اليمن

خريف الأقنعة ..!

1124 2023-10-15

عبدالملك سام ||

 

عملية طوفان الأقصى حققت الكثير من النتائج ليس أهمها سقوط الأقنعة؛ أقنعة الرزانة والثقة التي يضعها الإسرائيليون لتتبدى لنا وجوههم الحقيقية الممتلئة بالرعب والخوف، وأقنعة التعاطف والتأييد التي يضعها المنافقون لتظهر لنا حقيقتهم وكم هم حقراء ووضيعون.

ولأول مرة نجد وجوه الصهاينة أكثر صدقا من وجوه بعض العرب.. وجوه شاحبة تصف الهول الذي شاهدته عندما أقتحم المجاهدون حصونهم واسوارهم بطريقة ذكرتهم بما حدث لحصن خيبر، بل وتعترف وجوه الصهاينة بأنهم هزموا وفشلوا وذلوا.. وجوه خائفة رأت المصير الأسود الذي ينتظرها والذي طالما حاولت أن تتفاداه.

بينما نرى وجوه المنافقين العرب القبيحة فلا تجد فيها سوى الخبث والحقد على الفلسطينيين، وبلؤمهم المعهود يحاولون أن يستصغروا ما حدث أو يشوهوه، بل ويتوعدون - بطريقة غير مباشرة - بأن إسرائيل لم تهزم وسترد بقسوة على ما حدث! وهذا الأمر يدعو للضحك (وإن كان ضحكا مختلط بالمرارة) للحال الذي وصل إليه هؤلاء السفلة من الخزي والعار.

إسرائيل، وخلال هذه الجولة أو الجولات السابقة، لم تدخر جهدا لتظهر مدى تفوقها الإجرامي، وفي كل مرة كانت تتعمد أن تعتدي بعنف على الفلسطينيين ظنا منها أن هذا سيردعهم ويجعلهم لا يكررون محاولاتهم لتحرير أرضهم، أو لوقف الأعتداء على شعبهم المستضعف. لكن الحقيقة أن كل ما فعلته إسرائيل لم يمنع الفلسطينيين من تكرار محاولاتهم، بل ودفعهم هذا الإجرام لتطوير طرق مقاومتهم للإحتلال وصولا لهذه العملية الكبرى، والقادم أشد إيلاما وتأثيرا بكل تأكيد.

من هنا نرى مدى بؤس المنبطحين العرب، والذين لم يزدادوا مع الأيام سوى سقوطا وفشلا؛ فلا هم أستطاعوا أن يثبتوا أن قرار الانبطاح المخزي كان قرارا حكيما، ولا هم تمكنوا من أن يظلوا مختبئين في اللون الرمادي الذي كان يداري خيبتهم فيمنع شعوبهم من إكتشاف وضاعتهم والنظر إليهم بإحتقار.. إنها الفضيحة المجلجلة!

من أهم نتائج عملية طوفان الأقصى أنها أستطاعت أن تفرز المواقف والأطراف بشكل كبير، ولتلحق أكبر هزيمة نفسية ومادية بكيان العدو والمنافقين على حد سواء، ولتثبت أن الخونة هم أكثر طرف مني بالهزيمة في هذه الجولة؛ فقد خسروا مالهم الذي سيدفعونه مجبرين لتعويض خسائر أسيادهم الإسرائيليين، وخسروا كرامتهم عندما قبلوا أن يكونوا مجرد جوقة من الفاشلين وعشاق الباطل، وخسروا أنفسهم يوم خانوا الله ودينهم ومقدساتهم فخسروا في الدنيا والآخرة.

أعتقد أنه ليس من باب الصدفة أن تأتي هذه العملية في الأيام الأخيرة لفصل الخريف، فسقطت ورقة التوت التي كانت تداري سوءآت المنافقين، وتتكشف المواقف ليعرف الشعب العربي الصديق من العدو.. أنظروا لهذه الوجوه القذرة إذا أردتم أن تعرفوا سبب تأخر تحرير فلسطين حتى اليوم!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك