انضم الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إلى العديد من قادة المجتمع الدولي الذين نددوا بحكم الرئيس الزمبابوي، روبرت موغابي، وطالبوه بالتنازل عن السلطة، أو حضوا على الإطاحة به عسكرياً، حيث أصدر الرئيس الأمريكي بياناً قال فيه إن "الوقت قد حان كي يرحل موغابي." وطلب بوش من "سائر الدول في المنطقة" الانضمام إلى جهود الإطاحة بموغابي، قائلاً إن عليهم السعي لإنهاء "طغيانه،" على حد تعبيره، في إشارة رأى البعض أنها موجهّة إلى جنوب أفريقيا التي ما تزال تنأى بنفسها عن جهود تغيير السلطة في هراري.
ويحكم موغابي زمبابوي منذ حصولها على الاستقلال من الحكم البريطاني عام 1980، غير أن سنوات حكمه شهدت الكثير من الاضطراب على المستويات الصحية والاقتصادية، الأمر الذي أوصل البلاد إلى تضخم هائل، في حين تتعرض مناطق واسعة منها لانتشار مرض الكوليرا.وتأتي مواقف بوش بعدما دعا رئيس الوزراء الكيني، رايلا أودينغا، الأحد إلى الإطاحة بالرئيس الزمبابوي، روبرت موغابي، عسكرياً، وذلك على خلفية تزايد الأزمة الإنسانية التي تعصف بذلك البلد، والتي بدأت تأثيراتها على المستويات الصحية والاقتصادية تمتد إلى الدول المجاورة.وقال أودينغا إن على المجتمع الدولي "الرد على مناشدات شعب أفريقيا والمساعدة على إنهاء الحكم الإجرامي لموغابي في زمبابوي."وأضاف أن الأزمة في زمبابوي وصلت إلى نقطة: "سيصبح بعدها تلكؤ المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي باتخاذ خطوات ملموسة بمثابة جريمة ضد الإنسانية."وتابع: "على الاتحاد الأفريقي التوصل إلى معادلة لإرسال قوات إلى زمبابوي، وإذا لم تتوفر قوات لدى الاتحاد، فعليه أن يدع الأمم المتحدة ترسل قواتها لتطبيق إجراءات فورية والسيطرة على البلاد وضمان وصول مساعدات إنسانية فورية إلى الناس الذين يموتون بسبب الكوليرا والمجاعة."وختم بالقول: "إذا لم يتعاون الرئيس الزمبابوي، فيجب على الجنود الإطاحة به."وفي سياق متصل، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعزيز جهودها للتصدي لوباء الكوليرا مع وصول أخصائيين صحيين اثنين إلى البلاد، حيث أودى الوباء بحياة حوالي 600 شخص وسُجلت حوالي 14 ألف إصابة وفقاً للوكالات الإنسانية.والأخصائيان هما طبيب متخصص في الأمراض المعدية، وأخصائي في اللوجستية الطبية يتمتع بخبرة في مجالات الصحة والنظافة العامة وخدمات الصرف الصحي.ويقول الدكتور "بنجامين فودا"، منسق الصحة لزمبابوي في اللجنة الدولية: "بدأ الأخصائيان، منذ البارحة، بتقييم الوضع من أجل تحديد ماذا يمكننا أن نقوم به لمساعدة الأشخاص الذين أصيبوا بداء الكوليرا أو أولئك المعرضين للإصابة به."ويقوم الأخصائيان اللذان وصلا مؤخراً بتقييم أثر انتشار الكوليرا في المناطق النائية في مقاطعات "شيفي" و"ماكوني" و"تشولوتو" حيث تقدم اللجنة الدولية الدعم إلى 19 مرفقاً صحيا،ً وفي ثماني عيادات في هراري.وهما ينظران في التدابير العلاجية والوقائية المتخذة، ومنها ما يتعلق بالنظافة وخدمات الصرف الصحي والتخلص من النفايات والمبادرات المعنية بتوعية الجماعات المحلية. ومن شأن النتائج الناجمة عن هذا التقييم أن تساعد اللجنة الدولية على تحسين إمكانية التصدي للكوليرا وتقديم الدعم للتأهب لحالات الطوارئ في العيادات التي لم تستقبل حتى الآن أي مريض مصاب بهذا الداء.ويصل هذان الأخصائيان بعد تسليم شحنة من 13 طناً من المستلزمات الطبية، وتقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتنسيق عملها في ما يتعلق بالتصدي لانتشار الكوليرا مع شركاء من داخل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومع منظمات إنسانية أخرى.
https://telegram.me/buratha