الصفحة الاقتصادية

خبراء ومعنيون يرجعون تراجع الاقتصاد وتذبذب سعر الدينار إلى سياسات الحكومة وتوتر الأمن

1390 12:55:00 2013-06-11

القت الخلافات السياسية وتفاقم التوترات الامنية في العاصمة بغداد وبقية المحافظات بسبب التفجيرات الارهابية وحوادث القتل والاغتيال بظلالها على الوضع الاقتصادي في البلاد ما سبب انخفاض سعر صرف الدينار العراقي امام الدولار الامريكي بشكل كبير.

فيما وجه خبراء ومسؤولون ذو شأن للحكومة انتقادات لاذعة بخصوص إدارة الملف الاقتصادي في البلد, مبينين أن الحكومة ساهمت في تراجع الاقتصاد الوطني نتيجة للسياسة الخاطئة التي تنتهجها.

ويذهب اقتصاديون الى ان اسباب ضعف السياسية المالية للبلاد وخاصة النقدية وتذبذب سعر صرف الدينار امام الدولار كثيرة ولم تنجح السياسة الاقتصادية في البلد بأستقراره، ويركزون على الخلافات السياسية التي عطلت الكثير من امور الدولة واضعفتها ومنها السياسة المالية او النقدية ،كذلك اوضاع البلاد الراهنة بصورة عامة لا سيما الوضع الامني وتداعياته الخطيرة على المواطنين والحياة في البلاد.

حيث أكد المحلل الاقتصادي إسماعيل العبودي إن الحكومة المركزية ارتكبت خطأ كبيرا في إجبار البنك المركزي على سياسة غير موجودة في السوق ما اثر سلباً على زيادة سعر الدولار.

وقال العبودي لوكالة {الفرات نيوز} اليوم الثلاثاء ان "الحكومة أجبرت البنك المركزي على تحويل الأموال وبيعه للعملة بالإضافة إلى استيراد العراق للفواتير", مشيرا إلى أن "موضوع التحويل وصرف الدولار لايحتاج إلى هذه العوامل لكن هناك عوامل كثيرة تتحكم في احتياجات السوق"، مضيفا أن "تحديد البنك المركزي لسياسة صرف العملة وبيعها اثر سلبا على التذبذب بالنتيجة جعل الدولار يصعد إلى أرقام اكبر من حقيقته".

وتابع العبودي إن "مسؤولية البنك المركزي تصب في المحافظة على سعر العملة ومن أهم الركائز المهمة في العراق هو أن يكون سعر العملة مستقرا ولا يوجد فيه أي تذبذب".

الا ان الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي إياد السامرائي اكد إن واحداً من عوامل التخلف الذي نعيش فيه هو الفساد الذي يجد مالاً سائباً غير موظف ولا يستطيع توظيفه في التنمية أو لا يريد فيكون الفساد وسرقة المال العام.

وقال السامرائي إن" العراق اليوم يفتقر إلى خطة اقتصادية واضحة وتغيب فيه الحلول لمعالجة البطالة وتطوير الزراعة أو الصناعة، وتفتقد السياسة المالية والنقدية التي تلبي حاجة الاقتصاد العراقي".

واوضح أن" العديد من البلدان النامية مرت بمستويات من التخلف مثلنا ولكنها استطاعت أن تنجح"، متسائلاً " أفلم يكن من الممكن أن ندرس تلك التجارب ونستفيد منها ؟!".

ودعا السامرائي الحكومة إلى" الاستفادة مما بقي من عمرها لتقدم خدمة أخيرة لشعبها قبل أن تتراجع أسعار النفط الذي بدأت تلوح مقدماته فتستقدم فريق اقتصادي كفوء لوضع إستراتيجية للتنمية وخطة للعام المقبل والأعوام الأربعة التي تليه".

كما طالب الحكومة ان" تضع الأسس الذي توزع من خلاله غالبية سلطات الدولة على المحافظات كما ينص الدستور، وترشق وزارتنا فلا يبقى فيها إلا خمسة عشر وزيراً لا غير"، منتقدا رئيس الوزراء نوري المالكي بـ" جيش المستشارين الذين لا يفعلون شيئا إلا تكوينهم مجلس وزراء موازي للمجلس القائم وسحبهم للكثير من صلاحيات ومهمات الوزارات".

فيما عزت الاقتصادية النيابية اسباب تردي الوضع الاقتصادي العراقي الى تردي الوضع الامني واتباع الروتين في التعليمات من قبل الحكومات المحلية وهيئات الاستثمار.

