القمع الصدامية اضافة لذلك الدعم المخابراتي و الامني الاقليمي كمخابرات الاردن و مصر و السعودية " سفاراتهم و بعثاتهم الدبلوماسية " كما كانت عناصرهم تقدم المعلومات للموساد و الصهاينة لضرب المقاومة في لبنان مما ساعد في اضفاء النوعية على هذه العمليات لذا يجب على الدولة التركيز على الجانب الامني و المخابراتي بالدرجة الاساس و تسليمها لايدي امينة حتى تكون بمستوى التحدي و تتمكن من القضاء على جميع محاولات الارهاب
عبد الخالق
2011-01-05
اقول للقادة الأمنيين جميعا : مالم تقسموا بغداد الى مربعات امنية وكل مربع امني عليه ضابط مسؤول عن من يسكن فيه ومن يتحرك فيه فلن تنتهي هذه الجرائم ..كما يجب تحديث نظام بطاقات السكن وتصديق كافة عقود الأيجار وتسجيلها لدى مراكز الشرطة ضمن قاعدة بيانات وكذلك العودة الى نظام مختار المنطقة او المحلة المسؤول عن اعطاء المعلومات عن من ارتحل او سكن حديثا او الغرباء في المنطقة .ويجب ايضا الأكثار من العيون الأمنية من المتطوعين الذين يبلغون فورا عن التحركات المشبوهة في المناطق ..ماقلته هو الحل وومن دونه الخراب
ايمان احمد الدجيلي
2011-01-05
الارهاب يزيد ذكاء والحكومة تزيد غباء!!! كل الوزارات مخترقه ويعرفون الوزراء اكو اختراق ويعرفون الارقام عند الارهاب لو صدك بيهم حظ يسحبون السيارات ويبدلون الارقام ويرقموها عشوائيه بس من غبائهم مسويها تسلسل بعدين عمليات الاغتيال كلها يم السيطرات دتصير اني والدي بين سيطرتين اغتالو بكاتم ورجع ابو الكاتم رونك سايد ومحد كله شدسوي!!!!! ليش؟؟ لان ابو الكاتم هم صاعد سيارة حكومية ومضلله وبدون ارقام يعني حاميها حراميها وحسبنا الله ونعم الوكيل على الحكومة وعلى غباء القوات الامنيه والارهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك