أعلنت المزارات الشيعية في البصرة، الأربعاء، عن سعيها لاستملاك وإدارة أربعة مراقد تعود لشخصيات إسلامية، مشيرة إلى أنها تحققت من صحة اثنين منها استناداً إلى مصادر تاريخية مطبوعة ومؤرخين إسلاميين أحياء، فيما تقوم حالياً بالتحقق من صحة المرقدين الآخرين.
وقال ممثل الأمانة العامة للمزارات الشيعية في البصرة نزار حبيب الموسوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الممثلية تسعى حالياً لاستملاك وإدارة أربعة مراقد دينية تعود إلى شخصيات إسلامية بارزة"، مبيناً أن "الأول يعود إلى زيد ين صوحان العبدي، حامل راية جيش الأمام علي بن أبي طالب في معركة الجمل، وهو أحد المبشرين بالجنة لدى المسلمين الشيعة، ويقع مرقده في ناحية السيبة"، نحو 55 كم جنوب مدينة البصرة.
وأضاف الموسوي، وهو أحد رجال الدين، أن "الممثلية تأكدت بالاستناد إلى مصادر تاريخية أن العبدي مدفون في المرقد المذكور"، مشيراً إلى أن "مجلس محافظة البصرة وافق على تخصيص ستة مليارات دينار لتنفيذ مشروع كبير يقضي بإعادة بناء وتوسيع المرقد".
وذكر الموسوي أن "المرقد الثاني يعود إلى أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين، ويقع في قضاء المدينة"، نحو 120 كم شمال مدينة البصرة، موضحاً أن "الممثلية تأكدت من تاريخ المرقد وتحققت من نسب صاحبه، وهي تتفاوض حالياً مع العشيرة المسيطرة عليه، لإقناعها بالتخلي عنه".
وأكد الموسوي أن "الممثلية ستضطر إلى استملاك المرقد عبر اللجوء إلى المحاكم في حال فشلت المفاوضات مع العشيرة".
كما كشف الموسوي عن "وجود مرقدين لا تزال الممثلية تتحقق منهما، تمهيداً لاستملاكهما وإداراتهما"، مبيناً أن "الأول مدفون فيه سليمان بن رزين، وهو سفير الإمام علي بن أبي طالب إلى أهل البصرة، ويقع في ناحية الدير (نحو 35 كم شمال مدينة البصرة) حيث يعتقد سكان القرى القريبة منه منذ عقود أن صاحبه هو سليمان بن داوود، وهذا غير صحيح وفق مصادر تاريخية متعددة".
وأضاف الموسوي أن "المرقد الأخير هو مرقد محمد أبو الخلخال، وهو من أولاد الإمام العباس"، لافتاً إلى أن "الممثلية تأكدت من صحة اسمه ونسبه لكنها لم تتأكد من أنه مدفون في موقع المرقد، وقد وجهت استفسارات بهذا الشأن إلى مؤرخين إسلاميين في محافظات النجف وبابل وميسان، وننتظر ردهم لننفذ إجراءات استملاك المرقد وتشكيل لجنة لإدارته".
وتؤكد ممثلية الأمانة العامة للمزارات الشيعية في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، أنها تتولى حالياً إدارة سبعة مراقد دينية من أصل 55، أربعة منها في مدينة البصرة، وهي عبد الله بن علي الهادي في منطقة العشار، وعلي بن يقطين في منطقة البصرة القديمة، وحسن الجبيلي في منطقة الجبيلة، وياسر بن علي في منطقة المعقل.
أما المراقد الثلاثة الأخرى فتقع في الأقضية والنواحي، حيث توجد مراقد صالح بن علي في ناحية الدير، وثروان بن الحسن في قضاء المدينة، وضَمرة أو ضُمير بن حليمة السعدية في قضاء أبي الخصيب، ويعتقد أن الأخير هو أخ النبي محمد بالرضاعة، لكن الممثلية لم تتمكن من إثبات ذلك بشكل قاطع.
وتعتبر الأمانة العامة للمزارات الشيعية التي أسست عام 2005 إحدى تشكيلات الوقف الشيعي، ومن أبرز مهامها ترميم وتطوير أبنية المزارات والمراقد الدينية في عموم العراق، وتسهيل وتنظيم الزيارات لها، وتحديدها وإدارتها، ويتألف الهيكل التنظيمي للأمانة من عشرة أقسام، ضمنها قسم السياحة الدينية.
يذكر أن محافظة البصرة تضم 55 مرقداً دينياً يعتقد أنها تعود إلى شخصيات إسلامية، وهي لا تقع في مقابر، وإنما تتواجد منفردة في مناطق متفرقة من المحافظة، ومعظمها عبارة عن غرف صغيرة، وجرت العادة أن يؤمها المواطنون من سكنة المناطق القريبة منها، خصوصاً النساء للتبرك بها وقراءة الدعاء وتأدية الصلاة أحياناً.
https://telegram.me/buratha

