أعرب المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة حيدر العبادي، اليوم الاحد، عن "تشاؤمه" بالوضع الاقتصادي للعراق خلال العام المقبل 2016، عازياً السبب إلى استمرار تراجع أسعار النفط العالمية وصعوبة تفعيل القطاعين الصناعي والزراعي بعد عقود من "التخلف والإهمال"، فيما دعا رئيس لجنة النفط والطاقة البرلمانية الحكومة للقضاء على "الفساد" وتقليل النفقات وتنويع الايرادات.
وقال مظهر محمد صالح في حديث صحفي إن "موازنة العراق لعام 2015 الحالي سعرت برميل النفط بـ56 دولاراً، في حين أنه كان يباع بأقل من 49 دولاراً خلال الأشهر التسعة الأولى منها، الأمر الذي شكل عبئاً ولد عجزاً كبيراً اضطرت الحكومة لتحمل تبعاته"، مبدياً "عدم تفاؤله بالواقع الاقتصادي خلال العام المقبل 2016، في ظل استمرار هبوط أسعار النفط بالأسواق العالمية، ما يتطلب مواصلة ضغط النفقات، والاقتصار على تلك التي لها أولوية، مثل الرواتب والحرب ضد الإرهاب والصحة".
وأضاف صالح، أن "الحكومة لا تمتلك عصا سحرية لتحويل الاقتصاد العراقي إلى زراعي وصناعي بعد عقود من التخلف وإهمال تنويع مصادر الدخل الوطني، وعدم اعتماد سياسة اقتصادية سليمة، سواء فرضت على العراق أم بسبب الظروف الراهنة".
من جانبه قال رئيس لجنة النفط والطاقة البرلمانية اريز عبد الله، في حديث صحفي إن "العراق يمر بأزمة مالية واقتصادية حقيقية، تفاقمت نتيجة انخفاض أسعار النفط"، عاداً أن "الحكومة ينبغي أن تعمل على تنويع مصادر الايرادات وعدم الاعتماد على النفط فقط".
ودعا عبد الله، الحكومة إلى "القضاء على الفساد وتقليل النفقات"، محذراً من أن "الحكومة ستضطر للاقتراض لتزيد من أعباء البلد إذا لم تعتمد تلك المعالجات".
وتابع عبد الله، أن "الحكومة ومجلس النواب يتحملان مسؤولية كبرى لتحسين اقتصاديات البلد"، داعيا الجميع إلى "التفكير بكيفية ايجاد حل جذري للمشاكل المالية لئلا يظل اقتصاد العراق رهناً لتقلبات أسعار النفط العالمية".
يشار إلى أن أسعار النفط العالمية شهدت تراجعاً حاداً هو الأدنى لها منذ سبع سنوات، في أعقاب فشل أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، الاتفاق على حجم الإنتاج ومعالجة تخمة المعروض المتزايدة، خلال اجتماعهم في مقر المنظمة بالعاصمة النمساوية فيينا، الجمعة الماضية،(الرابع من كانون الأول 2015 الحالي).
فقد هبط سعر خام برنت (خام القياس العالمي) بـ1.96 دولار وصولا إلى قرابة 41،05 دولاراً، في حين بلغ سعر الخام الأميركي الخفيف (متوسط غرب تكساس) 37,95 دولارا للبرميل منخفضا بـ 2,02 دولارا، بعد أن هوى في وقت سابق من الجلسة إلى 37,88 دولاراً.
يذكر أن سعر برميل النفط تجاوز المئة دولار صيف العام 2014 المنصرم، قبل أن يواصل الهبوط على مدى الأشهر الماضية، وسط استمرار خلافات أعضاء أوبك على سقف الإنتاج وحصصهم.
https://telegram.me/buratha