أفاد مصدر ملاحي في البصرة، الثلاثاء، بأن لجوء الصيادين الى نصب شباكهم في قناة شط العرب تزامناً مع موسم صيد أسماك الصبور أدى الى إرباك حركة الملاحة البحرية في القناة المؤدية الى المعقل وأبو فلوس، مؤكداً أن طواقم البواخر الأجنبية تخشى من تعرض البواخر الى اعتداءات في حال مرورها على الشباك، فيما دعت الشركة العامة للموانئ القوات البحرية وحرس السواحل الى اتخاذ اجراءات فورية لمعالجة المشكلة.
وقال المصدر الملاحي في تصريح تابعته وكالة انباء براثا إن "البواخر القادمة الى مينائي المعقل وأبو فلوس تواجه تحديات هائلة ناجمة عن كثرة شباك الصيادين في قناة شط العرب بسبب حلول موسم صيد أسماك الصبور المهاجرة، حيث هناك عشرات الصيادين الذين ينصبون شباكهم ليلاً ونهاراً في المساحة المحصورة بين قضاء الفاو ومدينة البصرة"، مبيناً أن "شباك الصيد تكاد تصيب حركة الملاحة البحرية بالشلل في قناة شط العرب المؤدية الى مينائي أبو فلوس والمعقل التجاريين".
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الى أن "طواقم البواخر الأجنبية أبدت تذمرها الشديد وقلقها العميق من تلك الظاهرة"، مضيفاً أن "البواخر في حال اجتيازها الشباك سوف تمزقها، وهو ما يعرض البواخر لهجمات انتقامية مسلحة من قبل الصيادين المتضررين، وبالتالي فإن طواقم البواخر تجد نفسها في مأزق، إذ لا تدري كيف يمكنها الوصول الى وجهتها من دون حدوث احتكاك مع الصيادين".
من جانبه، قال مدير قسم العلاقات والإعلام في الشركة العامة للموانئ أنمار عبد المنعم الصافي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "الشركة خاطبت رسمياً قوات خفر السواحل والشرطة النهرية على أمل إيجاد حلول لمشكلة عرقلة شباك الصيد لمرور البواخر في شط العرب، ولكن لم نحصل على نتيجة لغاية الآن"، موضحاً أن "المشكلة تبدو عصية على الحل بالرغم من ضرورة معالجتها للتخلص من تأثيراتها السلبية على عمل مينائي المعقل وأبو فلوس".
وأكد الصافي أن "مواسم صيد أسماك الصبور خلال الأعوام السابقة شهدت تعرضت بواخر الى اعتداءات مسلحة من قبل صيادين مزقت البواخر شباكهم، ونخشى من تكرار تلك الحوادث خلال الموسم الحالي"، مضيفاً أن "الشركة تجدد مناشدتها للقوات الأمنية بمنع الصيادين من نصب شباكهم في القنوات الملاحية، وحثهم على ممارسة الصيد في أماكن أخرى".
يذكر أن موسم صيد أسماك الصبور يعد فترة نشاط استثنائي للصيادين العراقيين في المياه الاقليمية وشط العرب نتيجة اقبال المواطنين في محافظة البصرة على استهلاك هذا النوع من الأسماك البحرية المهاجرة.
وتصل أمهات الصبور مع بداية شهر آذار من كل عام الى مياه الخليج العربي، ومنها المياه الاقليمية العراقية وصولاً الى شط العرب قادمة من شبه القارة الهندية، حيث تتكاثر في المنطقة خلال بضعة أسابيع، ومن ثم تعود خلال شهر آيار مع صغارها الى موطنها الأصلي، ويعول معظم الصياديين في كسب رزقهم على اصطياد تلك الأسماك بالدرجة الأولى، ونسبة كبيرة من الصيادين يتفرغون لمهنة الصيد فقط خلال موسم صيد الصبور، وبعد انقضاء الموسم ينصرفون الى ممارسة أعمال أخرى لكسب قوتهم.
https://telegram.me/buratha