بدأ العد التنازلي لإبرام اتفاق تاريخي محتمل حول الملف النووي الإيراني بعد شهور من المفاوضات المكثفة بين طهران والقوى العظمى، فيما تشير تصريحات الطرفين إلى إحراز تقدم في المفاوضات لكن المسألة غير محسومة بعد.
وبعد أشهر من المفاوضات المكثفة، تبدأ القوى العظمى وإيران اليوم السبت (الرابع من تموز 2015) نهاية أسبوع من المحادثات الحاسمة، تعتبر الشوط الأخير قبل التوصل إلى إبرام اتفاق تاريخي محتمل بشأن البرنامج النووي الإيراني
يأتي هذا في الوقت الذي صدرت فيه رسائل توفيقية عن الولايات المتحدة وإيران أمس الجمعة، إذ رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ"الجهود الصادقة" من قبل جميع الأطراف، في ما تحدث نظيره الإيراني محمد جواد ظريف عن "تحديات مشتركة" خاصة في مكافحة التطرف.
وقبل أربعة أيام من المهلة المحددة مبدئياً للتوصل إلى تسوية بشأن الملف النووي الإيراني، قال ظريف: "لم نكن يوماً أقرب من التوصل إلى اتفاق"، حتى وإن لم يكن هذا الاتفاق "أمراً مؤكداً" بعد.
وفي رسالة مسجلة نشرت على موقع "يوتيوب"، تحدث ظريف بالإنجليزية من شرفة الفندق حيث تجري المحادثات النووية في فيينا عن فتح آفاق للتعاون في المستقبل في حال توقيع الاتفاق.
وقال ظريف: "إننا مستعدون لفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات الكبيرة والمشتركة. إن التهديد المشترك اليوم هو تصاعد الخطر المستشري للتطرف العنيف والهمجية"، في تلميح إلى تنظيم "داعش".
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً ضد تنظيم "داعش" في العراق وفي سوريا، لا تشارك فيهإيران التي تدعم من جهتها النظامين العراقي والسوري في مواجهة التنظيم.
أما كيري، فقال: "لدينا بعض المسائل الصعبة، ولكن هناك جهوداً صادقة من قبل الجميع لنكون جادين في ذلك (...) إن الطرفين يعملان بشكل مضن للغاية مع الإرادة الطيبة لإحراز تقدم، وإننا نحرز تقدماً".
وأضاف: "لذا سنواصل العمل هذه الليلة وغداً والأحد. بكل تأكيد كلانا يرغب في السعي لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى نتيجة".
وبموجب قانون جديد، فإنه في حال تلقي الكونغرس الأمريكي نص اتفاق بحلول التاسع من تموز، سيكون أمامه مهلة شهر لإبداء الرأي. لكن في حال تجاوز ذلك التاريخ، تصبح مهلة مناقشته 60 يوماً، ما سيؤدي إلى تأخير تطبيق الاتفاق والتسبب بمضاعفات وتعقيدات إضافية.
وتهدف المفاوضات إلى التوصل لاتفاق يضمن خلو البرنامج الإيراني من أي بعد عسكري مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد إيران.
وبالتوازي مع المحادثات المكثفة في فيينا، قام مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، الخميس بزيارة خاطفة ليوم واحد إلى طهران حيث الرئيس حسن روحاني، وتحدث عن "تفهم أفضل" بين إيران ووكالته.
https://telegram.me/buratha