المقالات

الصراع الحقيقي في المجتمع العراقي

1278 2020-11-20

 

 اياد رضا حسين||

 

تعقيبا على التعليقات الكثيرة التي وردت على صفحات الفيسبوك حول موضوع الاقاليم وتقسيم العراق الى اقاليم سنية وشيعية واقليم كردي قائم ، الى غير ذلك ، وقول احدهم ان من سوء حظ هذا البلد ان يرتقي فيه الفاشلون اعلى المناصب ، فيما يبقى الأكفاء مهمشون ،،، وقد علقت على هذا الموضوع بمايلي :

 ان الاصطفاف او الصراع الطائفي ماهو الا صراع طارئ ، وهو يتصاعد ويحصل في العراق عندما تسقط الانظمة وليست الانقلابات العسكرية ،،، ويكون ذلك ، اما بسبب اهتزاز المعادلة التقليدية في الحكم ، كما حصل بعد سقوط النظام الملكي عام ١٩٥٨ ، او انقلاب هذه المعادلة كما حدث بعد سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ ، ولكن يبقى هذا الاصطفاف بشكل وقتي ومتفاوت بين المجتمعات ودرجة وعيها وثقافتها ويزول تدريجيا ، اما استمراره فهو بسبب الاعيب الساسة الفاشلين في محاولة منهم لاستقطاب الجماهير لصالحهم من خلال هذا الاصطفاف ، اما الصراع الحقيقي والمحوري في المجتع العراقي فهو (صراع قيم البداوة وقيم الحضارة) (نظرية العلامة الوردي).

اما الحديث عن اقليم سني او اقليم شيعي فهذا محض هراء ، وهو ليس بحل للمشكلة والمأساة العراقية وانما قد يعقد المشهد اكثر ويزيد في عمق المشكله ويصعد من الصراع الحقيقي الموجود بين المتحضرين وبين اهل العصبيات من حاملي قيم البداوة والتعرب في الاقليم الواحد.

 فعلى سبيل المثال ، نحن هنا في بغداد عشنا عشرات السنين بصورة طبيعية وعلاقات اخوية تسودها المحبة والاحترام ، ولم نعرف في حياتنا او عانينا من صراع طائفي شيعي وسني او صراع ديني او عرقي مع المكونات الاخرى على مستوى المجتمع ، ولكن عانينا وقاسينا من صراع قيم الحضارة وقيم البداوة ، اي من الضغط الاجتماعي ، الا وهو ضغط الاعراب وعنفهم ومشاكلهم ونظرتهم العدائية للمجتمعات المتحضرة.

 وهنا نشير الى ملاحظة مهمة يجب معرفتها ، وهو اننا لانقصد سكنة النواحي والقرى والارياف والبوادي والقفار البعيدين عن هذا الصراع ، وانما نقصد في الحقيقة ساكني المراكز الحضارية كالعاصمة ومراكز المدن.

ان هذه الظاهرة اخذت تتصاعد وتزداد اتساعا بعد انقلاب تموز ١٩٦٨ وسيطرة جناح الاعراب في حزب البعث على مقاليد السلطة بقيادة صدام ، اما بعد السقوط فكانت هي الكارثة والمصيبة بعينها ،،، واذا كان موضوع الاقاليم لابد منه فمن المستحسن ان لا يكون على اساس طائفي او عرقي ، وانما على اساس الصراع الحقيقي الذي اشرنا اليه .

ان هذا الخراب وهذا الانهيار الذي حل بالعراق ، فقد تأكد ومن خلال الاحداث والتطورات ، وما يحصل على ارض الواقع ، هو ليس له علاقة بالأنتماء الطائفي او العنوان الحزبي للهيئة الحاكمة ، وانما له علاقة اساسية وعضوية بالانتماء والخلفية الاجتماعية والطبقية لهذه الهيئة على الاعم الاغلب ، وهذا ما بات واضحا من خلال اي مقارنة بين العصور الذهبية للدولة العراقية منذ الاستقلال وحتى انقلاب تموز عام ١٩٦٨ ((ولو بشكل نسبي)) ، وبين ما تلى ذلك من عهود الخراب والدمار والحروب وسفك الدماء وتبديد الاموال والسرقة والاختلاس ،،، بعد هذا التاريخ والى يومنا هذا عندما دخل هؤلاء على خط السياسة والدولة والحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك