كندي الزهيري ||
لا شك بأن العراق طوال مسيرته ، يطرح رؤى وخطط عمل، من أجل تغير وجه البؤس والشقاء والذل، الذي يعاني منه العرب منذ فترات طويلة ، العرب الذين وقعُ ضحية المطامع الاستعمارية الغربية ، فعطلت حالهم وغاب مستقبلهم ، فلا يشعر العربي باْنتمائه ولا يفتخر فيه ، ولا يجمعه مع عروبته سوى اللغة فقط، كل ذلك كان ولا يزال، بسبب ركون حكام العرب إلى المستعمرين ، هذا الخضوع جعل من الشعوب العربية شعوب مهمشة ، لا دور لها في رسم سياسة على وجه الأرض، غارقة في التاريخ والماضي فقط، تحت كلمة (كنا ) وليس( نكون و سنكون ) ... اليوم نلاحظ شبه صحوة ربما تكون حقيقية نحوَ الذهاب إلى عمل موحد ، عمل يجمع العرب فيه شتاتهم ، تلك الأمة النائمة التي يخشاها الغرب ، اليوم تحاول أن تخرج من براثن الهيمنة الغربية ، وهذا مؤشر على العد العكسي لزوال الغرب، وتأثيره على سكان منطقة الشرق الإسلامي الكبير ، رغم ذلك هذا الصحوة غير مكتملة أركانها ولا زالت مشوهة صورتها !، لكونها لم تتكلم بالمنظور الإسلامي العام ،بسبب منطوق الفكري محصور في دائرة القومية ، وهذا بحد ذاته مؤشر غير مشجع .
رغم ذلك منذ 2003م العراق يطرح خطط عمل تشمل المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية وغيرها ، إيمان منه بأن توحيد العرب هو الحل الأمثل الى إنهاء الوصاية الغربية عليهم ، يا حبذا لو سعى العرب إلى الإنصات الى ذلك الرأي الذي يوحدهم ، لما وصل الحال إلى كل هذا الخراب من البحر إلى النهر .
إن دعوة العراق في قمة جدة كانت بمثابة تذكيراً للعرب، بأن حان الوقت مع سقوط المعسكر الغربي ونهوض المعسكر الشرقي ، لا بد أن يكون هناك عمل شجاع وصلب وحقيقي ، يجمع فيه قوة الأمة ويحقق آمال وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية .
طرح رئيس مجلس الوزراء العراقي من منبر جدة دعوة إلى تكتل إقتصادية عربي ، ليخرج العرب من مصيدة الدولار أولاً، ويجعلهم صانعِ للقرارات الدولية ثانياً ، وأصحاب دور كبير في رسم سياسيات والمعادلات الدولية ثالثاً .
هذه الدعوة لاقت ترحيباً من المختصين، فالاقتصاديون عدوها خطوة مهمة، خاصة أنها تأتي في ظرف جديد يعيشه العراق يساعده على قيادة الفكرة وتطبيقها، أنَّ هذه الدعوة يمكن أن يستفيد منه العراق خاصة أنَّ استثمارات الدول العربية وأموالها بدل أن تذهب إلى بلدان أجنبية يمكن استثمارها في العراق وفي المنطقة .
قال داغر، انَّ “هذا الأمر ممكن التحقيق، إذما عرف العرب مصالحهم فإنهم يستطيعون تنفيد دعوة السوداني، لأنَّ مصلحة العرب في وحدتهم، ولأنَّ القاعدة هي "لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما مصالح دائمة"،
لا يمكن أن ينهض الوطن العربي بلا وحدة إقتصادية، تدعم فيها الدول العربية بعضها البعض ، أن التنوع الإقتصادي في الوطن العربي يمكنه من التكامل الإقتصادي ، و يحقق النهضة للشعوب العربية ،أرض تحتوي على النفط و زراعة و الصناعة و مياه وهكذا. ونعتقد بأن العراق مما يوجد فيها من إمكانيات تؤهله إلى لعب هذا الدور، خصوصا الإهتمام الزائد والمتصاعد من قبل القوى الصاعدة إتجاه الدول العربية ...
إن طرح السوداني كان موفق وعميق ، لكن هل الحكام سيكونون جادين بذلك، أم مجرد أفكار ورؤى توضع على الرف! ، وتضاف إلى خيبات الأمة العربية ؟...
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha