الأقزام آفة تنخر في الجسد السياسي لتمرير مخططاتها ببناء نظام سياسي غافل كسيح. مع أن العراقيين شعب على قدر عال من الوعي السياسي ، إلا أن كثير من الساسة المتقدمين لقيادته ليسوا إلا أقزام من الفطنة وحسن التدبير أن نعترف أننا في إبتلاء عسير، وأس هذا البلاء هو أن البلاد قد أُبتُلِت, عقب سقوط نظام صدام , بجمهرة من الساسة يقولون ما لا يفعلون. فقد أكتشف الساسة أن إصدار التصريحات والشعارات البرَّاقة من البنود التي لا تخضع لضرائب أو رسوم. فكانت التصريحات البرَّاقة, أثناء الحملات الإنتخابية, شيء والممارسة بعدها نقيضة تماماً. كلام جيد وموضوعي يترك إنطباعاً طيباً يُقال بالنهار ثم يمحوه الليل وانتهي الأمر. وهذا سبب ونتيجة لغياب الرؤية والبرنامج وعدم الإكتراث لمصلحة البلاد. بقد حصل كثير من الأقزام على مقاعد برلمانية ما كان يحلمون بها. فأعتلوا ظهورنا بأمتيازات فلكية بينما يعاني الشعب من الخوف والجوع والمرض والفقر. و لأن كل هم الأقزام زهو السلطة وإمتيازات بلا مسؤولية, فليس بالضرورة إزالة الفقر والأمية والقضاء على البطالة وتحقيق التنمية وإستتباب الأمن. المفارقة أن العراق شعب عملاف يريد بعض الأقزام أن يقودوه! أقزام تعتلي ظهور العمالقة...! الخطأ الأكبر الذي ظَلّت تقع فيه الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والقوى السياسية المتصدية للمشهد، ومن جميع المكونات، ان تجاوزات منسوبيها - في كل مستويات إدارة شأن السلطة - كانت ترحل (للحساب العام) ولا يسددها المخطئون من حساباتهم الشخصية بالجزاء والعقاب..! بقد كانت الدولة بعناصرها الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، تسعى دوماً لممارسة (فضيلة الستر) مع أخطاء وتجاوزات منسوبيها ولكنها - من حيث لا ترغب - وقعت في (جريمة التستر)..! بعض الأخطاء السياسية قد تترتب عليها مضار تفوق بعض الجرائم الجنائية المباشرة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha