أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن طهران واللجنة السداسية قريبتان للغاية من عقد اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني.
وفي هذه الأثناء يعقد وزراء خارجية دول السداسية باستثناء وزيري خارجية روسيا والصين، اجتماعا في فيينا حيث تستمر المفاوضات النووية، دون أن يشارك الوفد الإيراني في الاجتماع.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده الخميس 9 يوليو/تموز في مدينة أوفا الروسية التي تستضيف هذا الأسبوع قمتي مجموعة "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون: "اعتمادا على مبادئ تسلسل المراحل والمعاملة بالمثل، أصبحنا قريبين للغاية من عقد اتفاق ليس مرحليا، بل نهائي وشامل".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن تنفيذ الاتفاق المستقبلي بين إيران والسداسية سيجري على مراحل أيضا.
وتابع لافروف أن المفاوضات النووية الجارية في فيينا تشهد تقدما يوميا، موضحا أنه لم تبق هناك مسائل لا يمكن تجاوزها. وأعرب عن ثقته في التوصل إلى الاتفاق قريبا، شريطة استرشاد جميع الأطراف باتفاق الإطار الذي عقد في لوزان في مطلع أبريل/نيسان الماضي. وأكد أنه مستعد للانضمام إلى نظرائه في فيينا مباشرة بعد انتهاء برنامج مشاركته في فعاليات قمتي أوفا، لعقد اجتماع نهائي يجري خلاله تنسيق جميع التفاصيل المتبقية بشأن الاتفاق.
RIA NOVOSTIوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
وأشار إلى أن أحدا لا يفرض أي مهل مصطنعة على عملية التفاوض، مؤكدا أن جميع المشاركين في المفاوضات اتفقوا على أن الهدف الأهم ليس في الالتزام بالمهل، بل في ضمان جودة الاتفاق، لكي يؤمن توازن المصالح ومتانة نظام منع الاتشار النووي مع ضمان حقوق إيران المشروعة في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.
وجدد الوزير إصرار موسكو على ضرورة رفع حظر توريد الأسلحة إلى إيران مباشرة بعد عقد الاتفاق باعتباره من الإجراءات ذات الأولوية في سياق إلغاء العقوبات المفروضة على طهران.
لافروف: لا نخشى الآثار المحتملة على الاقتصاد بسبب رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران
أكد لافروف أن بلاده لا تخشى الآثار الاقتصادية المحتملة بعد رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وأردف قائلا: "إنني واثق من أن شركاتنا تتميز بقدرة كافية على المنافسة وبخبرة كبيرة، بحيث لا تخشى أية آثار (ناتجة عن رفع العقوبات المفروضة على طهران)". وأكد الوزير أن الشركات الروسية ستواصل عملها في الأراضي الإيرانية، وجدد دعم موسكو لطلب طهران الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، علما بأن إيران تتمتع حاليا بصفة دولة مراقبة في هذه المنظمة.
الخارجية الروسية: تجاوزنا 95% من مفاوضات ملف إيران النووي
بدوره شبه سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي سير مفاوضات إيران النووية مع "السداسية" الدولية بمتسلق الجبال الذي تفصله عدة خطوات عن القمة.
وأعلن ريابكوف في مؤتمر صحفي الخميس 9 يوليو/تموز في مدينة أوفا الروسية أنه تم تخطي 95% من الطريق خلال المفاوضات في فيينا، وبقيت عدة خطوات "أصعب خطوات" لبلوغ الاتفاق، واصفا المفاوضات بأنها "شبيهة بصعود متسلق الجبال الى القمة".
وقال ريابكوف "إذا تم تخطي 95% من الطريق وبقيت عدة خطوات، فإن الأمتار الأخيرة (...) هي الأصعب، هذا بالذات ما لدينا في المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي".
وأضاف الدبلوماسي أن روسيا تدرس حاليا مع "السداسية" الاقتراحات التي قدمها الطرف الإيراني. وقال: "نعمل الآن مع زملائنا على الاقتراحات التي طرحها الجانب الإيراني، والعمل صعب بما فيه الكفاية، ويتطلب جهودا كبيرة، ولم نستطع التقيد بالمدة التي جرى تحديد 7 يوليو يومها النهائي. أما الآن فأنا أمتنع عن التنبؤ بشأن المستقبل".
كما أكد ريابكوف أن روسيا والصين تعملان يوميا بصورة مشتركة في موضوع تسوية ملف إيران النووي.
إيران ترغب بحضور لافروف توقيع الاتفاق النووي
هذا وأعلن مصدر رفيع المستوى في الوفد الإيراني المفاوض بفيينا أن طهران ترغب بحضور جميع وزراء الخارجية بمن فيهم الروسي سيرغي لافروف توقيع الاتفاق مع السداسية.
Reutersكيري ولافروف وظريف وغيرهم من أعضاء الوفود خلال إحدى مراحل المفاوضاتوقال المصدر لوكالة "نوفوستي" الروسية ليلة الخميس 9 يوليو/تموز: "الأنسب لنا أن يكون السيد لافروف هنا عند توقيع الاتفاقيات" مضيفا أنه يعتقد أن هذا مهم أيضا بالنسبة للافروف في حال توقيع الاتفاق.
يذكر أن وزير الخارجية الروسي لافروف، ونظيره الصيني فان إي، موجودان حاليا في مدينة أوفا الروسية حيث تجري قمتا "بريكس" ومنظمة "شنغهاي للتعاون" وستنتهي الفعاليات يوم الجمعة 10 يوليو/تموز.
أوباما يعطي تعليمات للوفد الأمريكي المفاوض
في غضون ذلك، ناقش الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأربعاء عبر جسر تلفزيوني مع وزير خارجيته جون كيري ووزير الطاقة إرنست مونيس وباقي أعضاء الوفد الأمريكي في فيينا سير المفاوضات.
وقال البيت الأبيض الخميس إن "الرئيس ناقش التقدم الحاصل في المفاوضات حتى اللحظة الراهنة وأعطى تعليمات خاصة بمحاولاتنا التوصل الى اتفاقيات جيدة بين مجموعة "5+1" وإيران تلائم مطالبنا".
هذا وعاد وزراء خارجية الدول المشاركة في المفاوضات مساء الأربعاء إلى فيينا لاستئناف المفاوضات بأمل التوصل إلى تسوية تاريخية مع إيران قبل يوم الجمعة.
وصرح دبلوماسي غربي أن من الممكن التوصل إلى تسوية ليلة الجمعة "إذا حصل تقدم في المفاوضات"، لافتا الى أن "لحظة القرار باتت قريبة جدا".
من جهته رأى مصدر في الوفد الإيراني أن تمديد التفاوض الى ما بعد السبت "ليس مستبعدا".
https://telegram.me/buratha