كندي الزهيري ||
قبل الحديث عن أكرانيا ، لا بد أن نعود إلى المنطقة العربية ، التي أصبحت حقل تجارب دولية منذ 1918م و 1948م إلى يومنا هذا ، من قبل أمريكا والغرب و وبريطانيا ، من احتلال وإنشاء سرطان الصهيوني ، إلى تنصيب حكام عملاء وإنشاء مذهب الوهابي التكفيري والحركات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش وغيرها الكثير ، وتمزيق الوحدة الإسلامية ، وصنع دويلات متنازع عليها ، إضافة إلى قتل كل من يخرج عن مثلث الموت الدموي ( الغرب – أمريكا – بريطانيا ) ، فلم يبقى شيء من تجاربهم إلا ونفذوها في أرض العرب والمسلمين و أجسادهم ، لكن مع ذلك رجوع قطب عائد من الماضي ليتصدر المشهد ليتصدر المشهد من جديد ( الدب الروسي ) .
إن صراع أمريكا والغرب مع الروس في سوريا وباقي المناطق ما يسمى ( الشرق الأوسط) لم ينفع بل على العكس هناك تقدم روسي على حساب تراجع غربي خصوصا بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي ، فأصبح ملزم ضرورة ملحة لدى السياسة الغربية الأمريكية بالهاء روسيا ، والخطة تنفذ على حدود روسيا هذه المرة ، أكانت محسوبة أم غير محسوبة فقد تورط الغرب بدفع أوكرانيا في حرب غير متكافئة مع الروس ، لكي يعالج الغرب ذلك الخطأ التجاء الى فرض عقوبات على روسيا ، مما زاد من حدت الروس في حربهم على الغرب ، ليقطع الغاز ويجعل الغرب يواجه مصيره لوحدة ، ولكي يتدارك الغرب ذلك اتجه إلى دول البترول تركيا والخليج للحصول على الطاقة قبل الدخول في فصل الشتاء وعلى رأسها تركيا التي تلعب في النار هذه المرة ،
مع ذلك الغرب وأمريكا يدعمون أوكرانيا بالسلاح من أجل استنزاف الروس ، وفي الجهة الأخرى (الروس ) ينتظرون فصل الشتاء لجعل أوروبا ترضخ له ، أوكرانيا في كل المعايير أصبحت حقل تجارب للأسلحة الغربية الأمريكية ، على الرغم من تصريحات صهيونية تحذر الروس من المساس في بعض المقاطعات اليهودية ، يذهب البعض وخصوصا بعد تصريح ( بوتن ) الى أن أرض أوكرانيا هي البروفة قبل حدث ( للنزال الكبير ) مع التحالف الأمريكي الغربي ( هرج الروم ) ، في ذات الوقت هناك طرف ثالث كقوى صاعدة مثل إيران والصين ، يدعمان الروس في تحركها في أوكرانيا معتبرين ذلك حق طبيعي في إطار الدفاع عن النفس ، بوجه المعتدي ( حلف الناتو ) ، الذي يمثل ذراع دول الغربية وقوتها .
إذا كانت أوكرانيا حقل تجارب للأسلحة الغربية الأمريكية الروسية فان أرض العرب كذلك ، أما إذا كانت البروفة فكيف يفسر الصراع الدائر في أرض العراب !، إذا هي ليست حقل تجارب أو البروفة إنما هي جدار صد بوجه التمدد الروسي وصعودها نحو القمة .
يبقى السؤال هل سيبقى الغرب مصدر لصنع الأزمات والحروب في العالم ، وإلى متى لا يحارب بشكل مباشر ، مهما يكون نحن أمام جنون بشري سببه الطمع والحقد ، وصنع الموت من أجل الهيمنة والسيطرة و(الانا )على حساب أرواح ومستقبل البشرية ...
https://telegram.me/buratha