كندي الزهيري ||
وهي من المظاهر المنتشرة في عصر الجاهلية الأولى، من قبل الإسلام، ولا سيما عند قريش، حيث أشار الإمام علي (ع) إلى ذلك ، في معرض حديثه عن القرشيين الذين حاربوه في معركة صفين قال (ع) " فانتبهوا إنما تقاتلون الطلقاء وأبناء الطلقاء... وأهل البدع والأحداث ومن كانت نكايته تتقي وكان على الإسلام وأهله مخوفا وأكله الرشا ".بحار الأنوار، ج٣٠،ص٢٣.
فضلاً عن أنتشارها في الُامم السابقة، وخاصة بني إسرائيل، حيث نجد أن هذه الظاهرة تظهر من جديد، في عصر الجاهلية الثانية، فنرى تفشي الرشوة بشكل كبير، وفي جميع مجالات الحياة، وفي جميع مؤسسات الدولة.
على رغم من نهي الرسول محمد(صل الله عليه وآله وسلم ) حيث قال : [ لان الله الراشي والمرتشي والماشي بينهما، وقال إياكم و الرشوة فإنها محض الكفر، ولايشم صاحب الرشوة ريح الجنة ] .جامع الأخبار، ص١٥٦.
وقد وردت عدة روايات تذكر إنتشار الرشوة في آخر الزمان، وتعامل الناس بها ، منها ما ورد عن الإصبع بن نباتة عن الأمام علي (ع) أنه قال " يأتي على الناس زمان...ويستحل الخمر بالنبيذ و الرشوة بالهدية " . بحار الأنوار، ج٩٣،ص٣٠٣؛ فضائل الأشهر، ص ٩١.
كما جاء في رواية أخرى أن آكل الربا يعد من أشراط القيامة، حيث ورد عن إبن عباس عن رسول الله( صل الله عليه وآله وسلم ) أنه قال[ إن من أشراط القيامة... وتعظيم المال وبيع الدنيا بالدين.... قال فعندما يظهر الربا ويتعاملون بالغيبة والرشا ] .وسائل الشيعة، ج ١٥، ص٣٤٨.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha