د. بلال الخليفة||
احد الاساليب الحديثة المستخدمة في صناعة الراي العام للشعوب هو صناعة الاحداث ومن ثم استغلالها بما يفيد ما مرسوم لها. ان صناعة الاحداث لها عدة اهداف منها
1) تغيير الوعي العام
2) تسقيط الخصوم
3) غسيل السمعة (اي هنالك اشخاص قلت شعبيتهم فيتم صناعة حدث معهم حتى يتعاطف الناس معه وبالتالي تنسى السلبيات وترتفع شعبيته)
4) تشتيت الانتباه عن امور مهمه تحصل بالتوازي مع الحدث ولا يتم التطرق الية.
5) صرف الانتباه عن فضيحة معينه.
6) تهيأة الراي العام لامور ستحدث او قرار سيتخذ.
عادة ما تكون الاشهر التي تسبق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, هي من اخطر الايام, وذلك لاشتداد المنافسة على المقاعد النيابية والرئاسية.
وغالبا ما يعمل السياسيون بالمبدأ الميكا فيلي في تحقيق اهدافهم والوصول لمبتغاهم وباي طريقة واسلوب حتى ان كانت الطريقة قوت او دماء الابرياء. الامثلة كثيرة منها محلية ومنها دولية. سنركز في هذا المقال على بعض الاحداث التي تزامنت قبيل الانتخابات الامريكية.
لنأخذ الامثلة على ذلك:
1- في ايار عام 68 حدثت موجة تظاهرات اشبه بالمظاهرات التي حدثت في امريكا هذه الايام وانتشرت الى دول كثيرة في العالم منها فرنسا وغيرها ويعود الفضل بانتشارها الى مواقع التواصل الاجتماعي , وبالرجوع لاحداث عام 68 حيث كانت في البداية هي مجرد مَطالب لرفع الأجور لكن القمع الشديد الذي تعرضوا له , جعل الكثير من الفئات تنظم اليهم ومنهم السود في امريكا. ومما زاد من الأزمة في ذلك الوقت هو اغتيال زعيم حركة الحقوق المدنية القس مارتن لوثر كينغ في الرابع من إبريل من عام 1968 , للتلفزيون سابقا" أثره العميق والرئيسي في صناعة الراي وتاجيج التظاهرات. كان الرئيس الامريكي في وقتها هو جونسون واما المنافس له في الانتخابات هو نيكسون الذي استغل موضوع التظاهر ورفع شعار ( اعادة النظام والقانون).
2- في 29 أبريل/نيسان 1992، انتشر مقطع فيديو لأفراد شرطة يمارسون العنف ضد شخص أسود البشرة وهو رودني كينغ. وأدت اعمال الشغب التي رافقت التظاهرات إلى سقوط أكثر من 60 حالة وفاة. ادت اعمال الشغب الى انخفاض نسبة تأييد بوش وبالتالي خسر بسهولة أمام بيل كلينتون في نوفمبر/تشرين الثاني 1992.
3- قبل الولوج في اغمار هذه النقطة , احببت ان انبهكم لموضوع مهم وهو مشروع (هارب: H.A.A.R.P) واستخدام الطقس في الحروب بدلا عن الاسلحة العادية. ولاهمية هذا الموضوع, انتج فلم من بطولة الممثل ليوناردو دي كابريو (قبل العاصفة) والذي تناول موضوع المناخ واستخدامه في الانتخابات.
حدث عام 2012 إعصار إستوائي أثر على فلوريدا والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية وكندا. حيث بلغ ارتفاع المياه أربعة أمتار في نيويورك وأغلقت الكثير من المحال والمنشآت والشوارع . كما ألغى أوباما لقاءً انتخابياً رئاسياً. تفقد باراك أوباما، المناطق المتضرره في ولاية نيوجيرسي بعد يومين من هبوبه والتقى بعمال الإنقاذ وسكان الولاية. (على طريقة صورني وانا ما ادري), ملاحظة ان حظوظ اوباما في الفوز قبل ذلك كانت شبة معدومة, لكن بعد ظهور اوباما في مقطع فديو وهو يساعد الناس ارتفع كثيرا وبالتالي فاز بالانتخابات.
4- في 2016، استطاع ترامب الاعتماد في حملته الانتخابية على فكرة أنَّ بإمكانه استعادة النظام وإنهاء الفوضى التي زعم أنَّ سلفه أثارها، وهناك بعض الأدلة على أنَّ هذه الديناميكية تحديداً استُهلِكَت رداً على الاحتجاجات في بالتيمور وفيرغسون بعد حوادث قتل لسود على يد الشرطة.
5- بعد ليلة من مناظرة جرت بين ترامب وجو بايدن, بدت حظوظ ترامب بالتراجع نتيجة أدائه السيء في المناظرة, لذلك التجأ الى الطرق التي استخدمها سلفة في الوصول لكرسي الرئاسة عن طريق استعطاف الناس بحدث مكذوب او مفتعل . أتجه ترامب لاستخدام فيروس كورونا واللقاح المرتقب له كسلاح في سياق سعيه لرفع شعبيته، واستقطاب الاصوات في صناديق الاقتراع. بعد يوم من هذه الحركة لاحظنا خروج اعداد من الامريكيين متعاطفين مع رئيسهم, وهذا شيء طبيعي ومتوقع.
في الختام, ان حدوث اي امر ما , يجب الالتفات الى امور اخرى تحدث معه او بعده, وما هذا الامر الا لتشتيت الانتباه .
بالعودة الى الجانب المحلي , ان الازمة الكبيرة والخانقة للكهرباء التي عشناها, تخللها امر خطير لم يتفاعل معه الكثير وهو الربط الشبكي الكهربائي مع الاردن ومن ثم شراء الكهرباء من مصر والسعودية والكويت وتركيا و قطعها مع ايران.
والحدث الذي نعيشة الان وهو عدم وجود رواتب, تمهيدا لقبول الناس بالاقتراض الداخلي والخارجي وهذا يعني رهن السياسة الاقتصادية للعراق بالصندوق النقد الدولي وغيره, وما خفي كان اعظم.