المقالات

رجال الدولة وفن إدارة الدولة

1326 2020-08-10

سرى العبيدي ||

 

لا يوجد تعريف موحد للدولة، فقد تصدى عشرات المفكرين والأساتذة عبر التاريخ لوضع تصورات حول هذه الظاهرة، الدولة من وجهة نظرنا ضرورة إجتماعية تؤطر قانونيا وتمتلك صفة وشخصية معنوية تميزها عن الأفراد، تتمخض عنها أشكال من السلطة والسيادة محليا وخارجيا، الهدف من قيامها حفظ حقوق الأفراد وتحديد واجباتهم، وترسيم الحدود بعدالة بينهما، وكذلك حقوق وواجبات الحكومة التي يختارها الشعب بإرادته، لإدارة شؤونه والدفاع عن حقوقه وحرياته داخليا وخارجية.

قد تتخذ الدولة طبقا للمكان والزمان وحسب الظرف التاريخي والإجتماعي الذي إنبثقت عنه، عدة أشكال من أنظمة الحكم السياسية الديمقراطية أو الديكتاتورية، وللدولة عناصر أساسية لشرط قيامها، كالسكان والإقليم والسلطة والسيادة .

وهناك فرق بين (الدولة– السلطة)، وبين (الدولة– الأمة)، في النموذج الثاني تكون عناصر الدولة قد إلتئمت وإنصهرت فيما بينها ونجح الساسة فيها من تحقيق العدالة الإجتماعية وتوحيد هوية مشتركة وتحويل الأفراد إلى مواطنين، وإذابة فوارق وحواجز الثقافات الفرعية الدينية والقومية والقبلية لصالح الثقافة الوطنية .

من الجدير بالإشارة، إن وادي الرافدين قد عرف منذ آلاف السنين أقدم أشكال تنظيمات الدولة التي عرفها الإنسان في تاريخه القديم، ولعل التجسيد والدليل الحقيقي لوجود نظام الدولة في العراق القديم، هو دقة وشمولية ورقي منظومات القوانين والتشريعات التي تنظم حقوق وواجبات الأفراد والدولة من خلال المسلات وفي مقدمتها مسلة حمورابي الشهيرة .

في مدينة "أوروك" (في القرن الثامن عشر قبل الميلاد)، وجد إلى جانب العاهل، مجلسان، أحدهما مجلس الكبار والثاني مجلس العامة وهو من الشباب المحاربين، ومن خلال هذين المجلسين كانت تتخذ قرارات الحرب والسلام . كما إنه في الدولة الآشورية كان الملك أيضا مقيدا بمجالس التجار والعسكر ورجال الدين والمجالس العامة .

تعد السياسة بمثابة فن ووسيلة إدارة شؤون الدولة، لكننا عندما نفكر بمن يدير هذه الدولة ستتداخل لدينا مفاهيم متقاربة ما بين رجل السياسة الطاريء ورجل السلطة الموظف، وما بين رجل الدولة الذي يعد الحلقة الأخطر والأكثر بقاءً وديمومة في عملية بناء وإدارة وازدهار الدولة، فمن هو رجل الدولة (states man)؟

قد يكون من السهل، أن يصبح شخصا ما سياسيا، ولكن ليس بنفس السهولة أن يصبح رجل دولة، رجل الدولة محصلة وإستحقاق لمجموعة عناصر وتفاعلات ينجم عنها طراز خاص جدا ونادر من القادة، الذين يمكن أن يطلق عليهم إعتباريا أو مجازا " رجال دولة ".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك