محمد حســـن الســاعدي||
لكل شعباً من الشعوب عادات وتقاليد وطقوس يتميز بها عن غيره ، وتكون مرآة ثقافته وتراثه وتمثل هذه العادات باختلافها ثقافة هذه الشعوب وتميزها ، كونها تمثل رمزاً من رموزها او مثلت موقفاً بطولياً لها في الملاحم التي تمر بها هذه الشعوب ، لذلك فان للعمامة تاريخها ومنزلتها وقدسيتها ، وان ظاهرة التهجم على العمامة تندرج ضمن مخطط محكم وضعته الدوائر المخابراتية المعادية للإسلام عموماً ، الى جانب الافكار المنحرفة والتي امست منهجاً في ضرب العمامة لطمس معالم الدين وافراغه من مضامينه وأهدافه السامية ، وجعله ديناً شكلياً حاله حال التيارات والأفكار المنحرفة والتي سعت ومنذ زمن في ضرب الاسلام من الداخل.
لقد عمل رجال الدين على حفظ الامة الاسلامية في جميع مواقفها وأدوارها ، بل عملوا على الوقوف بوجه المخططات الرامية الى تمزيق الامة ، فقد كان لعلماء النجف الاشرف ومراجعها الموقف الابرز في قضايا الامة الإسلامية الحساسة فهذا موقف الامام السيد محسن الحكيم في الوقوف مع الثورة الجزائرية ، وموقفه الكبير والمهم من القضية الكردية في العراق ، الى جانب موقف الامام الخوئي في الوقوف بوجه الطاغوت الاكبر البعث الفاشي وتحريمه القتال ضد أي دولة جارة .
الحدث الابرز في مواقف العلماء كان موقفهم من وحدة العرق ارضاً وشعباً،وها هو المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العراق يقف امام كل مخطط يهدف الى تقسيم البلاد وحماية الشعب العراقي وارضه من التمزيق ، فقد سعى اللوبي الغربي الى هذا المخطط من خلال ارهاب داعش وما قبله ، في محاولة لإيجاد ارضية مناسبة لتمزيق البلاد والعباد من خلال لغة القتل والتهجير ، لذلك كانت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف الموقف الوطني الذي أعلنه بفتوى الجهاد الكفائي ليكون صداً منيعاً امام مثل هكذا مخططات تهدف الى زعزعة الاستقرار وتمزيق الوحدة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد .
رغم عمليات الترغيب والترهيب التي مورست ضد المرجعية الدينية، الا انها ظلت متمسكة ومتماسكة بقوة موقفها، الامر الذي جعل محاولة استمالتها او تحييدها أمراً صعباً للغاية، واستعصى على اصحاب السلطة تسخيرها خدمة لمصالحهم الحزبية والفئوية الضيقة. المرجعية الدينية وبعد احداث ٢٠٠٣ وتعرض العراق لهجمات التكفير الداعشي، انبرت لإصدار فتوى الجهاد الكفائي، وايقاف زحف هذه العصابات التي كانت تهدد العاصمة بغداد، كما جاءت لردع ذيول الارهاب التكفيري الجديد في المنطقة، بعد احتلالهم محافظة الموصل والانبار وصلاح الدين، فتقدمت المرجعية الدينية بأبنائها ورجالات الحوزة وابناء الحشد الشعبي كافة للتصدي الشجاع لهذه الزمرة و مساندة القوى الامنية في هذا المضمار، مشددين على وحدة العراق وسيادة أرضه وحفظ العتبات المقدسة من كل خطر غاشم ، لذلك ستبقى العمامة سداً منيعاً لأي مخطط يهدف الى حرق البلاد ، وستبقى داعماً وسانداً للاستقرار فيه .
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)