اتهم حجاج أول قافلة في واسط توجهت لأداء مناسك الحج المسؤولين الأمنيين بـ"التقصير" خلال مراسيم حفل التوديع، مشيرين إلى أنهم سيرفعون شكوى للجهات المعنية لدى عودتهم إلى البلاد.
وقال الحاج أبو فلاح ل (أصوات العراق) إن تصرفات المسؤولين الأمنيين "لم تكن تليق بأي رجل يحمل معاني الإنسانية أثناء حفل التوديع الذي أقيم لنا في شارع شمالي الكوت بعد أن تركنا أمام أشعة الشمس الحارقة دون توفر ماء للشرب"، متهما الجهات الأمنية بمنع الحجاج من "الوصول إلى مكان التجمع عبر المركبات وإجبارهم على السير لمسافات طويلة أمام أشعة الشمس ما دفعه وأهله الذين جاءوا لتوديعه للاحتماء بظل إحدى سيارات الشرطة".
وأضاف أبو فلاح أن أفراد الأمن سمحوا "لبعض أقربائهم بإدخال مركباتهم إلى موقع تجمع الحجاج فيما تم منعه ولده من إدخالها للموقع".
وشهدت مدينة الكوت ظهر أمس الخميس انطلاق أول قافلة من حجاج محافظة واسط والبالغ عددهم 78 حاجا باتجاه مطار النجف ومن ثم إلى مطار المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج.
وتقول الحاجة أم هبة "كانت أمنيتي أن أتوجه لأداء مناسك الحج لأول مرة وكنت احلم باحتفال توديعي أتذكره لما تبقى من عمري، لكنني تفاجئت بتركنا لساعات طويلة تحت أشعة الشمس"، وأردفت أن مراسيم التوديع كانت "مأساوية ووضعتها في إحراج مع أقاربها الذين جاءوا لتوديعها بعد أن اضطروا لترك سياراتهم والسير مع أطفالهم ونسائهم والانتظار لأكثر من ساعتين تحت أشعة الشمس دون أن تكون هناك أدنى خدمات تقدم للحاج أو لذويهم".
وتضيف أم هبة "لقد فكرت جديا بان أتقدم بشكوى إلى هيئة الحج والعمرة في بغداد نتيجة للاهانة التي يتعرض لها الحاج الواسطي أثناء التوديع".
فيما قال الحاج سعيد ابو مرتضى بأن "جميع الحجاج غير راضين عن مراسيم توديعهم إلى الديار المقدسة فضلا عن تجاهلهم من قبل المسؤولين المحليين الذين لم يكلفوا أنفسهم بتوديعهم"، وتابع أن المسؤولين الأمنيين "تصرفوا معنا وكأننا جنود أو منتسبين لديهم من خلال إجبارنا على التجمع تحت أشعة الشمس في شارع لا يحتوي على ظل أو مكان نحتمي به من الشمس سوى ظل الحافلتين اللتين تقلاننا إلى مدينة النجف".
أضاف أبو مرتضى "سمعنا قبل أيام بان المحافظة أعدت خطة خدمية وصحية لحجاج بيت الله الحرام لكن ما شاهدناه يخالف ذلك"، مشيرا إلى أنه سيتقدم بشكوى إلى هيئة الحج والعمرة لدى عودته إلى البلاد لعدم "التزام الجهات المعنية بوعودهم". وتساءل الحاج أبو ربيع "إذا كان التوديع بهذا الشكل فكيف سيكون استقبالنا بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج وعودتنا إلى البلاد؟".
ويروي أبو ربيع أن أحد ضباط الشرطة المسؤولين عن حماية الحجاج "أجبر رجل معاق بأن يترجل من السيارة ويتوجه إلى موقع التوديع مشيا على الأقدام"، وأضاف ""كان من الأجدر بالمسؤولين توفير وسائل راحة للحجاج دون تركهم بهذه الطريقة تحت أشعة الشمس".
من جانبه قال مدير هيئة الحج والعمرة في واسط سنان العابدي إن هيئته "وفرت كافة وسائل الراحة والخدمات الطبية لحجاج بيت الله الحرام والبالغ عددهم 999 حاجا وحاجة في عموم المحافظة"، مبينا أن حجاج واسط "سيقيمون في مجمع سكني في المملكة العربية السعودية انشأ حديثا ومزود بأحدث وسائل الراحة".
وأوضح العابدي أن حج وعمرة واسط "انتهت من تهيئة تسع قوافل لنحو 921 حاجا عن طريق البر صبيحة، غد (السبت)، بعد أن تم إرسال القافلة الأولى والبالغ عددها 78 حاجا عن طريق الجو".
https://telegram.me/buratha