وتشهد البلاد في الفترة القليلة الماضية تصعيدا امنيا ملحوظا من خلال التفجيرات التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات كان اخرها امس الاثنين، اذ شهدت العاصمة بغداد سلسلة من التفجيرات في مدينة الصدر ومنطقة الامين فيما شهدت محافظات {كركوك ونينوى وديالى} هي الاخرة تفجيرات راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى.

ويرى خبراء اقتصاديون ان الوضع الراهن ينذر بتدهور الوضع الاقتصادي العراقي في ظل الظروف الامنية المتردية التي يمر بها البلاد خصوصا في الفترة الحالية.

حيث عزا عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية عامر الفائز ضعف الاستثمار في البلد وإبتعاد المستثمرين، الى" تردي الوضع الامني واتباع الروتين في التعليمات من قبل الحكومات المحلية وهيئات الاستثمار، مشيراً الى ان هذا الامر سبب الضرر لإقتصاد العراق".

وقال الفائز لوكالة {الفرات نيوز} ان "إنعدام الاستقرار الامني، وإتباع الحكومات المحلية للروتين في المعاملات الاستثمارية، اضافة الى التخلف وعدم مواكبة تطورات المعاملات المصرفية في الدول المتقدمة، سبب الضرر الاقتصادي للبلد بشكل عام وذلك لما له من تأثير على عجلة الاستثمار".

وتشهد البلاد في الفترة القليلة الماضية تصعيدا امنيا ملحوظا من خلال التفجيرات التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات حيث شهدت اغلب مناطق بغداد والمحافظات في الشهر الماضي تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة اسفرت عن استشهاد واصابة المئات من الابرياء الامر الذي يعزوه بعض المراقبون للشأن العراقي بأن هذا التصعيد الامني سببه الخلافات السياسية بين الكتل.

فيما اكد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، حسين المرعبي لـ{الفرات نيوز} ان "الاوضاع الامنية المتدهورة ادت الى مغادرة الشركات الاجنبية التي كانت تعمل وتدير مشاريع استثمارية كبيرة في العراق" مبيناً " تدهور الوضع الامني تسبب بضرر كبير للاقتصاد العراقي ".

واضاف ان "العراق بحاجة كبيرة اليوم الى فتح باب الاستثمار وبناء البنى التحتية للبلد شريطة توفير الامن والاستقرار لان الحرب التي يشنها الارهاب على البلد ليست سياسية فقط بل اصبحت اقتصادية ايضا وهذا ما لاحضناه من خلال انعكاسات الوضع الامني سلبا على الاقتصاد العراقي".

وعلى ضوء تذبذب سعر صرف الدينار العراقي امام الدولار الامريكي اعلنت كتلة المواطن على لسان نائبها عبد الحسين عبطان ان كتلته لن تسكت ازاء استمرار هبوط قيمة الدينار وما لذلك من تأثير على اقتصاد البلاد وحياة المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود والفقراء والذين للاسف يشكلون نصف المجتمع.

وشدد عبطان في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} ان" البنك المركزي يتحمل بالدرجة الاولى مسؤولية تحسين سعر صرف الدينار، فليس من المعقول ان تمتلك البلاد احتياطيا يقدر بـ 74 مليار دولار والدينار يعتدى عليه امام انظار الجميع".

وقال عبطان ان "على البنك المركزي اتخاذ الاجراءات السريعة واللازمة ليكون الدولار الواحد مقابل الف دينار عراقي، وهذا ما عملنا عليه خلال السنوات السابقة وحققنا استقرارا للدينار مع ان الاحتياطي لم يكن يتجاوز 30 مليار دولار انذاك".

وكانت لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية قد اكدت ان الخلافات والازمات السياسية التي تشهدها البلاد وعدم وضوح سياسة البنك المركزي ادت الى تذبذب سعر صرف الدولار مقابل الدينار .

يذكر ان قضية البنك المركزي وتداعياتها التي ادت الى اقالة محافظ البنك المركزي سنان الشبيبي وتعيين عبد الباسط تركي بدلا عنه بالوكالة بالاضافة الى حجز عدد من الموظفين كانت بسبب انخفاض سعر صرف الدينار العراقي امام الدولار الامريكي الا ان هذه الاجراءات لم تحد من هذا الانخفاض

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك