كندي الزهيري ||
من مظاهر الجاهلية هو كنز الذهب والفضة، بيد مجموعة من الناس، واكل أموال الناس بالباطل، إلى درجة يصبح فيها الدرهم و الدينار هو المتحكم الرئيسي في جميع مرافق الحياة.
ويعد هذا المظهر من المظاهر الوجود في الجاهلية الأولى ، و لا سيما عند أصحاب التجارات الواسعة كتجارة قريش، فضلا عن وجوده في الأمم السابقة.
وفد ورد ذم من قبل الله عز وجل، لهذه الحالة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز((والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)) سورة التوبة، الآية ٣٤.
وهذا مما يدل على وجود هذه المظهر في الجاهلية، وما يدل على وجودها أيضا في عصر الجاهلية الأولى، هو نهي الأئمة المعصومين( عليهم السلام) عن ذلك، كون الدينار والدرهم وتحكمهما في حياة الناس، ستتسبب في هلاك هذه الأمة، كما أهلكت الأمم السابقة.
حيث ورد عن إسحاق بن الحارث الامام علي (عليه السلام) عن رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم ) أنه قال: "الدينار والدرهم أهلكتا من كان قبلكم وهما مهلكاكم ". وسائل الشيعة، ج٩،ص٤٤.
ونجد أن تكديس الأموال بيد فئة قليلة من الناس، واستعباد الدينار و الدرهم للناس؛ هي من الأمور الشائعة في المجتمع في الوقت الحاضر، وهو ما نراه بشكل واضح في منظومة العولمة ( ربع غني وثلاث ارباع فقراء )، حيث تكون الثروات بيد مجموعة صغيرة من الناس ، بينما يحرم منها الآخرين ويمنع عنهم ، وليس ذلك فقط إنما تكون السلطة بيد هذه المجموعة الصغيرة التي تختزل المال و القانون الذي يصب في مصالحهم، وكذلك السلطة بسبب كنز الذهب والفضة والثروات بأيديهم فقط وهذا ما جاء في قول الله عز وجل في كتابه الحكيم(( كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ )) . وهنا يأمر الله عز وجل على ضرورة توزيع الثروات بشكل عادل ، وعدم تكديسها بيد فئة قليلة ، وأن عصيان أوامر الله في ذلك يؤدي إلى، أولاً؛ مخالف لقول الله عز وجل، وثانياً؛ يأتي بالمعاصي ،وثالثاً؛ يسبب الشقاق في صفوف الأمة مما يؤدي إلى الهلاك، ورابعاً؛ يجلب البؤس ويأتي بالظالمين، مما يؤدي إلى نهايتهم ويعجل فيها...
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha