من المعروف أن دونالد ترامب رجل مخادع في سياساته ، إذ يلعب بالأوراق السياسية لتحقيق مصلحة أمريكا قبل أي اعتبار آخر. وخلال حملته الانتخابية ، تعهد بعدم إشعال حروب جديدة في المنطقة، بل وعد بإنهاء الحروب القائمة.
لكن أين تقف إسرائيل من هذه المعادلة؟
ترامب: دورة رئاسية مختلفة وسياسة جديدة
المحللون الإسرائيليون حذّروا نتنياهو من أن ترامب في حال فوزه بولاية ثانية لن يكون كما كان في ولايته الأولى ، إذ يتبع سياسة جديدة مدعومة من روسيا. وقد صرّح مراراً بأنه لن يبدأ حرباً جديدة بل سيوقف الحروب الحالية .
ما الحروب القائمة حاليا ً ؟
1. الحرب الروسية الأوكرانية
ادّعى ترامب أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة لكن كيف؟
يرى ترامب أن الحل يكمن في إجبار الرئيس الأوكراني على الدخول في مفاوضات مع بوتين والقبول بالأمر الواقع، حيث تسيطر روسيا بالفعل على أجزاء من أوكرانيا، مثل جزيرة القرم وثلاث محافظات أخرى ذات أغلبية روسية . وبذلك ستحتفظ أوكرانيا بما تبقى من أراضيها في حين تضمن روسيا نفوذها في المناطق التي سيطرت عليها .
لكن لماذا قد يخضع الرئيس الأوكراني لهذه التسوية؟
السبب بسيط: إذا رفض، ستتوقف أمريكا عن دعمه ، وسيتبعها الاتحاد الأوروبي وهو بالاصل غير قادر بدون امريكا لذلك مما سيجعل أوكرانيا غير قادرة على الاستمرار في الحرب دون المساعدة .
2. الحرب في غزة ولبنان
ضمن حملته الانتخابية ، أرسل ترامب رسالة شفهية لنتنياهو مفادها أنه لا يريد أن يبدأ ولايته الثانية وهذه الحروب لا تزال قائمة .
لذا، كان نتنياهو مضطراً للموافقة على وقف إطلاق النار .
عُقد اجتماع بين بايدن وترامب لمناقشة أوضاع غزة ولبنان وأوكرانيا، وأوعز ترامب لبايدن بأن عليه إنهاء الحرب قبل تسليم السلطة رسمياً . وبالفعل ، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان قبل 20 يناير 2025.
لكن السؤال الأهم:
هل وقف إطلاق النار دائم أم مجرد هدنة مؤقتة؟
من المشكوك فيه أن يستمر هذا الوضع طويلاً ، خاصة أن لدى ترامب خططاً أخرى لحماية إسرائيل على نطاق أوسع .
والدليل على ذلك أنه بعد إعلان وقف إطلاق النار، عاد الكيان الصهيوني إلى قصف مناطق في لبنان بذريعة حجج واهية ،هدفها استمرار القتل والتدمير .
حتى نتنياهو عند إعلان وقف إطلاق النار ، حاول تبرير الهزيمة بالقول إن إسرائيل “أنجزت مهمتها” وقتلت معظم قيادات حزب الله، مما يعني أن الأولوية القادمة هي مواجهة “الخطر الإيراني”.
كما اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي (ليبرمان) بأن إسرائيل هُزمت مجدداً أمام حزب الله .
الغاية الحقيقية: المصالح الاقتصادية
الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط وأوكرانيا ، تؤدي إلى إضعاف الاقتصاد العالمي، وخاصة في أوروبا، مما يحقق مصالح واشنطن عبر التحكم في الأسواق والطاقة .
هذه الأزمات المفتعلة ليست إلا أدوات لضمان بقاء أمريكا على رأس النظام العالمي .
النتيجة: لا ثقة في أمريكا وإسرائيل وبريطانيا
لا يمكن الاعتماد على السياسات الأمريكية أو الإسرائيلية أو البريطانية في تحقيق الاستقرار . فما يحدث هو مجرد إعادة ترتيب للأوراق وفقاً لمصالحهم الخاصة ، وليس لتحقيق السلام الحقيقي .
https://telegram.me/buratha