المقالات

عناصر قوة الشيعة التي يراد ضربها/ 8 /المراقد والمزارات


 

د. علي المؤمن ||

 

    وهي مراقد أئمة أل البيت وأبنائهم وأحفادهم والبارزين من ذراريهم، ومزارات صحابتهم وتلاميذهم، وكبار زعماء الشيعة الدينيين وعلمائهم.

   ولمزيد من التحديد، فإن المقصود بها المراقد والمزارات التي أمكن للشيعة استثمارها حتى الآن، وضمها الى نظامهم الاجتماعي الديني، في إطار الصيغة الوقفية غالباً، وخاصة القائمة في العراق وإيران وآذربيجان ولبنان وسوريا وتركيا وأفغانستان وباكستان والهند، والتي تشكل منذ مئات السنين، مراكز عالمية لتجمع الشيعة، ونشاطاتهم الدينية والعلمية والاجتماعية المشتركة. أما المراقد والمزارات القائمة في الحجاز والأردن ومصر وشمال افريقيا وغيرها، فلا تتمتع بهذه الخصوصية المذهبية الاجتماعية؛ لأنها خارج سيطرة الصيغ الوقفية الشيعية، ولاتسمح الأنظمة السياسية في هذه البلدان بتجمع الشيعة فيها وممارسة نشاطاتهم الدينية، خشية تحولها الى مراكز للتبليغ الشيعي كما تقول. 

   وقد تحولت المراقد والمزارات الشيعية الى أماكن شيعية مقدسة أو تحظى باحترام بالغ، وبنيت حولها ــ غالباً ـــ الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية. كما تحولت الى محور جذب للشيعة من مختلف القوميات والثقافات المحلية والبلدان، من أجل السكن والعمل. أي أنها أصبحت بمرور الزمن مراكز إشعاع ديني مذهبي، ومواطن تذوب فيها اللغات والقوميات والوطنيات. وبالتالي؛ فهي عنصر قوة كبير للنظام الاجتماعي الديني الشيعي، ولتماسك الشيعة وتعاونهم، واستثمار التنوع في الانتماءات الفرعية.

   وظلت هذه المراقد والمزارات عرضة دائمة للإخفاء والتخريب والمنع من زيارتها، منذ العصور الأموية والعباسية والأيوبية والسلجوقية والمملوكية والعثمانية والغزنوية، وصولاً الى الوهابية السعودية والبعثية، وذلك بهدف حرمان الشيعة من عنصر القوة هذه، والحيلولة دون استثماره لأهداف التبليغ والترويج والنشاط الديني المذهبي والاجتماعي. كما جرت محاولات مسيئة لاختراع مزارات مزيفة. وكلا الظاهرتين: الإخفاء والتزييف يؤديان الى ضرب عنصر القوة هذا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك