كندي الزهيري ||
كان العرب في الجاهلية الأولى، يعيشون أوضاع إقتصادية سيئة، وأحوال معيشية حرجة، مما جعلهم تحت خط الفقر، وهذا ما شجع على انتشار العادات الإقتصادية السيئة مثل الربا وغيرها، في أوساطهم ، وتمثل سوء الأحوال الإقتصادية بنقص الأموال وشحتها لديهم، ونقص الطعام وأسباب المعيشية الرئيسية، حتى أن الإنسان ليبيع ولده أو زوجته لقاء حفنة من المال، يسد بها رمقه ورمق من بقي من أفراد عائلته.
وقد أشارت الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ( س ) إلى هذا الواقع المر بقولها في خطبتها: وكنتم على شفا حفرة من النار.... تشربون الطرق و تفتاتون القد والورق أذلة خاسئين.... الاحتجاج، ج١،ص١٠٠؛ كشف الغمة، ج١،ص٤٨٥؛ الطرائف، ج١.
والطرق ؛ هو الماء الآسن بعد ما ينزل من السماء فتلقي فيه فضلات الإبل، والقد؛ هو السير الذي يقدم من جلد غير مربوع، و يقتاتون الورق ؛ هو ورق الأشجار، والمقصود بوصفهم بخباثة المشرب وجشوبة المأكل والمشرب، لعدم اهتدائهم إلىما يصلحهم في دينهم ودنياهم، ولفقرهم وقلة ذات يدهم.
أما في هذا العصر الذي نعيش فيه، هو عصر الجاهلية الثانية، فإننا أصبحنا نعيش نفس الواقع الذي عاشه العرب أيامالجاهلية الأولى، من سوء الأحوال الإقتصادية، والفقر والجهل والجوع والقحط، ولا سيما في المناطق الظهور الشريف للدعوة المهدوية، وهذا ما أشارت آلية جملة من الروايات الشريفة عن أهل البيت عليهم السلام ، فقد ورد عن رسول الله(ص) أنه قال: لا بد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات. بحار الأنوار، ج٥٢،ص٢٢٨؛ غيبة النعماني، ص٢٥٠.
وفي رواية أخرى عنه : وتظهر الحاجة وتفشوا الفاقة... وسائل الشيعة، ج١٥،ص٣٤٨.
كما أن القحط والجوع بعد العراق(عاصمة الأمام المهدي عج ) قبيل ظهور دعوته وقيامه الشريف، فضلا عن غيره من دول الجوار مع ما يصيبهم من غلاء الأسعار، فقد ورد عن رسول الله ( ص )أنه قال: إن خراب البصرة من العراق... وخراب الزوراء من السفياني... وخراب العراق من القحط...بحار الأنوار، ج٥١،ص١١٢؛ بشارة الإسلام، ص٢٨؛ يوم الخلاص، ص٤٨٥.
وفي رواية أخرى عنه أنه قال: سيأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم.. ابتلاهم الله بأربع خصال جور في السلطان وقحط من الزمان...بحار الأنوار، ج٢٢،ص٤٥٣؛ مستدرك، ج١١، ص٣٧٦؛ جامع الأخبار، ص ١٢٩.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha