الدم الإنساني, هو الغاية الأسمى, في كل الديانات والشرائع, بإستثناء العقيدة الأموية..السعي لحفظ هذا الدم, والبحث عن مصالح البشرية؛ هي العظمة التي ترافق ذكر المبتكر لحلول تؤدي لهذه الغاية. الحلول الكبرى, لا تتوافق مع العقول الصغيرة في لحظة إعلانها, مهما كان حجم المصلحة التي تنتجها تلك الحلول؛ بيد أنها تعد الطرقة الأولى على محاذير كبرى لم يقربها أحد. من هنا, تتأسس اللحظة الإكتشافية, أمم تكتشف عظماء..
عادة ما تطول تلك اللحظة الإكتشافية, ونادراً ما يشهد التاريخ إنسجاماً بين الجيل الرافض للحل, والحل في نفس المرحلة!..إنّ لهذه الحالة مداليل مهمة؛ أبرزها عمق التشخيّص وعظمة المشخّص.
أبرز ظاهرة يعيشها المواطن العراقي الجنوبي (بغداد وجنوبها), هي ظاهرة ترقّب إنتهاء الحرب!..إنّ هذه الظاهرة المزعجة, المتمظهرة بسؤال وطلب إجابة تطمينية "متى الحسم؟", تعكس حالة الخشية على المجاهدين الذين لبوا النداء المقدّس..الخشية تتضاعف, وتكبر؛ فالمخشي عليهم هبوا من مناطق آمنة لنصرة تراب آخر, يسكنه بعض من يرفضهم, ويحمل بوجوههم السلاح, ويفتح بيته للأجنبي من أجلِ قتلهم!..واقع مرير, يجعلنا في عداد الكذابين لو تجاهلناه.
الواقع الذي تم تشخيصه قبل عقد من الزمن, ووضعت له الحلول الجديدة التي تناسب حجم المشكلة وفداحة الخطر..عشر سنوات, بإيامها ولياليها, تكفي لبناء دولة؛ لو كانت العقول ناضجة في حينها, لما كان اليوم هناك قتال, وهدر للثروات, والدماء, إقليم له مقومات كبيرة, ويحفظ دماء أبناءه قبل كل شيء..فضلاً عن غياب أي مطلب آخر, في ظل دولة بأطراف قوية, وأقواها إقليم وسط وجنوب العراق..ذهب الإقليم, وبقيت ذكرى المشروع تجرّ الحسرة والندامة على رافضيه.
رفضوا الإقليم, واليوم بعضهم ينادي به..عقولهم ما زالت صغير, فجنس المشكلة تغيّر, ويجب إعادة الوضع إلى الوراء قليلاً لينسجم الحل مع المشكلة, أو عليهم أن يصغوا لمبتكري الحلول التي تناسب المشاكل الحالية.
رحمك الله أيها السيد الكبير عبد العزيز الحكيم, ذهبت وها هم يعترفون بعظمتك..
https://telegram.me/buratha