محمد البدر||
(احنه خلانه وگتنه تراب بحلوگ الرحي)
هذا الشطر جزء من قصيدة للشاعر المرحوم عريان السيد خلف غناها المطرب سعدون جابر.
تشير القصيدة وهذا المقطع بالذات إلى ماحدث للحزب الشيوعي العراقي من قتل واعتقال بعد إنهيار التحالف بينهم وبين حزب البعث.
كانت فترة السبعينيات والثمانينيات فترة القصيدة السياسية والأغنية السياسية حيث كان المزاج العام للشعب العراقي مع الغناء والطرب.
كانت ديكتاتورية وظلم وخوف فطبيعي جداً وعادي أن يلجأ المعارض السياسي لأسلوب التورية والتغطية في خطابه واستغلال الأغنية لنشر وإيصال رسالته الخاصة.
تعود اليوم القصيدة السياسية لكنها ليست أغنية ولكن تحت عنوان قصيدة حسينية وبإسم الحسين''ع'' والمنبر الحسيني وتحت هذا الغطاء يهاجم طرف سياسي، طرف سياسي آخر.
الطريف إن الطرف المُهاجِم يتهم الطرف المُهاجَم باستغلال الدين والمذهب.
فيما يقوم هو الآن بفعل نفس الشيء واستغلال المجلس الحسيني والمنبر والقصيدة واللطمية الحسينية لأغراض سياسية.
الطرف الإسلاموي لايُخفي ولا يُنكر تستره بالدين وتبنيه لأدبيات دينية ورمزيات مذهبية يستغلها في الترويج لخطابه.
لكن الطرف الآخر يريد مدنية وعلمانية وإقصاء الدين عن الدولة ويعتبر التدين والدين والشعائر الحسينية رجعية وتخلف لكن يستغل المزاج العام للشعب العراقي اليوم.
كل متابع دقيق وقاريء للوضع ومطالع جيد يعرف ما اعني بالتحديد.
الخلاصة.
زعيم التيار أو الحزب الإسلاموي الذي يقيم مجلس حسيني لايقل خسة ووضاعة عن الآخر (الماركسي) الذي يكتب قصيدة حسينية وهو غير مؤمن بأدبيات الطف ولا متبنيات صاحب المصيبة لكنها يستغل الحدث لمهاجمة خصم سياسي له.
والطريف إن نفس الطرف الذي افلس من تحالفه مع البعث ولجأ للأغنية السياسية.
تحالف بالأمس مع الاسلامويين ثم افلس وأخذ يهاجمهم اليوم بالقصيدة الحسينية.
وللإنصاف ليس هذا الطرف فقط من يفعلها فهناك طرف (مرجعي) يستغل هذا العام حسينيات (لندن) في قصائد سياسية الهدف منها ليس سياسي بل الإساءة لمرجعية (النجف) بصورة غير مباشرة.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)